آيات عرابي تكتب|السيسي والدين الرشيد … إنهم يدعون لدين جديد!!


منذ يومين تحدث السيسي في اجتماع مع أئمة وزارة الأوقاف في دولة العسكر عن ضرورة أن يدرس الأئمة العلوم ا(لإنسانية) والتوسع في تعليم الدين (الرشيد) في إطاره (الصحيح)
هذه الأفكار المشبوهة والمصطلحات الغامضة التي ما فتئ هذا النكرة يحدث الناس عنها منذ اليوم الأول للانقلاب ويصـر في كل مرة يظهر يتحدث فيها إلى المصريين أن يتحدث عن (تجديد الخطاب الديني) أو التوسع في تعليم الدين (الرشيد) كما أطلق عليه هذه المرة!

ثم ما هو هذا الدين (الرشيد) الذي يتحدث عنه السيسي؟
وما هي تعاليم دين السيسي الجديد الذي طلب من الأئمة التوسع في تعليمه؟
أن يقرأوا الفاتحة بدون (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) لإرضاء أهله وعشيرته!!
أم عدم الحديث في الخطب عن الفتوحات الإسلامية (على أساس أنها تحض على الإرهاب)؟
ماذا يريد السيسي من المسلمين الجدد في مصر بعد أن تم بالفعل وعبر عقود تغيير عقيدة المصريين إلى عقيدة مغلوطة لا تكاد تعرف لها ملامح.

فالمسلمون في مصر أصبحوا علمانيو الثقافة منذ نعومة أظفارهم والفضل في ذلك يرجع لمناهج التعليم ولوسائل الإعلام التي تفرض على المصريين نخبة بعينها ومناهج معينة كانت عاملا مهماً في تغريب المصريين.

للأسف (ملايين) من المسلمين في مصر أصبحوا يعتنقون ديناً هو أقرب في جوهره إلى الماسونية وتوحيد الأديان وإن بدا عنوانه الإسلام.

في بلادنا المنكوبة، جاء الاحتلال ثم رحل بعد أن ترك رجاله فزرع ديناً جديداً وبنى دولة جديدة وصنع حدوداً لها ووجد ذلك الدين البديل من يؤمن به في غياب أي قيادة دينية حقيقية.

فلم يكن لدى المسلمين سوى أشباه رجال دين عينهم المحتل لاختراق عقيدة المسلمين كحسن العطار والأفغاني ومحمد عبده (والثلاثة ماسونيون والأخير لم يكن حتى يصلي وكان يشرب الخمر كما شهد أكثر من واحد من رجال عصره) فقاموا بأكبر حركة تغريب للمصريين تعرض لها المصريين على مدار ما يزيد عن 200 سنة من الاحتلال بالوكالة لمصر تخللتها 70 سنة احتلال بريطاني صريح ما عمل على تغلغل فيروس العلمانية في نفوس الكثيرين، فانتج نماذج مشوهة يظنون أنهم مسلمين وما هم بمسلمين

صنعوا لهم دين جديد

دين مواز غير الإسلام لم يأخذ من الإسلام سوى اسمه

وتحت الاسم تجد مجموعة من الخزعبلات والخرافات والأباطيل والنفايات الفكرية لو وزنتها بميزان الدين أو حتى العقل دون الدين لوجدت هؤلاء بالفعل يدينون بدين جديد.

دين قوامه الانتماء لفكرة الوطن والقومية والحدود وكرة القدم وجيشهم الذي يدعون ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال عنه أنه (خير أجناد الأرض) وممسحة الأحذية التي جعلوها علماً يقفون كل صباح يؤدون له التحية فصار لهم صنماً

وفوق تلك الخرافات تجد سلسلة من الأكاذيب التي لا يصدقها طفل عن انتصارات جيشهم الوهمية ونصر أكتوبر الوهمي الذي أقنعونا به عقوداً.
أكاذيب رسخها ذلك الانقلاب الأسود 1952 لتتحول مصر إلى كتلة من الزيف والتزوير في كل شيء، عبر آلة إعلامية ضخمة أنشأتها المخابرات الأمريكية لعبد الناصر (إذاعة صوت العرب) التي كان من أحد مهامها الرئيسية تزوير التاريخ وتخدير المصريين ثم تبعتها باقي المنابر الإعلامية التابعة لانقلاب يوليو.

هذا الإعلام الذي مسخ عقول أجيال كاملة من المصريين وأقنعهم أن الخلافة العثمانية احتلال، وأن عبد الناصر عميل السي آي إيه زعيم وأن السادات (المدمن) رئيس مؤمن وأن كنز إسرائيل الاستراتيجي هو صاحب الضربة الجوية وأن قزم الانقلاب هو طبيب الفلاسفة ورسول الدين الرشيد!

الإعلام صنع مسوخاً حقيقية عبر عقود طويلة من التضليل لتكون النتيجة هو هذا المسلم (المسخ) الحالي الذي لا يرى غضاضة في حذف 220 آية قرآنية معظمها عن (الجهاد) من مناهج التعليم أو أن يتم إلغاء سيرة عقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبي من المناهج الدراسية.

المسلم (المسخ) الحالي في مصر لا يرى حتى ما يفعله السيسي أنه حرب على الإسلام لأنه علماني لا يحمل من الإسلام سوى اسمه و لقبه العائلي المكتوب في بطاقة الرقم القومي.

حتى هذا المسلم(المسخ) الموجود حاليا في مصر يريده السيسي أكثر مسخاً
السيسي يريد أن يتحول كل المسلمين في مصر إلى نوعية المواطن الـ (إبراهيم عيسى) أو (خالد متنصر) أو على أقل تقدير الأخ (فريدة الشوباشي).

يريد أن يتحول المسلم في مصر إلى كائن هلامي ليس له ملامح، فلا مانع أن يسمع ويشاهد من يهاجمون ثوابت الدين الإسلامي ليل نهار دون أن يثور وتأخذه الحمية على دينه أو أن يسأل نفسه حتى سؤال واحد:
لماذا لا يوجد صحفي أو مذيع نصراني واحد يهاجم ثوابت دينه ويدعو لتجديد الخطاب النصراني مثلا؟؟

المسلم في مصر (ولا أعمم هنا) يعتنق بالفعل دين جديد!

دين يحتوي على مجموعة من القناعات الغريبة

فهي مزيج من إسلام (معهد راند) وعبادة الأوثان.

وكلام السيسي وحربه على الإسلام تزيدني اقتناعا أن مصر باتت بحاجة فعلاً إلى فتح اسلامي جديد!

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}