آيات عرابي تكتب | الإعلام المسحول

 

حمادة و الشهيد!

عندما يستشهد أكثر من 1200 شهيدا في عمليات فض إعتصامي رابعة و النهضة و من قبلهما شهداء مجزرة الحرس الجمهوري و المنصورة و أخيرا سقوط خمسين شهيدا يوم 25 يناير 2014 فقط و عندما يسقط يوميا ما بين 20 إلي 30 شهيد و لا تجد أحدا ممن يسمون أنفسهم إعلاميين و كنا نسمع عويلهم و صراخهم علي المحطات الفضائية و الصحف المختلفة علي من سقطوا قتلي في محيط الإتحادية علي سبيل المثال , و عندما يقيم نفس الإعلام مندبة علي سحل حمادة الذي تم تعريته في محيط الإتحادية و لا نسمع لهم صوتا علي إستشهاد خيرة شباب هذا الوطن فإعلموا إننا في آخر الزمان أو في زمن المسيخ الدجال, ثم نكتشف فيما بعد أن المناضل حمادة تلقى 3 آلاف جنيه من السيد البدوي مالك قنوات الحياة لتمثيل الواقعة وأن سيادة المناضل مسجل خطر وله سجل حافل.

و العجيب إنه وسط كل هذا القتل المتواصل للشباب المؤيدين للشرعية أن تجد من هؤلاء المطبلاتية من يهلل لقتلهم بل و يطلب المزيد و يفوض علي قتل و إبادة فصيل كامل كما لوكانت حرب إبادة يتولاها مدبر إنقلاب يوليو 2013 و رفاقه ضد الإخوان و مؤيديهم, و كما لو كان المقصود من هذا كله أن تدخل مصر آتون حرب أهلية يقتل فيها الجار جاره و يبلغ عنه بل و بلغ الفجر مداه عندما بلغت أم عن إبنها لأنه من مؤيدي الشرعية.

كلنا يعلم أن هذا الإعلام ان جاز لنا أن نطلق عليه هذا المسمي, يعمل ضمن إطار واحد فقط و هو الإطار الدعائي للترويج للإنقلاب و تثبيته فوق رأس مصر فهذه هي طريقة إدارة الإعلام المصري التي شيطنت فترة حكم الرئيس محمد مرسي و صورت للمصريين أن البسطاء ممن كانوا يعتصمون في رابعة هم مجموعة من الإرهابيين و راغبي متعة جهاد النكاح, و هو نفس الإعلام الذي نجح من قبل في ترويج الأكاذيب في خمسينيات القرن الماضي عندما إستطاع الترويج بأن عبد الناصر هو من سيحرر فلسطين في الوقت الذي كان يتبادل فيه الرسائل مع رئيس وزراء اسرائيل لإقامة سلام معهم ليتم تثبيتهم و للأبد علي أرض فلسطين العربية.

نجح هذا الإعلام في خلق عقول واهية تؤمن بما يمليه عليها الإعلام إلا من رحم ربي فتجدهم موقنين بأن جماعة الإخوان المسلمين ( مع ما لهم وما عليهم ) هم مجموعة من العملاء للادارة الامريكية في القاهرة في الوقت الذي يقول فيه وزير دفاع الولايات المتحدة ان الجيش في مصر شريك استراتيجي ويقدم فيه الكونجرس الشكر لقيادات الجيش, بل ويصل الأمر أسوأ حالاته لينعدم المنطق عندما يتهمون الرئيس محمد مرسي بالتخابر مع حماس في الوقت يتاجر هذا الإعلام بقائد الإنقلاب ليكون رئيسا لمصر و بدون إنتخابات, علي الرغم من أنه ثبت و بالدليل أن مدير الإنقلاب بلا شعبية تقريباً و قد ظهر هذا جليا في نتائج الإستفتاء الأخير علي وثيقة لجنة الخمسين و التي مرروها علي مرأي و مسمع من العالم كله و الذي شهدت صحفه مقالات توضح أن اللجان خاوية من المقترعين فكان هو العنوان الثابت لمعظم الصحف العالمية بل انه يمكننا القول ووفقاً لما صدر من تصريحات عن جهات محسوبة على الإنقلاب, أن الشباب وتبلغ نسبتهم 65% من المصريين تقريباً لم يشاركوا أصلاً في استفتاء العسكر.

فعن أي شعبية يتحدثون, إن مقاطعة الشباب و الذي يمثل عصب الأمة لهذا الإستفتاء لهو أكبر دليل علي سقوط هذا الإعلام سقوطا كبيرا و بإعتراف مخرج سهرة 30 سونيا المجيدة الذي أقر بأن غياب الشباب عن المشهد ينبئ بثورة جديدة.

لقد إستطاع إعلاميو هذا الزمان الترويج لإستباحة إراقة الدماء و شرعنته تحت مصطلح ” الحرب علي الإرهاب” و تهوينه علي المتلقي بعدما إستطاعوا و بجدارة تمرير مصطلح ” الخرفان” و الذي تم انتقاؤه و بعناية شديدة من خبراء الحرب النفسية و هو من وجهه نظري لم يقصد به إهانة فصيل الإخوان بقدر ما أرادوا أن يربطوا به و بين ” الذبح” كي يستحلوا دماء الشهداء فيما بعد.

إننا بإختصار أمام إعلام حمادة المسحول الذي استطاع أن يسوق و باقتدار لواقعة “حمادة” و أقام مندبة علي شاشاته أجبرت وقتها وزير الداخلية محمد إبراهيم أن يتصل ليقدم إعتذاره و يؤكد أن تحقيقا جادا و قويا سيتم علي الفور و سيحاسب مرتكبي هذه الجريمة.

إستطاع إعلامهم تشويه إدراك الشعب المصري و هي جريمة لا تقل خطورة عن القتل أو الجاسوسية فهم يد العدو و سلاحه الذي يشوه العقل و يسحق الإدراك و تساعد علي تدمير أواصر وحدة الشعب المصري فنحن أمام منظومة أصيبت بالعفن و أمام فئة من الشعب تركوا عقولهم لتشكلها آلة الإعلام و الذي يجب محاسبتهم و محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمي للوطن بعد زوال الإنقلاب إن شاء الله. و لكن نظل أمام حقيقة و هي أنه مجرد إنقلاب تليفزيوني واهي يلقي القبض علي القصر و الأطفال ممن يرفعون إشارة رابعة أو يحملونها في حين وصف العالم كله هذه الإشارة بأنها رمز للصمود و التحدي. و يبقي السؤال هل الاعلام المصري هو الضامن الأول لبقاء مصر تحت سيطرة الاحتلال الامريكي الذي يحكم مصر؟ , إجابة السؤال نعم و للحديث بقية إن شاء الله.

 

 

** تم نشر هذا المقال على موقع الجورنال بتاريخ 27 يناير, 2014