آيات عرابي تكتب | البانوبتيكون … الوهم الذي يحتل عقلك

قوة ما يُسمى بالدولة نابعة أساسا من سيطرة الوهم على الشعب 

وتعود الجذور النظرية لأسلوب السيطرة بالوهم إلى عالم الاجتماع البريطاني جيريمي بنثام 

الذي ابتكر فكرة الـ”بانوبتيكون” Panopticon وتعني الكلمة باللغة الانجليزية العين كلية النظر

التي ترى كل شيء في كل وقت 

والبانوبتيكون هو نوع من السجون ابتكره بنثام في القرن التاسع عشر يتم إيهام المسجونين فيه أن مراقب السجن يستطيع مراقبتهم جميعاً وفي كل الأوقات

وتبادل جيريمي بنثام الرسائل مع المقبور محمد علي رجل فرنسا الذي كان يسعى لإحكام قبضته على مصر وطبق نظام سجن البانوبتيكون على كل السكان في مصر 

وينشأ الوهم هنا من قوة مؤسسات الحكم العميلة في مكان ما بحيث توحي بقوتها في جميع الأماكن بلا استثناء وبحيث يعتقد جميع السكان أن تلك المؤسسات تمتلك قدرة لا محدودة على البطش, في حين انها في الحقيقة لا تملك سوى فرض ما تريد في نقاط محلية من المحيط الجغرافي الواسع للبلد 

وفي مصر القرن التاسع عشر وجدت أفكار بنثام بيئة خصبة للتنفيذ كما يقول العسكريون الاوربيين, كان الأمر من ناحية هدف في حد ذاته لفصل مصر عن الخلافة الاسلامية وإبعادها عن عمقها ومحيطها الاسلامي ومن ناحية أخرى كانت مصر معمل تجارب الغرب وكان السياسيون والعسكريون الاوربيون ينظرون للتجربة بكثير من الشغف 

ويقول تيموثي ميتشل في كتابه استعمار مصر 

ان انشاء جيش محمد علي كان بداية تطبيق مباديء البانوبتيكون على السكان في مصر 

“داخلياً كان تأسيس الجيش الجديد كما لاحظ باورينج ارساءً لمباديء النظام – نظام البانوبتيكون – الذي انتشر في المجتمع باكمله”

الحقيقة اعجب من الخيال 

انت تعيش دون ان تدري في بلد تُدار كسجن ولكنك لا ترى هذا 

هناك من يدير حياتك, بعضهم في القبور الآن ولكن أفكارهم هي التي تحكم حياتك وعملك وتعليمك وراتبك 

انت تعيش في ماتريكس 

وهم صنعته لك كائنات تعيش عبر المحيط 

وهم نشأ من افكار هؤلاء الذين كانوا لا يكفون عن التفكير بينما أنت غافل 

الوهم لا يستعبدك الا اذا سمحت له بهذا 

الوهم يحكمك 

يوهموك بالقوة وهم اضعف من أن يسيطروا على كل هذه الملايين 

هي نفس نظرية اضرب المربوط يخاف السايب 

ضربة محلية في ذلك الموقع على الخريطة ثم تنتقل اخبار الجريمة البشعة إلى الجميع 

فيتضخم الوحش في خيالك انت وحدك 

من رابعة انتشرت اخبار المجزرة وتفاصيلها بكل بشاعتها 

ضربة محلية في جزء صغير 

بينما لا تسمح قوتهم بتغطية كل مساحة مصر 

لم تسأل نفسك, لم يهتمون بتضليلك بينما هم على هذا القدر الذي يصورونه من القوة ؟ 

لأنهم لا يريدون لك ان تكشف ذلك الوهم 

يريدونك ان تظل أسيراً لأوهامك وخيالاتك .. يريدونها أن تتضخم وتملأ رأسك وتمنعك عن التفكير في المقاومة وتكبل روحك وقرارك 

صوت نباح الكلب في الظلام الذي يضخمه خيالك فتظنه وحشاً رهيباً كاسراً ضخماً 

وحين تسلط الضوء لحظة على مصدر النباح تدرك أنك أمام جرو صغير وضعوا ميكروفوناً ليضخموا نباحه 

من الأخبار القادمة من سيناء والفيديوهات التي ترى فيها الدبابات والجنود يصرخون وهم يهربون مولولين من امام بنادق المسلحين 

تدرك حقيقة ذلك الوهم المسمى عبثاً “جيشاً” 

تدرك مدى هوان هؤلاء وضعفهم ووهنهم 

تدرك من صور الضباط المولولين والدبابات المحترقة واسرى #الجيش_المصرائيلي أنك كنت واهم وأن ما ظننته وحشاً كاسراً ليس سوى “كلب لولو صغير” قد يهرب من امامك مولولاً واضعاً ذيله بين قدميه اذا صرخت فيه 

تخلص اولاً من الوهم 

انت وحدك القادر على تحرير عقلك من الوهم 

فإذا تحرر عقلك من الوهم ادركت قوتك الحقيقية في مواجهة قوة عدوك 

#آيات_عرابي

#معركة_الوعي