آيات عرابي تكتب | محاولات ترويض الإسلام (1)

 

 

لن يمكنك فهم ما يجري الآن على الساحة ولا فهم الاعيب الـ 3 ورقات التي يمارسها الأراجوزات الليبراليين على الساحة ومحاولاتهم تجاوز الرئيس مرسي ولا فهم ما يجري في سوريا ولا دور آل سعود الا إذا قرأت تقرير راند 2007 (بناء شبكات من المسلمين المعتدلين)

التقرير استند على دراسات كثيرة ومن بين استند عليه كانت نصائح عمرو حمزاوي في محاضرات القاها في واشنطن عام 2005

التقرير يتحدث عن تصنيف المسلمين إلى معتدلين ومتطرفين بناءً على عدة أمور

1- الإيمان بالديموقراطية (الإيمان بالديموقراطية وفقا للمفهوم الغربي وبحسب التقرير فإن الإيمان بالديموقراطية يتعارض مع فكرة إقامة دولة اسلامية)

2- لا يرى تطبيق الشريعة الاسلامية

3- احترام حقوق المرأة والأقليات الدينية (حتى لو تعارضت تلك مع الشريعة الاسلامية وهذا يفتح الباب بالطبع لحرية مهاجمة الدين وحرية المرأة في اتخاذ رفيق وحرية الشذوذ وحرية الردة عن الاسلام.. الخ)

4- معارضة الارهاب والعنف غير القانوني (هذا يفتح الباب لوصف مقاومة المحتل بأنها إرهاب ويرسخ بالطبع للإرهاب المؤسسي الذي تمارسه مؤسسات حظائر سايكس بيكو)

ووفقا لهذه المعايير يرى التقرير أنه لا يكفي لإطلاق وصف “ديموقراطي” على جماعة ما أن تعتقد تلك الجماعة أن الانتخابات وسيلة لتغيير الحكومات كما هو الحال مع الاخوان المسلمين.

(أي أن المقصود أن اتخاذ الانتخابات كوسيلة تغيير لا يكفي لتعتبر جماعة ما ديموقراطية بل يجب على هذه الجماعة تبني كل النقاط التي قررها التقرير للمسلم المعتدل)

ووفقا لهذا المعايير فإن الرئيس مرسي لا يعتبر من وجهة نظر التقرير ديموقراطيا لأنه يسعى لإقامة دولة اسلامية

كما يعترف التقرير أن الإسلاميين في مصر هم اصحاب القاعدة الشعبية الوحيدة في مواجهة الأنظمة الشمولية

(ص 75 من التقرير)

(وهذه نقطة شديدة الأهمية يجب أن يستوعبها المخدوعون في موضوع الاصطفاف أن يدركوا ان المراكز البحثية الغربية تدرك تماماً ان الليبراليين والشيوعيين وغيرهم لا قيمة لهم على الأرض)

ويقارن التقرير بين فترة الحرب الباردة بين الغرب والكتلة الشيوعية وحالة المواجهة الحالية بين الغرب والعالم الإسلامي ويقترح عدة أساليب لمواجهة الإسلاميين مماثلة للأساليب التي تم اتباعها مع الكتلة الشيوعية منها أساليب الاختراق من الداخل وهو ما يفسر لك سلوك شخصيات مثل أبو الفتوح والهلباوي وغيرهم.

التقرير استشهد بما قاله عمرو حمزاوي في محاضرة في مركز دراسات الإسلام والديموقراطية في واشنطن سنة 2005 :

“ويعترف حمزاوي أنه ما تزال هناك بؤر أقل تقدمية داخل الإخوان المسلمين”
(ص 76 من التقرير)

المقصود الأشخاص شديدي الوضوح في الطرح ويمكنك أن تعد من بينهم الرئيس مرسي بطبيعة الحال.

وهذا يفسر لك انسياق بعض الاسلاميين خلف دعاوى العلمانيين التي تنطلق كالفقاقيع من وقت لآخر وظهور مبادرات مثل مبادرة واشنطن التي تحدثت صراحة عن التخلي عن هوية الدولة. كما يفسر لك المواقف التي لا تقبل التنازل والتي يتخذها بعض الأسرى في معتقلات العسكر مثل موقف الرئيس مرسي

ويفسر لك على الجهة المقابلة مواقف بعض من يحسبون أنهم “اسلاميون” والذين ينساقون خلف دعاوى الليبرالي أيمن نور والفقاقيع التي يصدرها على شكل مبادرات من حين لآخر.

قراءة هذا التقرير توضح الصورة لبعض البسطاء المخدوعين الذين لا يكفوا عن الصراخ كلما تكلم أحدهم موضحاً حقيقة الصورة مطلقاً كلمات مثل (تخوين – توحدوا .. الخ)

وكان هذا التقرير أحد أهم الأسباب التي جعلتني أكثر تشبثاً بعودة الرئيس مرسي