آيات عرابي تكتب|الحركة الماسونية وزراعة هياكل الدولة وفكرة الجيوش

من الطرائف التي كثيراً ما اقرأها عن الشاويش السيسي ان يقول بعضهم ان “اسرائيل زرعته في الجيش” !!

والحقيقة ان هذا القول غير دقيق بالمرة

صحيح ان اسرائيل ربما تكون زرعته هو وغيره كجواسيس منذ أمد بعيد
لكنهم السيسي ليس وحده

فماذا عن المخلوع مبارك الذي كان يتلقى راتباً من المخابرات الامريكية ؟

ماذا عن السادات الذي كان يتلقى هو الآخر راتباً من المخابرات الامريكية ؟

وماذا عن عبد الناصر الذي كان عميلا للمخابرات الالمانية في 1943 (انظر مقالي السابق الذي يحوي التفاصيل بالمصادر بعنوان “ما علاقة الراقصة حكمت فهمي بالانقلاب” وغيره من المقالات)

وماذا عن محمد علي الذي كان عميلاً لفرنسا (وهذا ثابت بالمصادر ومنها ارشيف الدولة الفرنسية الذي نشر عرضه على فرنسا غزو الجزائر بجيشه) ؟

التركيز على السيسي وحده يعمي على كثيرين غيره

السيسي هو محصلة للمنظومة كلها

فمن زرعوا السيسي لم يستطيعوا ايصاله الى منصبه هذا الا بسلسلة من العملاء الذين يمارسون عملهم هذا عن عقيدة

وببحث بسيط مثلاً في حالة طنطاوي وتورطه في مذبحة الكتيبة 16 ونجاته هو وحده منها ومحاولات التغطية التي جعلت ضابطا صغيرا يخرج على التليفزيون الرسمي ليحاول نقل فكرة وجود احياء في الكتيبة (رغم ان زملاء له ضباط اكدوا أن الكتيبة كلها دمرت بكاملها) ومذبحة الهليكوبتر التي نفذها المخلوع مبارك

ومعرفة السادات بهذا كما يفترض اي عقل سليم, يعني ان المنظومة ليست جاسوسا هنا او هناك كما يحلو للبعض

فكرة ان السيسي فقط هو الجاسوس هي فكرة تريح البعض نفسيا لكنها ليست دقيقة

السيسي جاسوس

وهو ليس وحده

والمنظومة كلها مزروعة من الاصل

محمد علي كان ماسونيا وكان عميلا لفرنسا وفكرة الدولة الوطنية زرعت اولا كأمر واقع تحت اشراف دروفيتي قنصل فرنسا (الذي كان رئيسا للمحفل الماسوني في الاسكندرية الذي كان يضم تجت رئاسته محمد علي)

وسليمان باشا الفرنساوي كان ضابطا بمخابرات الجيش الفرنسي وكان خادما شخصيا قبلها لنابليون وهو من اسس جيش محمد علي

وفكرة الجيش الوطني والجندي المواطن هي فكرة خرجت من رحم المحافل الماسونية الفرنسية ثم صدرت الى مصر عن طريق الاحتلال الفرنسي

ثم بعدها استقدمت حركة التغريب (ورأس حربتها رفاعة الطهطاوي) فكرة الوطنية لكسوة الامر الواقع الذي تكون فعلياً بكسوة ايديولوجية (دائما ما كان يحدث ان يتم صناعة الامر الواقع اولا ثم ترسيخه بمنظومة فكرية فيما بعد)

وفي هذه المرحلة وضع الازهر كله تحت السيطرة الماسونية الكاملة (سيطرة الشيخ الماسوني حسن العطار ومن فرخهم من بعده)

وفي المرحلة التالية حين تغلبت بريطانيا على غريمتها فرنسا, لم تطح بالمنظومة التي فرختها فرنسا في مصر بل ابقت عليها وطورتها واصبح الجيش (الوطني) هو العصا التي يضرب بها الاحتلال, السكان المسلمين ويمنع الاسلام

(شرطة على الاسلام كما جاء في عنوان احد الكتب عن انشاء منظومة الجيش)

وكل شخصيات الاحتلال البريطاني وقتها كانت ماسونية وعلى رأسهم اللورد كرومر وصبيته محمد علي وقاسم أمين ولطفي السيد وسعد زغلول

فكل هؤلاء كانوا ماسونيين

ثم بدأت المرحلة الماسونية الثالثة بانقلاب يوليو 1952 (والتي مازلنا نعيشها حتى الان)
(وقبلها جهز رئيس اركان الجيش الماسوني عزيز المصري الاجواء داخل الجيش للانقلاب وهو من اشرف على دفعة الضباط الماسونيين, عبد الناصر والسادات وعبد الحكيم عامر وعلي صبري .. الخ)

وفي هذه المرحلة اصبح رئيس الدولة هو الماسوني عبد الناصر (والذي صار استاذا اعظم للمحفل الماسوني في دمشق هو وشكري القوتلي والسادات وعبد الحكيم عامر وعلي صبري كما جاء في موسوعة الماسونية لحنا أبي راشد وفي حياة عبد الناصر نفسه)

وفي هذا المرحلة اشرف عبد الناصر نفسه على هيكلة المؤسسات والشركات والبنوك وانشاء الاعلام وذلك تحت اشراف فريق من المخابرات الامريكية

واشرف بنفسه على هيكلة وزارة الداخلية والتي ساعده فيها ضابطين امريكيين احدهما من المباحث الفيدرالية الامريكية استقدمهما فريق المخابرات الامريكية في مصر

وانشأت المخابرات الامريكية, جهازا جديداً وزعت عليه اختصاصات المخابرات الحربية والبوليس السياسي, سمي باسم المخابرات العامة

ولمن لا يعلم فإن وظيفة المخابرات الحربية (منذ رأسها ضابط مخابرات بريطاني وقت انشاءها قبل انقلاب يوليو بكثير) هو اعطاء تقارير عن خطبة الجمعة وما يقال في المساجد

(المصادر في مقال سابق لي بعنوان “المسجد عدوهم” )

وفي هذه المرحلة استقدمت المخابرات الامريكية ضابطا المانيا هو أوتو سكورزيني كان مستشار عبد الناصر العسكري, واشرف على تدريب الجيش والمخابرات

وهذا الرجل كان عميلا للمخابرات الاسرائيلية

المنظومة كلها مزروعة

لا تقولوا ان السيسي زرعته اسرائيل, فهذا القول على صحته, فهو غير دقيق اطلاقا
السيسي مجرد ترس في ماكينة كبيرة جدا تدور منذ قرنين زرعتها الحركة الماسونية في مصر وفي كل دويلات سايكس بيكو العربية وغير العربية بعد تفتيت السلطنة العثمانية
وهؤلاء فقط لا يريدون رؤية الصورة على حقيقتها

وللحديث بقية ان شاء الله