آيات عرابي تكتب | لماذا يكرهني هؤلاء؟؟

 
أحدهم كتب معلقاً على منشور يتناول بداية علاقة العميل عبد الناصر بالمخابرات الأمريكية وكيف جندته المخابرات الألمانية في البداية, فلما سقطت ألمانيا النازية, ورثت المخابرات الألمانية نظامها وعملاءها, بل أن ضابط المخابرات الألماني المسسؤول عن عبد الناصر وقع في أسر القوات الأمريكية في ايطاليا.
كتب أحدهم لماذا التركيز على الماضي ؟ فلنركز على الحاضر !!
وأنا اسأل هؤلاء, كيف نبت هذا الحاضر الأسود ؟
أقول لهؤلاء أنتم تحاربون نظاماً اقليمياً بنته المخابرات الأمريكية أو إن أردنا الدقة, ورثته المخابرات الأمريكية واستخرجت من خريجي المحافل الماسونية والبيئة المدمرة فكرياً عملاء لها عينتهم في مفاصل بلادنا التي قسمها المحتل البريطاني قبلهم.
تروي لهؤلاء, مسرحية قطع البترول ومسرحية حرب أكتوبر التي نفذها السادات (وكان عميلاً للمخابرات الأمريكية), فتجد من يصرخ في هستريا وتكاد عروق رقبته تنفجر : أنتم تدمرون تاريخنا .. أنتم تعاونون الانقلاب بتدمير تاريخنا !
أحد هؤلاء (وهو ناصري) كتب منذ أكثر من عام يسفه ما أكتب !
تدعون للثورة ؟
على ماذا ستثور ؟ على قائد الانقلاب وحده ؟ عليه وعصابته فقط ؟
كتب الدكتور عادل صادق في أحد كتبه عن فقدان الذاكرة الهستيري.
روى قصة مريضة جاءت إلى عيادته عمياء لا تبصر, وبعد الكشف عليها وجد أنه يمكن استرداد البصر بتنشيط العصب البصري.
عاد للمريضة بصرها, فانطلقت في موجة عارمة من الهياج فكسرت كل ما وجدته في طريقها واتلفت عيادته.
يقول د. عادل صادق أنه عرف فيما بعد أن المرأة شاهدت زوجها يخونها مع أختها, فتصرف جهاز الحماية في عقلها الباطن ومنع عنها الرؤية, لتفقد الذاكرة وهي متصور أنها لم تر شيئاً.
حماية ربانية للنفس البشرية يرحم بها الله خلقه.
هؤلاء يتصرفون كتلك المرأة التي خانها زوجها مع أختها.

تأتي لهم بالمراجع المحترمة (وهي كثيرة ومنها رسائل دكتوراة ودراسات مقدمة لجامعات محترمة في أوربا وفي أمريكا), فيلوون أعناقهم وألسنتهم.
بعضهم يبلغ به العمى أن يرى المراجع مكتوبة فيما انشر, فيسأل عن المراجع من جديد.
أنا لا اتحدث عن تعاون فيصل مع الموساد في اليمن ولا عن تمثيلية قطع البترول التي ادارها النظام العالمي واستخدم فيها غلامهم فيصل ولا عن حرب أكتوبر المسرحية التي صنعها السادات بأوامر من سيده كيسنجر, إلا لتدرك حقيقة النظام الذي تواجهه.
أنت تواجه وكلاء النظام العالمي.
تحدثهم عن لعبة قطع البترول ودور فيصل, فتجد من يقول (فيصل رحمه الله كان يريد أن يصلي في القدس) !!
أفندم ؟؟ وهل العميل يسير معلقاً على صدره لافتة مكتوب عليها عميل ؟
هذه الطريقة من التفكير نابعة من تدمير كامل استمر عقوداً ومواد مزورة يدرسونها في مدارسهم بالاضافة إلى أن صاحبها ازاح الدين كموجه وصار يفكر بهواه الشخصي.
الصف الثاني من هتيفة التحرير (معظمهم حتى لم يشارك في يوم 28 يناير الدموي) ونزل إلى الميدان بعد أن استتبت الأمور, معظم هؤلاء يكرهونني كأشد ما يكون.
العلمانيون يبغضونني بشدة .. من يسمون أنفسهم ثوار يبغضونني بشدة .. الدولجية الداعين إلى الحفاظ على مؤسسات المخابرات الأمريكية, انصاف المتعلمين الذين يرددون ما يسمعون كالببغاوات, يبغضونني بشدة – الناصريون بطبيعة الحال يبغضونني أشد ما يكون البغض – بعض الاسلاميين الذين صاروا يفكرون كعلمانيين وترى لحية الواحد منهم تصل إلى ركبتيه, يبغضونني بشدة. – مداحو الأنظمة العربية التي عينها المحتل يبغضونني بشدة
اعلم هذا واراه.
السبب أن ما اقوله (وهو موثق بمراجع محترمة), يجعل فريقاً منهم يبدو أمام نفسه مخدوعا !
لا أحد يحب أن يعرف أنه كان مغفلاً.
أكثر تلك الفئات فكاهة وإثارة للسخرية (من بعد الناصريين بالطبع) هم من يسمون أنفسهم ثواراً.
ما أقوله يسحب منهم اللقب الذي عشقوه, هو يحب أن يبدو بصورة من اسقط نظاماً ويالها من مفخرة.
سيادة الثوري الخطير راح .. سيادة الثوري الخطير جه !!
هذا مضحك بشكل لا يُصدق !!
التظاهر في التحرير لم يسقط نظام المخلوع, كل ما في الأمر أن رغبة من (انتفضوا) ضد المخلوع وافقت رغبة الجيش المصرائيلي في عدم توريث الحكم لجمال مبارك وهو مدني من خارج المنظومة العسكرية.
(ليس من شلة الفتوات وإن كان ابن أحد الفتوات الذين عينتهم المخابرات الأمريكية)
أنت لم تسقط نظاماً ولا التظاهر يسقط نظاماً مكوناً من مؤسسات صنعها الاحتلال منذ أكثر من قرن واشرفت على تدريبها المخابرات الأمريكية

.
المكسب الوحيد لاحتجاجات يناير 2011 هو وصول ممثل الشعب لأول مرة للحكم بغير رغبة السادة البيض خلف الأطلنطي.
التظاهر والكتابة على الجدران لن يسقطوا نظاماً
هؤلاء يجعلون من أنفسهم نكاتاً مع الوقت.
الثورة لها آليات أخرى تستطيع معرفتها إن اجهدت نفسك وقرأت بعض الكتب, التظاهر لن يسقط نظاما ولو تظاهرت الف عام.
افق من تلك الغيبوبة ولا عيب أن تكون مخدوعاً فتفيق, المشكلة أن تصر على استخدام نفس النكتة في وجه وكلاء النظام العالمي وتظن أن تظاهرك في التحرير سيسقط مؤسسات المخابرات والجيش المصرائيلي (التي دربتها المخابرات الأمريكية والصهيونية على قمعك والسيطرة عليك ووظيفتها ان تضمن عدم خروج عن السيطرة) وهذا الكلام الفارغ الذي تردده لنفسك.