آيات عرابي تكتب | “إسرائيل “تقصف دمشق وتستهدف مركزاً لميليشيا ايران في سوريا

والدفاع الجوي السوري يتصدى للعدوان “الاسرائيلي” والطيران الاسرائيلي ينجح في قتل 4 عناصر ومقتل مدنين سوريين !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبر مبهر جداً الحقيقة
أنا كآيات عرابي انبهرت
وصدقت ان هناك عداء بين اسرائيل وايران
وحقيقة الأمر أن العداء بين “اسرائيل” وايران هو عداء وهمي ليس له ما يبرره
عداء نشب من لا شيء
طبعا معرفة هذا تحتاج للاطلاع
حتى في وقت عميل (السي آي ايه) الخوميني كانت العلاقات بين ايران و”اسرائيل” قائمة ولفهم طبيعة العلاقة (من المفيد القراءة عن فضيحة إيران كونترا جيت)
تصور أن يندلع العداء فجأة بين ايران و”اسرائيل” على أرض سورية بعد سنوات من تواجد القوات الايرانية في سوريا واستماتتها لإزالة أي عوائق أمام نظام بشار (الذي تتفق معه “اسرائيل” سرا ويرسل له نتنياهو مبعوثيه سرا في دمشق كما يتسرب أحياناً للصحف)
هي فكرة لا يمكن أن يعتقد بها من يمتلك أدنى معرفة سياسية بثوابت منطقة الشرق الأوسط

لكن هذه الحالة قد تتطور إلى حرب لأسباب كثيرة منها مثلا أن تكون الثورة السورية قد جُففت وأنه اصبح من الضروري استعادة الدور الايراني واعادة ضبط موقع ايران وحزب اللات الإعلامي ومعهما نظام السفاح النصيري بشار كما شرحت من قبل
هذه الثوابت تبدو غامضة بعض الشيء للبعض ممن لم يطلعوا على هذه الصورة المعقدة ومن لم يتسلحوا بأي قراءة تاريخية وسياسية ويحللون (كدة وخلاص)
وهؤلاء لا يفهمون لماذا تسكت “اسرائيل” عن تواجد ايران في سوريا ولماذا تخدم ايران المصالح الاسرائيلية في سوريا طيلة السنوات الماضية, ثم فجأة تضرب إسرائيل أحد المراكز الأيرانية في دمشق وتنجح في قتل 4 عناصر إيرانية لتبدأ ماكينات التحليل الاستراتيجي في وصف الأمر بأن هناك عداء بين ايران و”اسرائيل” وأن المنطقة على وشك حرب ايرانية اسرائيلية تأتيكم على أرض سوريا… وبالطبع هذه صورة مخطئة
الموضوع كله هو عمل إعادة ضبط للأولويات في المنطقة وإعادة تدوير النفايات.

وحتى اوضح الصورة, فحافظ الأسد مثلاً سلم الجولان لـ “اسرائيل” دون اطلاق رصاصة واحدة واعلن سقوطها قبل أن تسقط فعلياً (كتاب سقوط الجولان لضابط المخابرات السوري خليل مصطفى) والسادات كان عميلاً منذ الخمسينات (هذا هو المعلن والادق انه كان عميلاً منذ الاربعينات) للمخابرات الأمريكية وكان كمال أدهم يسلمه راتبه (وهذا مذكور في عدد كبير من الكتب بل وذكر في الصحف الامريكية في حياة السادات نفسه)
وحين دخل العميلان السادات وحافظ الأسد, تمثيلية أكتوبر ومثلا قيامهم بضرب “اسرائيل” ثم عادا لينهزما من جديد بدأت مرحلة جديدة.
ذكر مدير مكتب السادات أن بيجن اتصل بالسادات أثناء مغادرته لسوريا وقال له ان حافظ الأسد ينوي اعتقاله وعرض عليه حراسة جوية “اسرائيلية” وبالفعل رافقته الطائرات “الاسرائيلية” لحراسته !!
هنا تحول ((العميل)) السادات لعداء سافر مع ((العميل)) حافظ الأسد والاثنان عملاء !!

ما حدث هو ان العميل السادات تم توريطه نفسياً في حالة عداء مع عميل آخر هو حافظ الأسد فانتقل من جانب إلى الجانب الآخر
كان دور السادات المرسوم له ان يوقع صلحا منفردا مع “اسرائيل” وكان دور حافظ الأسد أن يتزعم جبهة الرفض ضد السادات (مع العميل الآخر القذافي) لتتمزق أي احتمالات لوحدة صف عربي واستخدمت “إسرائيل” ((العميل)) حافظ الأسد في تصفية الوجود الفلسطيني من لبنان !!

