آيات عرابي تكتب|لكي تكون الصورة واضحة

رداً على تساؤل على الصفحة: لماذا تتخلص المخابرات أو الدول التي عينت السيسي منه وهو يقوم بالمطلوب وزيادة

في بعض الأحيان التخلص من عميل أو موظف مهما كان هذا العميل مخلص للنظام العالمي وينفذ كل الأعمال القذرة الموكلة إليه تكون من أجل هدف أكبر منها على سبيل المثال لا الحصر

الحفاظ على المؤسسات نفسها كمؤسسة الجيش مثلا

حين ترى تلك المخابرات الغربية أن هناك غضب شعبي على عميلهم يلجأوا لعدة سيناريوهات .. أحد هذه السيناريوهات امتصاص الغضب الشعبي ببعض المظاهرات حول مشكلة ما مثل ما يحدث الآن من نزول الناس حين مس مساكنهم وهدمها وشردهم وفي هذا السيناريو ممكن جدا يتم إنقاذ العميل بنصيحته مثلا بعمل بعض التنازلات لامتصاص الغضب الشعبي وقد تحدث تهدئة فعلا..

سيناريو ٢ حين تفشل هذه التهدئة تكون الخطة ب فيتم الإطاحة بالعميل (مثلما حدث في سيناريو المخلوع والتي تم فيها استغلال احتقان شعبي حقيقي تم توجيهه من خلال التحركات المخابراتية) أو أن إغتياله مثلما حدث مع السادات لإنقاذ المؤسسة العسكرية من ثورة شعبية حقيقية كانت تعتمل في الأفق اعتراضا على اتفاقية الاستسلام فرأى الغرب ضرورة التخلص من السادات

لأن المؤسسة العسكرية في مصر عميلة أصلا والغرب هم من صنعها وصنع هويتها العلمانية المحاربة للإسلام

الاطاحة بالسيسي قرار غربي بحت ومن المستحيل أن يكون نتيجة صراع أجنحة داخل نظام العسكر لأن المؤسسة العسكرية بالكامل خائنة وعميلة قولاً واحداً

يا عزيزي

لا يوجد بين القنافذ أملس

هناك حقائق يجب على كل من يريد الوصول لنتائج سليمة ان يعرفها وهي أن هذه المؤسسة بالكامل صناعة غربية وكما قال (مصطفى الفقي) قبل خلع مبارك أن أي رئيس يحكم مصر يجب ان يأتي برضاء أمريكي بمباركة اسرائيلية

لكن قد تجد ظروف تحتم تغيير شخص الواجهة العسكرية

هذه الظروف موجودة منذ سنوات

وهي ان مرحلة السيسي في المخطط العالمي هي مرحلة مؤقتة كانت لها عدة أهداف وهي أسوأ مرحلة مرت بالشعب المصري

فالسيسي كان مطلوبا منه محاربة الإسلام ومحو كل مظاهر الإسلام من خلال تفكيك الإخوان المسلمين وتقليصها الى مستوى حركة النهضة في تونس بحيث يظهر صف جديد من داخل الجماعة نفسها يكون أقرب إلى العلمانيين الذين يفصلون الدعوي عن السياسي ويُستوعبون داخل نظام عسكري كمعارضة تقصي حتى فكرة الدين وتقلص الموضوع كله الى مستويات تركيا وتونس

وكان مطلوبا منه ان يجهز سيناء لترتيبات صفقة القرن وهذه الترتيبات في سيناء كان معناها ان يضع الجيش المصرائيلي في مستوى الصدام الكامل مع أهالي سيناء لاستفزاز أي بؤر مسلحة محتملة وكشفها واخراجها للعلن ثم تصفيتها وهذا كله كان يتطلب حالة من الصدام الكامل والعلني والمتعمد من الجيش في سيناء مع الأهالي المدنيين وتخريب رفح وتدميرها بالكامل وانتهاج سلوك إجرامي مع المسلمين في سيناء وصدام مع باقي الشعب في مصر بشكل محسوب

هذا الصدام كان يعني تدمير سمعة الجيش المصرائيلي تماما

وخلف هذا كله كان هناك مجموعة من الجنرالات العملاء يتلقون الأوامر وخلفهم مجموعة من الجنرالات الفاسدين معدومي الدين المستفيدين من الوضع ماليا ولا يهمهم سوى ما يكسبون

وخلف كل هؤلاء قطيع من الضباط المستفيدين ماليا من الحالة والذين باعوا دينهم واتبعوا السيسي مقابل زيادات الرواتب وخلف كل هؤلاء قطيع من الغنم من جنود الجيش المصرائيلي
هي قاطرة عمالة تجر خلفها منظومة فساد

بقاء السيسي مع عمالته واخلاصه الكامل لاسرائيل قد يصل لمرحلة أن يكون وجوده خطر ولا تحتمله إسرائيل نفسها التي تخشى أصلا غضب الكتلة السكانية المسلمة في مصر والتي قد تدخل مصر في حالة من عدم الاستقرار قد تهدد مكاسب المرحلة الماضية من بناء سد النهضة وتنازل عن أراضي وجزر وغاز وحدود بحرية وغيرها

وبالتالي وبعد إنجاز هذه المهام لابد من تبديل السيسي بوجه جديد واعادة الجيش المصرائيلي الى المربع السابق

ويمكن تبرير هذا للقطعان المليونية بان الجيش طهر نفسه وانه كان مجبرا وكل هذا السخف الذي تتخصص فيه قطاع من مرتزقة النخب الذين سيطلون عليك على قنوات اسطنبول قبل برامج عمرو أديب وأحمد موسى ومصطفى بكري

السيسي نفسه وكما وضحت من قبل يدرك جيدا هذه الألعاب ويدرك كيفية صناعة ((ثورة شعبية)) بغطاء شعبي من ملايين يسوقها مزمار

(من يرغب في فهم هذه الأساليب فليعد لمذكرات مايلز كوبلاند عن كيفية تدبير الثورات الشعبية حتى لا يصدع احد رؤوسنا بموضوع الثورة الشعبية وهذا الكلام الذي صار مملا) وهذا ليس معناه ان من ينزل من جمهور الشعب البسيط شريك في هذه التمثيليات (حتى لا يسيء البعض فهم ما أريد أن أقوله)

السيسي مثله مثل المقبور عبد الناصر مثل السادات مثل اللا مبارك

كانوا أحذية تنتعلها أمريكا وإسرائيل ومع ذلك تم التخلص منهم

قد يُظهروا لك صورة بعينها وهي أن هناك صراع ما يدور وأن هناك مجموعة معينة في الجيش أو الداخلية مثلا تكرهه .. كل هذا حقيقي سيتم تصويره لكم وطبيعي جدا أن شخصية قميئة مجرمة قذرة مثل هذا السفاح السيسي أن يكون مكروها

لكن هذه الاعتبارات لا قيمة لها في الصورة الكبرى التي تحركها المخابرات الغربية
لأن المؤسسة العسكرية وباقي مؤسساتهم (إعلام – داخلية .. الخ) هي مؤسسات عميلة ولا قرار لها وحين يأتي القرار الغربي, تنحني كل هذه المؤسسات وتنفذ

في النهاية ان شاء الله هذا الأخرق العميل سيتم التخلص منه أن (عاجلا أم عاجلا أيضا 🙂 ) وان شاء الله ستكون نهايته سوداء مظلمة ان شاء الله وهو نفسه يعلم ذلك

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

آيات_عرابي