آيات عرابي تكتب| “وقرن في بيوتكن” .. أكذوبة تحرير المرأة!

أعلم أن عنوان مقالي قد يكون صادما للعديد من القراء وخاصة النساء، ولكن ما ستقرأونه هنا هي بعض الخواطر التي لطالما راودتني في مسألة تحرير المرأة، ذلك المصطلح الأكذوبة التي تلهث وراءه النساء من كل صوب وحدب وباتت المرأة المسلمة أسيرة لهذا المصطلح ما جعلها تترك منزلها وأولادها لتحقق ما تسميه ذاتها وأن تدخل في معترك العمل في كل المجالات. 

كنت واحدة من هؤلاء النساء، بل كان عملي هو الكتابة عن حقوق المرأة العربية في أمريكا ومن ضمن هذه الحقوق حقها في الخروج والعمل والمساواة مع الرجل .. وكل هذه المحفوظات التي يرددها أي ليبرالي كالببغاء، بل أنني أسست مجلة نسائية لمناصرة المرأة ولحثها على الحصول على حقوقها المسلوبة 🙂 (مجلة نون النسوة) ولذلك أعلم أن كلماتي قد تكون صادمة ولكنها قناعاتي التي وصلت إليها بعد أن اكتشفت الحقيقة المؤلمة، أن ما يطلقون عليه تحرير المرأة لم يكن سوى طوق للعبودية .. عبودية السيد الأبيض الذي يخطط للعالم ولأغراض عادة ما تخفى عن الباحثات عن “الحرية”

ولتقرأوا معي هذا الجزء لتعلم لماذا حرص النظام العالمي على موضوع خروج المرأة للعمل ومن هم الممولين الحقيقيين لحركات تحرير المرأة  والأهداف الخفية وراءها

آرون روسو المنتج الهوليودي الراحل كان أحد الأصوات التي تعالت في فترة من الفترات ضد اليد الخفية التي تحكم العالم والتي نقرأ عنها في رواية الأخ الأكبر ولا نشاهدها إلا في قصص الخيال العلمي. 

في لقاء تليفزيوني روى روسو جانباً من حوار دار بينه وبين أحد أصدقاءه من عائلة روكفيلر مالكة شركة ستاندارد أويل التي تسيطر على تجارة النفط في الجزيرة العربية. 

الذي سأله هل تعلم لماذا قمنا بتمويل حركة تحرير المرأة؟ 

فرد عليه روسو كما روى (حسب اعتقاده) لكي تتمكن المرأة من العمل والحصول على الفرص .. الخ  كل المحفوظات التي يمكن أن تسمعها على لسان الليبراليين

فرد عليه صديقه (من عائلة روكفيلر) أنت أحمق يا روسو ! 

ثم شرح له, أنهم مولوا حركة تحرير المرأة لسببين, السبب الأول لكي يفرضوا الضرائب على نصف عدد السكان الآخر (المرأة). 

والسبب الثاني, أنها تضطر إلى إدخال أولادها مبكراً إلى المدرسة (الحضانة) وبذلك تختفي فكرة الأسرة وتصبح الحكومة هي الأسرة. 

أما في عالمنا الإسلامي فكان الموضوع أخبث مليون مرة مما قاله روكفيلر لصديقه في البرنامج التلفزيوني

فحركات تحرير المرأة التي روج لها الغرب وتبناها بعض الليبراليين العرب لم تكن تهدف لحرية المرأة كما يزعمون لأن المرأة المسلمة حباها الله بالتكريم والعزة بالفعل من خلال تعاليم ديننا الحنيف، بل إن الإسلام هو من حرر المرأة بالفعل من العبودية والرق والنظرة الدونية التي كانت تنالها قبل الإسلام. فقد كانت المرأة ينظر لها على أنها رجس من عمل الشيطان وكانت تباع وتشترى ولم يكن لها حق في الميراث فجاء الإسلام فحررها من الرق وجعل لها حقا في الميراث وأوصى الرجل بها في كل الأمور، بل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيرا في حجة الوداع 

حتى أكذوبة أن حركات تحرير المرأة جاءت لتعطي المرأة حقها في التعليم كانت أكذوبة روجها الليبراليين في المجتمعات المسلمة فالدين الإسلامي منح المرأة حق التعلم واكتساب المعارف والعلوم المختلفة بعد أن كانت حكرا على الرجل في العصور الجاهلية .

وهناك أيضا أكذوبة أن حركات تحرير المرأة جاءت لتحرر المرأة وجعلها ترتدي ما تشاء بحرية والتي سقطت في العديد من الاختبارات ففي تركيا مثلا وتحت الحكم العلماني حرم أتاتورك التعليم على المرأة المحجبة ومنعوا المحجبات من الدراسة ، كذلك فعل اللقيط ماكرون مؤخرا في فرنسا حين وضعت النوادي والمدارس اللافتات التي تمنع دخول المحجبات من هذه الأماكن وحاربوا الحجاب ووصفوه بأنه ظاهرة عفنة وأنه رمز الجاهلية وغير هذا من أوصاف ليجبر المرأة المسلمة على خلع الحجاب فأين هي حرية المرأة التي ينادون بها.