وقد تم استخدام العميل الآخر (القذافي) في حرب قصيرة مع العميل (السادات) لاعادة ضبط أولويات العداء والصداقة قبل توقيع معاهدة السلام مع “إسرائيل” وحتى تنفصل مصر عن محيطها العربي (بعد ان انفصلت عن محيطها الإسلامي منذ أكثر من قرن قبلها)
(تفاصيل عمالة السادات والقذافي وحافظ الاسد في عدة كتب ذكرتها في مقالات سابقة يمكن لمن يريد الاطلاع عليها ان يطلع عليها ليفهم !! )

هل سيتطور الموضوع إلى حرب بين ايران واسرائيل؟

وهل أسفرت عملية مقتل سليماني إلى حرب مع أمريكا بعد كل الحرب الكلامية والإعلامية التي دارت على صفحات الصحف؟
بالطبع لا
العداء بين “اسرائيل” وايران حالة إعلامية فقط وحتى (ان تطورت إلى حرب) فستكون حرب صغيرة لاعادة ضبط الصورة الاعلامية في المنطقة وهذه ثوابت يجب على اي شخص يريد ان يشتغل بالسياسة الالمام بها
هذه الثوابت لا غنى عنها لمن يطمحون في ان يكون لهم رأي ويرغبون في مزاولة التحليل السياسي
هذه الثوابت هي الفرق بين (ان تعتبر سلمان أمل الأمة وأسد السنة وتدعو الناس للتطبيل له) أو ان تفضح حقيقته
هذه الثوابت هي الفرق بين الغفلة والوعي
(الموضوع تماماً مثل العداء الذي ظهر منذ عامين فجأة بين السودان والانقلاب ثم اختفى فجأة أيضا ومثل العداء الذي ظهر فجأة بين الانقلاب وبين سلمان ثم اختفى فجأة)

خذوها قاعدة
حين ترى الأمور تندلع فجأة من لا شيء, فانظر إلى علاقات الأطراف وتاريخها حتى لا تقع في نفس الفخ الخاص بسلمان أفضل من أخوه عبد الله (لأن التاريخ يقول ان تاريخ أولاد سعود بني على الخيانة ومن أول لحظة وهم يخدمون المشروع الصهيوني)

ثم أين بوتين الذي نسق معه نتنياهو لضرب الثورة السورية, من كل هذا القصف؟ ولماذا لم ترد على هذا القصف؟ وأين كانت مضادات الطيران الروسي من هذا القصف؟😁
لن تجد إجابة لأن باختصار روسيا دورها هو قتل مسلمي سوريا والحفاظ على نظام المجرم بشار.

ماترونه مجرد تمثيلية الهدف الأول منها هو إيهام السذج ان اسرائيل وايران سيدخلا حرب في القريب العاجل وفي نفس الوقت اسرائيل تحاول التقرب من الشعوب المحيطة بها بضرب ايران عدو الدول السنية.
والهدف الثاني هو محاولة غسيل سمعة نظام العميل بشار الذي سلم أبوه الجولان لـ “اسرائيل” وغسيل سمعة حزب اللات المجرم الذي شارك في الحفاظ على نظام بشار وذلك عن طريق عدة ضربات جوية من إسرائيل ( العدو الأول لنا) وبالتالي يتعاطف غثاء السيل مع المجرم بشار والمجرم حسن نصر الله.

واعتقادي أن المدعو بشار ونظامه مشاركون تماماً في هذه المسرحيات
لأن حكومة الجزار بشار سارعت على الفور عقب انتشار خبر قصف اسرائيل دمشق ان الأمر لم يتعد قصف (مواقع الحرس الإيراني التي تشهد تواجد قوي لحزب اللات لحسن نصر الله)

المرحلة الآن هي مرحلة التطبيع الشعبي مع “اسرائيل” والذي تسعى اليه اسرائيل
فقط نرجو من المحللين الاستراتيجيين إياهم والنخب الصدئة ألا تنخرط في مخطط إعادة تدوير نظام المجرم بشار وحزب اللات وايران وكل الحملات الاعلامية التي تتم كل فترة لتلميع تلك العصابات القذرة.
** الصورة المرفقة أرشيفية**