آيات عرابي تكتب|الحرب بين آل سعود وقطر ودور الغلام بن زايد !

 

 

صحيفة عكاظ التابعة لآل سعود تنشر ان أمير قطر دعم الحشد الشعبي بـ 500 مليون دولار !!

الخبر نفسه جرت صياغته بطريقة غير معتادة (خليجياً) ابتعدت عن الاحترام التقليدي مما يكشف عن مرحلة جديدة في السياسات الخليجية

اما عن مضمون الخبر, فلا يستطيع طفل ان يقتنع بأن أمير قطر دعم الحشد الشيعي بـ 500 مليون دولار لتكتشفهم سلطات الأمن في مطار بغداد

ارجوكم استخدموا اشخاصا يتمتعون ببعض الخيال

أنا هنا لا ادافع عن قطر والحكومة القطرية لم ترد وفي الحقيقة لا اعرف هل دفعت قطر هذا المبلغ للحشد الشيعي ام لا لكن الدول حين تدفع مبالغ مثل هذه, لا تكتشفها سلطات المطارات !!

من يكتب هذه السيناريوهات يجب أن يجعلوه يركب حماراً بالمقلوب وأن يُقذف بالطماطم في ميدان عام .. ميكي ماوس نفسه لو امسك قلماً ليؤلف سيناريو ما فلن يكتب هذا التهريج.

قرأت تحليلاً على موقع (الخليج) يتحدث عن المشاكل بين قطر والامارات وعن الصبي بن محمد بن سلمان الذي يريد أن يحصل على الختم الأمريكي ليخلف والده الاراجوز ويتجاوز محمد بن نايف, ولم يكن هذا ليتم الا عن طريق لوبي الإمارات

وبالتالي كان عليه أن يقدم للإمارات الكثير ومن بين هذا اتخاذ مواقف عنيفة اعلامياً ضد قطر وقناة الجزيرة (وبالمرة المزيد من دمج صعلوك الانقلاب في مصر في السياسة الاقليمية).

التحليل جيد جداً في اطار الممكن الذي يمكن لصحيفة خليجية ان تكتبه

وما لم يقله التحليل (لأنه معروف لمتابعي الشؤون الخليجية)

أن الامارات خصم تقليدي لقطر بل وتعتبر أن لها حقاً تاريخياً في قطر

الاداء المتزن لخونة آل سعود تجاه دويلات الخليج كان يلجم رعونة الامارات كثيراً ويحتفظ بتلك الصراعات خامدة تحت السطح.

اما الآن وسلمان المصاب بالزهايمر خارج الصورة التي قفز لمركزها الصبي محمد بن سلمان, الذي يشعر بالامتنان تجاه مخربي الامارات فسوف تكون ايام قطر شديدة الصعوبة.

ويصعب بطبيعة الحال رسم خطوط سياسية لمجموعة من تجار المخدرات ومديري شبكات الدعارة مثل غلمان الامارات ولكن السياسة الاماراتية ترتكز على عدة ثوابت

أولاً : دعم المشروع الصهيوني (هم صهاينة مخلصون أكثر من الصهاينة انفسهم)

ثانياً : محاربة الاسلام (فهم أكفر من اكفر كفار قريش)

ثالثاُ : دعم المشروع الايراني وتقديم العون للتوسع الشيعي

(النقطة الثالثة تجعلك تدرك ببساطة ان حديث آل سعود عن العداء لايران هو للاستهلاك المحلي واستجلاباً للتصفيق من مشاهد المسرحية او السوكسيه بلغة المسرح)

القرار في دويلة آل سعود اصبح الآن في يد صبي يشعر بالامتنان لتاجر مخدرات ومورد فتيات ليل اماراتي يدعم المشروع الايراني والصهيوني ويحارب الاسلام !

اللاعب الذي لم يقترب منه أحد حتى الآن هو محمد بن نايف وزير داخلية آل سعود والذي يبدو أن محمد بن سلمان ( في سباقه نحو عرش دويلة آل سعود) يخشاه كثيراً ويجمد أو يؤجل الصراع معه لعدم قدرته على مواجهته.

اما عن امريكا, فسوف تتبع المزيد من سياسة الانكفاء على الذات وحتى الجزية التي حصلها ترامب من حكام الخليج (أكبرهم كانت من آل سعود) سوف تخصص من أجل التنمية الداخلية الامريكية وسوف تستمر امريكا في لعب دور سياسي دولي (بالقصور الذاتي) غير أن تأثيرها يبدأ رويداً رويداً بالانحسار

(حكام الخليج ربما يلمحون هذا ولكنهم لا يجسرون على وضعه محل التجربة)

في هذا الخلاف يعمل صعلوك الانقلاب كسنيد (أو زيادة عدد) فهو من الناحية الفعلية لا يملك التأثير على مجريات الأمور وانما هو (جاي مع العفش) في ذيل بن زايد.

اما الصراع المرير الذي ربما تعاني قطر من اثاره, فهو الصراع مع الغلام محمد بن سلمان الذي سيوجه كل امكانيات آل سعود ضد قطر وفاءً للدور الذي لعبه بن زايد في حصوله على الختم الأمريكي (كما يتصور الغلام بن سلمان).

ما اعتقده أن هذه المجموعة من الصراعات سوف تؤدي في نهاية الأمر, إلى تفكك الخليج الذي عرفناه بعد سقوط الخلافة وايران لن تكون بعيدة عن هذا الصراع في الخليج. بالاضافة إلى أن موت سلمان فجأة قد يدفع بالصراع المؤجل بين كل من محمد بن نايف ومحمد بن سلمان إلى الظهور على السطح. ليسهم في تفكيك بنية دويلة آل سعود التي بناها البريطانيون لعملاءهم من آل سعود.

اعتقد ان الرهان القطري الوحيد سيكون العمل على لعب دور أكثر ايجابية في داخل أسرة آل سعود مع غياب تام لأي ترجيحات أمريكية فحتى مع دعوة ترامب للرياض وكل الضجيج الذي اثاره آل سعود, فلا يبدو أن الادارة الامريكية تميل لمحمد بن سلمان على حساب محمد بن نايف واعتقد والله اعلم, أن ما سيرجح كفة أحدهما هو قدرته على تحقيق تغيير في المعادلة الداخلية.