من يقرأ كتاب (المرأة في الشرق) للنـ صـ راني مرقص فهمي الصادر عام ١٨٩٤يعلم تماما أن موضوع تحرير المرأة الذي أدخله الليبراليين لمصر كان ضمن مخطط قديم وخبيث للقضاء على الأسرة المسلمة ومحاربة الإسلام تبنته بريطانيا إبان احتلالها مصر ومن بعدها تبنته الحكومات العميلة وعملت على تسريب أفكاره بالتدريج ليكون هو السمة الغالبة في المجتمع

في هذا الكتاب والذي يتم تنفيذ أهدافه بالتدريج إلى يومنا هذا دعا مرقص لتحرير المرأة من خلال عدة أهداف أولها القضاء على الحجاب الإسلامي , إباحة اختلاط المرأة المسلمة بالأجانب، تقييد الطلاق ووجوب وقوعه أمام القاضي, منع الزواج بأكثر من واحدة (وهو ما يخالف القرآن)، وإباحة الزواج بين المسلمات والأقباط 

حين تقرأ هذه الأهداف التي أوردها مرقص فهمي في كتابه تجدها كما لو كانت تسير بأستيكة على تعاليم الإسلام 

والمتتبع لما يحدث في مصر في العقود الأخيرة يلاحظ أن كل ما أشار إليه مرقص هذا تم تنفيذ معظمه والبقية سيشهدها المجتمع المصري قريبا.

حتى موضوع خروج المرأة للعمل في المجتمعات المسلمة فرض الليبراليين شروطهم فجعلوا خروج المرأة المسلمة إلى العمل بالطريقة التي أرادها لها الغرب مما أخرج المرأة من عفتها ووقارها وجعلها تتخلى عن بعض من تعاليم عقيدتها ودينها وحررها من ملبسها الإسلامي الذي ارتضاه الله لها وذلك بسبب رغبة المرأة العاملة في مجاراة خطوط الموضة وبالتالي لم يعد للمرأة المسلمة هيبتها التي كانت. بل وأصبحت المرأة بسبب تهافتها على مجاراة هذه الموضة مجرد سلعة رخيصة أعدت خصيصا لجذب أنظار الرجال.

في القرن الماضي لم تكن المرأة أو الفتاة المسلمة في حاجة لأن تبذل مجهودا كثيرا في البحث عن أدوات لتجميل وجهها لتلفت أنظار الرجال فقد كان الرجل هو من يبحث عن المرأة ليتزوجها ولم تكن المرأة متاحة بالشكل الذي أراده الغرب للمرأة المسلمة

فماذا جنت المرأة من الأفكار الليبرالية

أصبحت المرأة متاحة في الشارع وفي كل وسائل المواصلات وفي كل مجالات العمل.

فبعد ان كانت عزيزة في منزلها لا يستطيع الرجل الوصول إليها أصبح الرجل يجلس أمام شاشة التليفزيون ليشاهدها ويشاهد كل مفاتنها ثم ينزل إلى الشارع فيرى جميع صنوف النساء أمام عينيه، ثم يذهب للعمل فيجدها زميلة له في العمل ولذلك أصبحت رغبة الرجل في الزواج ليست كالسابق فبدلا من أن يتزوجها يكفيه مصادقتها والحديث معها والغذاء معها مجانا دون حاجة به إلى الزواج وأصبحت المرأة للأسف لعبة في يد بيوت الموضة وصناع السينما والإعلانات يستخدمونها لإرضاء نزوات الرجال إلا من رحم ربي، حتى الرجل المتزوج لم تعد زوجته كافيه ولم تعد تشبع رغباته، وأصبحت المرأة المتزوجة تلهث لتتشبه بفلانة وعلانة زميلة زوجها في العمل أو فلانة نجمة الانستجرام لكي تلفت نظر زوجها.

وبعد أن كانت الأسرة المسلمة مثالا يحتذى به في التماسك والترابط أصبحنا اليوم نعاني من كل المشاكل التي تعاني منها  الأسرة في الغرب

أصبحت المرأة تضع أولادها في حضانة لتربيه لها سيدة أخرى لا تعلم عن تاريخها أو دينها أو أخلاقياتها ما يجعلها تأمن ترك طفلها معها ولكنها مضطرة للنزول للعمل لأنها اشترطت على زوجها قبل الزواج أن تعمل لأنها تريد أن تحقق ذاتها.

هذه الكلمة المذمومة التي ضحكوا بها علينا نحن معشر النساء

فتحقيق المرأة لذاتها والذي خلقت من أجله هو أن تؤسس أسرة وأن تربي أبنائها تربية صالحة لا أن تكون سلعة رخيصة 

وللحديث بقية ان شاء الله 

(أرشيفي بتاريخ 6 يناير 2021)