آيات عرابي تكتب|مدير المخابرات الحربية : اسرائيل علمت بموعد الحرب قبلها بأسبوعين !!

أكذوبة أكتوبر

كانت تمثيلية بعلم الجميع (1)

وبعدما انتهى اللواء نصار من عرض تقييمه, وجه اللواء سعد الشاذلي رئيس الأركان المصري سؤالاً اثار نقاشا حيا وطويلا. فقد سأل المخابرات العسكرية عن تقديرها للموعد الذي يحتمل أن يتوصل فيه العدو إلى كشف الاستعدادات المصرية. وكان الرد أن المتوقع بالنسبة إلى العدو أن يعرف بهذه الاستعدادات قبل خمسة عشر يوما من بدء الهجوم وبكلمات أخرى, فإن العدو سيكون في موقف يمكنه من تحريك احتياطه بمجرد أن يبدأ العد التنازلي.

(هيكل : الطريق إلى أكتوبر – ص 9)

وعلق السفير السوفييتي فلاديمير فينوجرادوف على هذا قائلاً : 
“يبدو إعلان مدير المخابرات الحربية المصرية ان اسرائيل سوف تعرف بموعد العمليات المصرية ضد اسرائيل قبل بدايتها بخمسة عشرة يوما, أي فور بدء الاستعدادات لها أمرا معقولا. ومن الناحية العملية فإن إخفاء هذه الاستعدادات الجادة في الظروف المصرية أمر مستحيل. ليس فقط بسبب طبيعة الأرض وضخامة هذه الاستعدادات, وإنما أيضا نتيجة لقدرة المخابرات الإسرائيلية والتي تحدث عنها الكاتب نفسه بالمناسبة.

للأسف فإن الكاتب لم يطور فكرته بشأن استحالة قيام المصريين بهجوم “مفاجيء” وليته فعل. إذ لو تأكد على نحو صحيح أن الإسرائيليين لم يكونوا ليُباغتوا على حين غرة, وأنهم كانوا سيعلمون بموعد قيام الحرب قبلها بخمسة عشر يوماً, لكان من الضروري وجود تقييم آخر للأحداث فضلا عن إلقاء الضوء على الوقائع وعلى طريقة تناولها. 
وإن التأكيد على أنه كان من الممكن خفض فترة خداع الإسرائيليين من خمسة عشر يوما إلى أربعة أو خمسة أيام يبدو ساذجا. وحتى لو افترضنا أن ذلك سينجح لظل الوضع على ما هو عليه, لو تأكد أن الإسرائيليين كانوا على علم بموعد بدء الهجوم العربي قبلها بأربعة أو خمسة أيام على أقل تقدير فهذه الفترة كانت كافية لأن يتخذ الإسرائيليون الإجراءات المضادة المناسبة سياسيا وعسكريا. هذا إذا ما أرادوا بالطبع اتخاذ هذه الإجراءات.

ص 183 من كتاب (مصر من ناصر إلى السادات – مذكرات السفير السوفييتي فلاديمير فينوجرادوف) 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الكلام ينفي تماما فكرة المفاجئة التي يصر عليها إعلام العسكر ويروجها للبسطاء. ويؤكد أن هذه النكتة المسماة أكتوبر كانت تمثيلية وكان الجميع في القيادة العليا المصرية يفهمون تماماً أنها تمثيلية لابد ان القيادة العليا المصرية كلها كانت على دراية كاملة ان اسرائيل لابد انها ستعرف الاستعدادات للحرب قبلها بوقت معقول, ولا ريب أن شخصا مثل فؤاد نصار الذي كان مديرا للمخابرات الحربية ثم مدير فيما بعد للمخابرات العامة كان يفهم جيدا ان سلسلة الاخطاء التي ظهرت في قرارات اسرائيل في بداية تمثيلية اكتوبر هي اخطاء متعمدة الهدف منها تمرير الهجوم المصري والسماح للسادات ببعض النجاح المبدئي وان اسرائيل لا شك انها سمحت لجيش السادات بالعبور وأخرت هجومها عليه ولا ريب ان فؤاد نصار ادرك تماما وقت الثغرة وقرارات السادات ان تسليم القوات المصرية للقوات الاسرائيلية بلا غطاء جوي هو احد الأرقام في الفاتورة التي دفعها السادات لاسرائيل مقابل عملية العبور التي سمحت بها اسرائيل … ولا ريب ان فؤاد نصار ادرك تماماً ان ارسال المخلوع لقوات الصاعقة بدون غطاء جوي (ما عرف باسم مذبحة الهليكوبتر) هو اجراء مقصود تماماً وانه تم بعلم السادات.

كذبة أكتوبر كانت تمثيلية يعلم الجميع أنها تمثيلية

المصادر

الطريق إلى رمضان – لهيكل

مصر من ناصر إلى السادات – فلاديمير فينوجرادوف

*الشخص في الدائرة الحمراء هو اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية

أرشيفي