آيات عرابي تكتب| فيلا لكل مواطن!

عزيزي المواطن ساكن العشوائيات والمقابر والمناطق الخطرة، الجيش ليس ملكاً للشعب كما قالوا لك!

عزيزي المواطن انت عبد في مزرعة محاطة بسور يغلقها من جميع الاتجاهات …  يحرسه سجانون يرتدون الزي العسكري. عزيزي المواطن لا يحق لك أن تطلب الا ما يسمح لك افراد العصابة به ويتعطف عليك به السيسي.

يجب عليك لتكون مواطنا صالحاً من مواطني المزرعة، أن تسكن في المقابر والا تشتكي من ارتفاع الأسعار وأن تسبح بحمد أي صنم يأتون لك به من بالوعات الجيش ليحكمك.

في مصر التي يبلغ عدد سكانها اليوم 94 مليون نسمة، يسكن أهلها على مساحة أقل من 4% بالمئة من أرضها حول وادي النيل ويبلغ عدد سكان العشوائيات بها أكثر من 8 مليون نسمة منهم 1.8 مليون يسكنون المقابر (الارقام في مصادر أخرى مخيفة).

الحكومات المتعاقبة تعاني من حالة مزمنة من (الغلب)، و أعراض متلازمة (هنجيب لكم منين ومفيش معنديش مش قادر أديك) وغير قادرة على توفير مساكن لكل تلك الأعداد، فمصر تعاني من انفجار سكاني ولابد من سياسات لتحديد النسل والحكومات تبذل كل ما في وسعها فهي توفر شقق سكنية مساحتها 60 متراً بمبالغ زهيدة تبدأ من 250 ألف جنيه وهي مبالغ كما ترى في متناول المواطن ساكن القبور!

في تلك المزرعة التي يملكها مجموعة من الإقطاعيين من عينة ريا وسكينة، يحق لعصابة الـ 19 وضع اليد على أي أرض في مصر لأغراض الانتشار الحربي!!

هكذا ينص أحد قوانين المزرعة!! طبعا كلنا نعلم بعد هزيمة 67 وانسحاب الجيش بالجلاليب وبعد هزيمة اكتوبر التي يوهمون البعض أنها انتصار، وبعد أسر ما يزيد عن 8 آلاف جندي مصري في أكتوبر 1973 ووصول الدبابات الاسرائيلية إلى مسافة 100 كيلومتر من القاهرة وتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار، الذي نص على سحب كل القوات المصرية في سيناء وترك 7 آلاف جندي فقط، أن ذلك الانتشار الحربي المزعوم لا يتم الا على الأراضي الخالية المملوكة سابقاً للشعب المصري!

بموجب ذلك القانون لا يحق لسيادتك أيها المواطن حامل البيادة على رأسه، أن تسكن أرضك التي منحها الله إياك منذ ولادتك، تذكر وأنت تدخل باب عشتك الضيقة في تلك المقبرة على اطراف القاهرة أنك عبد لـ 19 فرد يملكون الأرض وما عليها، وكله بالقانون.

وفقاً لذلك القانون يحق لعصابة الـ 19 ومؤسساتها أن تضع يدها على كل مناجم مصر و منها مناجم الذهب ومنها منجم السكري الذي لا يعلم أحد في جيب من يذهب الذهب المستخرج منه، ولكي لا تطالب بحقوقك، يخدر الإعلام عقلك بمجموعة من الأوهام والأكاذيب عن الانفجار السكاني وعن ضرورة تحديد النسل، ويجب عليك إن أردت أن تحصل على شقة أن تعمل كالعبيد لتوفر مبلغاً فاحشاً من المال، بعد عمر طويل تشتري به شقة من حكومة العسكر قد تبلغ مساحتها على الأكثر 60 متراً تعيش فيها أنت وأولادك لتظل فقيراً حتى تدخل قبرك!

وقبل أن يرد المتحذلقون بأن المصريين يعيشون بجوار نهر النيل، أقول لهم أن هناك بلداً تسمى أمريكا تعيش بلا نيل، ويتوزع أهلها على أراضيها ولا يعانون من العطش بسبب عدم وجود نيل.

عندما خلق الله الانسان ضمن له مسكن ورزق وملبس وطعام، ومساحة مصر كافية تماماً لتضمن كل أسرة سكناً كريماً ولكن الجيش بموجب قوانين فرعونية يضع يده على الاراضي التي تصلح سكناً والاراضي غير المستصلحة بحجة الانتشار الحربي، ثم يفاجأ قراء الصحف أن الجيش يطرح مساكن او اراضي للبيع.

الجيش وعلى رأسه عصابة ال 19 ظنوا أنفسهم آلهة يمنحون هذا ويمنعون هذا، وحديثي هنا ليس عن الوسيلة الافضل لبناء مدن جديدة، فهناك متخصصون أقدر مني على وضع برامج للبناء وتخطيط المدن وطرق توفير المياه عبر الآبار مثلا في المدن البعيدة عن نهر النيل (الذي ستنخفض حصة مصر منه بسبب سد النهضة والعصابة ما تزال مشغولة بتثبيت انقلابها)، من الممكن أن تضمن الدولة لكل أسرة سكنا رحباً كريماً. 

تخيلوا أن تدفع الأسرة مبلغاً شهرياً زهيداً يذهب لخزانة الدولة مقابل مسكن يعيش فيه هو وأسرته بدلاً من عشة في العشوائيات أو مقبرة في البساتين.

المسكن اللائق ليس هبة تمنحها عصابة العسكر للشعب، بل هو حق الهي لكل انسان تقوم تلك العصابة بسرقته وتضع يدها على أرض الله لتمنعها عن خلق الله وتستعبدهم.

نعم يمكن لكل أسرة في مصر أن تسكن في فيلا فمساحة مصر تسمح بهذا، ولكن ذلك لن يحدث الا بمحو عصابة ال 19 التي نصبت نفسها متحكماً في أرض الله وتتسلط بها على خلقه.

مقال أرشيفي تاريخ النشر: 9-12-2014