آيات عرابي تكتب| الدب الداشر وعلمنة الجزيرة العربية !

استمعت لحوار الدب الداشر كاملاً على احدى القنوات الرياضية والتي أعتقد أنه تم اختيارها له خصيصا لمخاطبة جيل الشباب المفتون بالرياضة وعلى رأسها الجلدة المنفوخة

اللقاء يعد من أخطر اللقاءات للدب الداشر لما فيه من رسائل موجهة لعدة جهات محلية وإقليمية وعالمية

بداية وقبل أن أتطرق لكلام محمد بن سلمان لابد أن يتفق الجميع على أن نظام أولاد سعود هو من الأصل نظام معادي للإسلام وأن هؤلاء كفار بما فيهم المجرم فيصل عبد ليندون جونسون والذي لم يكن يختلف عن باقي الكلاب في هذه الأسرة الملعونة

وأن نظام عائلة مرخان هو نظام كافر عينه الاحتلال للسيطرة على الشعب المسلم في الجزيرة العربية والسيطرة على البقاع المقدسة

وكلام محمد بن سلمان في لقائه الأخير هو ما يؤمن به هؤلاء الحفاة الرعاة الذين مثلوا على جمهور الشرق الأوسط أنهم مسلمين ويعملون على حماية السنة 

تصريحات محمد بن سلمان كما قلت أعلاه موجهة إلى ثلاث جهات

الجهة الأولى وهي الداخل السعودي والذي يمكن أيضاً تقسيمه إلى قسمين

القسم الأول فئة كبار السن والمتمسكين بالشريعة الإسلامية، وهؤلاء تعمد الدب الداشر أن يضع لهم عنوانا جذابا مفاده أن القرآن دستورنا، والقسم الثاني هم فئة الشباب المتطلع لأوروبا وأمريكا ومنبهر بالحياة الغربية والحرية المنفلتة، وهؤلاء حاول بن سلمان طمأنتهم بعدة رسائل منها مثلا عقوبة الزنا (سنأتي لتفسيرها لاحقا) ثم قوانين الأحوال الشخصية والاحتكام إلى القوانين الأوروبية (علمنة الدولة)

تحت عنوان القرآن دستورنا الضخم الجذاب قال بن سلمان ما ينسف هذه الشريعة من الأساس

محمد بن سلمان يقول بخصوص تطبيق الشريعة في الحجاز الكلام الذي طُلب منه أن يقوله لأن هذا الغر الأشر ينفذ مخطط صهيوني بامتياز ويقوم بحركة علمنة تدريجية للجزيرة العربية

تحت عنوان القرآن دستورنا (الذي يخاطب به العقل الباطني لكبار السن الملتزم نسبيا) وفيما يخص العقوبات مثلا قال بن سلمان أنه لو أن هناك أمور دينية محرمة في القرآن وعقوبتها في الآخرة فلا عقوبة لها في الدنيا

بعض ما قاله محمد بن سلمان في الشق الاجتماعي لا عقوبة بدون نص صريح واضح من القرآن والسنة، ثم أضاف أن المرجع الأساسي هو الأحاديث المتواترة (من جماعة إلى جماعة) حتى الأحاديث المتواترة من جماعة عن أحاد يقول بن سلمان أنه لن يؤخذ بها، وبالنسبة للأحاديث المتواترة نفسها قال أنها ستخضع للاجتهاد في تفسيرها حسب الظرف والمكان وكيف فهم الحديث

لم يكتف الجهول بن سلمان بكلامه هذا الذي ينسف تطبيق الشريعة من الأساس بل أنه ضرب مثالا بإحدى العقوبات الاجتماعية وهي عقوبة الزنا وقال فيما معناه انه لن يتم تطبيق عقوبة الزنا فيما يخص المرأة واستدل على ذلك من الواقعة الشهيرة في السنة النبوية حين جاءت امرأة زانية للرسول صلى الله عليه وسلم تطلب منه تطبيق حد الزنا عليها فلم يسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن اسمها وأعادها حتى تضع حملها ثم ترضع وليدها وأكد بن سلمان في كلامه أكثر من مرة أن الرسول لم يحقق مع المرأة في أي شيء ولم يسألها حتى عن اسمها، وفي هذا بيان واضح عن رغبة محمد بن سلمان في عدم التحقيق في وقائع الزنا

هذا التافه الجهول يطعن في القرآن أصلا لأنه يقول أن حتى النص الواضح في القرآن سيتم الاجتهاد فيه ويتم تفسيره حسب المكان والحدث

بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية قال بن سلمان وهو هنا يخاطب الغرب، قال أن قانون الأحوال الشخصية لن يخالف الشريعة (تقنين الشريعة) و سنضعها طبقاً للمتعارف به دولياً، وهذا يعني باختصار ان المملكة الحمصية ستعتمد قانونا جديدا للأحوال الشخصية مستمداً من القوانين الغربية وهذا تمهيد خطير جدا للمساواة في الميراث بين الذكر والأنثى واعتماد قوانين الطلاق الغربية وإباحة شرب الخمور أو إباحة الشذوذ الجنسي، خاصة أنه ذكر أن الجزيرة العربية ستفتح أبوابها للسياحة وطبيعي اننا لن نضع لهم قوانين خاصة

