آيات عرابي تكتب|مشروع الشرق الأوسط الكبير

(الاسم الشعبي : صفقة القرن)
المساحة : المشروع يغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
فكرة المشروع : دراسة استراتيجية إسرائيل في الثمانينات والتسعينات بالاضافه الى دراسة حدود الدم
الهدف من المشروع : الانتقال من مرحلة (سايكس – بيكو) إلى مرحلة الدويلات الأصغر حجما لإنجاز المرحلة النهائية من التوسع الاسرائيلي
القائمون على تنفيذ المشروع
عبد الفتاح السيسي
قام بانقلاب على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي في 2013 ودوره كما يلي
أولا : تحطيم هياكل الإخوان المسلمين عبر سلسلة من المذابح وتصفية تجربتهم في مصر بالاستعانة بالجيش المصرائيلي والداخلية وبصورة أكبر مما حدث في عهد عبد الناصر تمهيدا لاستئناس الاخوان المسلمين وتحويلهم الى صيغة مثل حركة النهضة في تونس او إسلاميي الجزائر بعد العشرية السوداء.
ثانياً : تفريغ منطقة شمال سيناء المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة تمهيدا لاستيعاب الفلسطينيين الذين ينزحون من غزة (رغم إرادتهم).
ثالثا : بدء برنامج علمنة شامل في مصر ومحاربة للدين وقطع علاقة مصر مع الإسلام لتلتقي مع نموذج الإسلام العلماني التركي.
رابعا : تأمين حدود سيناء تمهيدا لفصلها عن بر مصر, وذلك بحفر تفريعة مائية تعمل على مضاعفة عرض المانع المائي لمسافة طويلة وتجعل أي محاولة مستقبلية لاستعادة سيناء ضربا من المستحيل (كنت أول من أشارت الى هذه المسألة في بدايات 2016)
خامساً : نقل مياه النيل الى اسرائيل وذلك عن طريق الضغط بسد النهضة وباقي السدود المزمعة إقامتها.
سادساً : بدء برنامج افقار وتفكيك اجتماعي وتفسخ مجتمعي شامل في مصر وبرنامج رسملة متوحش يجعل من مصر مجتمعا رأسمالياً متوحشا.
سابعاً : الإشراف على مرحلة تقسيم مصر الى عدة دويلات (ربما يتم هذه المرحلة وربما يتركها لمن بعده) دويلة قبطية ودويلة نوبية ودويلة علمانية في منطقة الدلتا.

ابن زايد
دوره هو تنسيق الاتصال بين محاور مشروع الشرق الاوسط الكبير وان يوفر التمويل لبعض مراحل المشروع (مثل مرحلة التدخل العسكري الروسي في سوريا) والعمل كعامل محفز واحيانا كلاعب أساسي على حدود مناطق التقسيم (بين بلاد الحرمين واليمن وبين مصر وليبيا وفي سوريا وفي العراق).
تقديم الامارات كدويلة منفصلة عن الدين متقدمة خدمياً لتعمل كنموذج لباقي الدويلات
الدور الآخر المهم لدويلة الإمارات هو أن بروز دويلة قزمة مثل الإمارات في مرحلة مشروع الشرق الاوسط سيعني التمهيد النفسي للانتقال من مرحلة الدولة الوطنية الى مرحلة الدويلة الخدمية الصغيرة وهذا مفيد في مسألة التقسيم.

ابن سلمان
دوره هو احداث هزة سياسية في منظومة الحكم القائمة في الجزيرة العربية داخل اسرة أولاد سعود العميلة (اعتقالات اعمامه) وهذه النقطة لم تكن تهدف فقط الى تأمين وصوله للحكم بل احداث صدمة داخل منظومة الحكم تمهيدا لتقسيم الحجاز الى دويلات.
ثانياً : الإشراف على عملية تقسيم الحجاز الى دويلات وفقا لدراسة حدود الدم (منطقة الاماكن الاسلامية المقدسة – دويلة علمانية واجزاء تذهب للأردن) وفي هذا الإطار قامت ما يسمى بـ (نيوم) وهي جزء من مشروع التقسيم والكاتب الصحفي أ. عامر عبد المنعم تحدث عنها باستفاضة.
ثالثاً : برنامج علمنة شامل لقطع صلة الحجاز بالإسلام وذلك عن طريق بناء الكنائس والسماح بالاختلاط بين الرجال والنساء وإقامة حفلات الغناء والرقص وتدمير الهيئات التي كانت وظيفتها اعطاء نظام اسرة اولاد سعود العميلة مظهرا دينياً, واعتقال العلماء
حسن نصر الله.
بعد تمثيلية حرب تموز 2006 وصناعة هالة اعلامية كاذبة لـ نصر الله ودمج حركة حزب اللات العميلة في المنظومة الشعبية لما يسمى بمحور الممانعة كان دور حزب اللات ان يتحرك بهذا الغطاء الإعلامي داخل الثورة السورية (والتي سرعان ما نزعت عنه الغطاء) للمساعدة مع ميليشيات بشار في إشعال موجة نزوح عامة في سوريا وتفريغ مناطق من السكان (تلقفتهم تركيا) وتجري الان محاولات لاعادة تشغيل الصورة الاعلامية لحزب اللات الى ما كانت عليه قبل الثورة السورية.

ايران
دور إيران في مشروع الشرق الاوسط الكبير أقدم من هذه المرحلة بكثير وهي تتحرك بغطاء إعلامي يصور للشعوب انها على عداء مع إسرائيل (مع وجود تنسيق سري بينهما في عدة مناسبات مثل إيران كونترا جيت) ودورها في سوريا كان الاشراف على اداء حزب اللات والاشراف على عملية التغيير الديموغرافي في بعض المناطق مثل دمشق لتشييع بعض المناطق لتعمل كمناطق حامية.

بشار الأسد
أحد المشرفين على المشروع, والدور المعطى له ليس كبيراً وهو الحفاظ على هياكل الدولة العلمانية السورية والإشراف على عملية تقسيم سوريا مستقبلا الى عدة دويلات.
رجب طيب أردوغان
مارس اردوغان احد اهم الادوار في مشروع الشرق الاوسط الكبير وهو أحد الرؤساء المشاركين في منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا باعترافه هو شخصيا ودوره كالتالي :
أولاً : تدريب الجيش الحر (بالتعاون مع دول أخرى – عملية خشب الجميز التي أشرفت عليها المخابرات الأمريكية) واطلاقه في مناطق بعيدة تماما عن ميليشيات بشار.
ثانياً : حماية نظام بشار من السقوط من خلال توجيه باقي الفصائل السورية بعيدا عن ميليشيات بشار وبحيث لا تتحقق هزيمة عسكرية لنظام بشار
(في هذا كله يعمل أردوغان كرجل الإطفاء الذي يقوم بإشعال حرائق في نظام بشار ثم اطفائها بالتدريج وبإيقاع محسوب).
ثالثا : استضافة اللاجئين الناتجين عن عملية تفريغ الشمال السوري (ينفق عليهم الاتحاد الأوروبي وتلقى أردوغان حتى الان مبلغ 6 مليار يورو).
رابعاً : ادخال الفصائل السورية في عملية سياسية لإطفاء الحرائق في النظام السوري وإعادة تسليمه المناطق التي تم تفريغها وذلك من خلال اتفاقية خفض التصعيد في أستانا واتفاق تسليم ادلب.
(كان دور أردوغان في تسليم حلب واستدراج الفصائل السورية لجبهة بعيدة عن حلب في نفس وقت هجوم الميليشيات الروسية والايرانية وحزب اللات مكشوفا للغاية ولذلك احتاج من يشغلونه الى عمل محاولة انقلاب قبلها لإعطائه بعض الغطاء الإعلامي الذي يحتاجه في حلب التي كانت عملية تسليمها اقذر من اللازم – هذا بالاضافة الى الاهداف الاخرى من وراء الانقلاب والتي سوف اشرحها بالتفصيل ان شاء الله ).
خامساً : القيام بالجزء الأهم من عملية استيعاب المعارضة المصرية وتحويلها الى حركة حقوقية مع فتح اسطنبول على مصراعيها لمخابرات الانقلاب (المخابرات التركية التي من المفترض ان تكون حذرة من التواجد الانقلابي المصري لا تتحرك نهائيا تجاه كل زيارات الانقلابيين لاسطنبول).
سادساً : الإشراف على مرحلة التقسيم في منطقة شمال الشرق الاوسط (جنوب تركيا وشمال العراق وشمال سوريا).
سابعاً : تقديم الإسلام العلماني (اسلام معهد راند) منزوع الإسلام كنموذج للشعوب الاسلامية (وهي يلتقي مع السيسي في الدعوة لتجديد الخطاب الديني).
ثامناً : تقديم نموذج الدولة الوطنية الناجحة من خلال نجاح مصطنع (استطاع ترامب بتغريدة واحدة ان يسقط سعر الليرة التركية مما يكشف عن حقيقة ضعف الاقتصاد التركي وأنه مجرد فقاعة) لتظل الجماهير معلقة به.

في كل هذا يتحرك أردوغان محميا بجهاز اعلامي قوي يخاطب الجماهير العربية بأكثر مما يخاطب الداخل التركي ويصنع جماهير انتخابية له وسط الجماهير العربية وبحيل اتقنتها أجهزة المخابرات التي تتحكم في المنطقة منذ عهد عبد الناصر وهي تقديم خطب نارية ومشاهد تمثيلية وتمثيلية انقلاب تركيا ليس أكبر حجما من حرب 56 التي صُنعت لعبد الناصر او من تمثيلية اكتوبر التي صُنعت للسادات.

في هذا كله هناك شخصيات تجاهلتها وركزت على الشخصيات الاهم
وتجاهلت دور الشخصيات المساعدة وهي كثيرة ومنها الريسوني والذي يعمل على تقديم ما يسمى بإسلام التدرج (وهو نوع من الاستدراج للإسلام العلماني) بالاضافة الى احمد الطيب مثلا الذي يقدم نفس الصيغة ولكن بصورة حكومية (ولهذا يعملون على تلميعه ومحاولة اقناع الناس بان هناك ازمة بينه وبين السيسي) أو الشخصيات المعاونة لأردوغان مثل فتح الله جولن والذي شارك في تمثيلية الانقلاب والذي يلعب دور عدو اردوغان (وان شاء الله سأتناول كل هذا بالتفصيل فيما بعد) أو الشخصيات التي لعبت دوراً خبيثاً تدميرياً من داخل معسكر مناهضي الانقلاب مثل يوسف ندا الذي قام بدور تخديري شديد الخبث (ان شاء الله سوف اتناول هذا بالتفصيل فيما بعد).

بالإضافة الى هذا فمشروع الشرق الاوسط الكبير يتطلب شخصيات من نوعين
الطيب والقبيح للضحك على الشعوب.
يلعب اردوغان مثلا دور الشخصية الطيبة وتغطيه في ذلك وسائل إعلام ضخمة وكتيبة من الكتاب والصحفيين المرتزقة يتحركون لتلميعه على مدار الساعة بينما يلعب السيسي وابن زايد وبشار وابن سلمان دور الشرس وبدون أي غطاء إعلامي يجمل حقيقتهم (لذلك هناك حرص على تقديم تصرفاتهم المحاربة للدين و المعادية للشعوب المسلمة, في العلن ودون أي محاولة للاخفاء)