ثم تحدث عن التطرف الديني والمتطرفين، وهو هنا كان يرسل رسالة تهديد لـ معارضيه في الداخل والخارج على حد سواء لأن من المعروف ان كل معارضي محمد بن سلمان والنشطاء يتم محاكمتهم بمحكمة الإرهاب المخصصة (للمتطرفين) حسب تصنيفهم لتبرير قتلهم

وفي هذا إشارة إلى أن هذا الجهول السفيه سيقوم بالتخلص من كل معارضيه بحجة أنهم متطرفين، ثم أنه في هذا المقطع أتى بحديث لم يسمع به أحد ونسبه للرسول صلى الله عليه وسلم يأمر فيه بقتل المتطرفين، وعلى الرغم أنه حديث مكذوب على الرسول وليس حديثاً متواتراً لكن بن سلمان سيطبقه لمجرد أنه يأتي على هواه المريض لتصفية معارضيه

وتحدث أيضا عن الدعاة المحبوسين وقال أنهم متورطون في نشر الفكر المتطرف ووجودهم يمنع ويعيق التقدم 

ثم تحدث أيضا عن الهوية وأكد على الهوية السعودية التي ترتكز على الإسلام وهذا الكلام يخاطب به الشباب السعودي الذي ليس له أي علاقة بالهوية الإسلامية

هذا ما تريده أمريكا وإسرائيل في الحجاز (مهبط الوحي) يريدون واقعا علمانيا وشعوبا علمانية والغاءً للدين وعزلا كاملاً لما تبقى من الشريعة

نأتي إلى رسائله إلى أمريكا والتي اعتبرها لا تخرج عن كونها شو إعلامي لا أكثر 

حين سأله المذيع عن العلاقات مع أمريكا قال اننا متفقون مع أمريكا بنسبة 90% ويمكن التفاوض على النسبة المتبقية وقال ان التدخل الأمريكي في الشأن السعودي مرفوض طبقا لميثاق الأمم المتحدة ثم أضاف انه بامكانه نقل استثمارات البترول السعودي من أمريكا إلى الصين وروسيا وفي هذا تلويح بأنه يمكنه الحاق الضرر بالولايات المتحدة الأمريكية وهذا غير حقيقي، ابن سلمان لا يستطيع سحب سنت واحد من أموالهم في البنوك الأمريكية 

وطبعا هو مجرد كلام لأن معروف ان والده الخرف سلمان دفع الجزية عن يد وهو صاغر لترامب وهذا الدب الداشر نفسه على استعداد أن يدفع أكثر منها عدة مرات لتتركه أمريكا في منصبه، بالإضافة ان كل ما قاله بن سلمان من إلغاء الشريعة وعدم الأخذ بالسنة النبوية ما هو إلا تنفيذا لأجندة أمريكية صهيونية 

وكلامه هذا للاستهلاك المحلي أصلا لأن بن سلمان يعلم جيداً أنه جزء من مخطط تفتيت الجزيرة العربية

أما كلامه عن إيران فيعتبر طبيعي لمن يفهم سياسية دولية فالمعروف أنه ظاهريا هم ضد ايران ولكن في نفس الوقت يفعلون كل ما يقوي شوكة ايران في المنطقة عن طريق تكبيل كل بؤر مقاومتهم في المنطقة، فأولاد سعود تحالفوا مع ذراع ايران في اليمن (الحوثيين) للإطاحة بحزب الإصلاح، والآن يعرض بن سلمان الجزية على الحوثيين مقابل عدم الاستمرار في ضرب أولاد سعود، وبن سلمان يقول هذا الكلام فقط لامتصاص غضب الشعب في الجزيرة العربية لأن هو يعلم جيدا أن ضرب الحوثيين لممتلكات أولاد سعود هو جزء من مخطط تقسيم الجزيرة العربية واحتلال ايران لجزء منها (شرحت الكلام من قبل)

إجمالا هذا اللقاء كان لإعلان علمانية الجزيرة العربية (مركز الإسلام) الذي حرصوا على احتفاظها بمظاهر الإسلام في المرحلة الماضية التي شهدت هجمة علمانية شرسة على الإسلام

أما الآن ومع توريث العيل ابن سلمان فقد آن أوان تبديل الصورة تماما وكانت البوادر في السماح بالبكيني على الشواطئ والسماح للمرأة بقيادة السيارات وغيرها من الأحداث التي غيرت البنية الاجتماعية في الجزيرة العربية 

المثير للاشمئزاز حقا هو موقف ما يسمى بهيئة كبار العلماء والذي أصدر بيانا يؤمن فيه على كلام الدب الداشر فيما يخص الشريعة وأحسب انهم ما فعلوا إلا لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