آيات عرابي تكتب| الريسوني و خدعة ما يسمى بفقه المقاصد!

 

بعضهم هاجمني حين قلت ان ما يسمى بفقه المقاصد هو مجرد نصب 

وبعضهم وجدها فرصة للانتقاص ليقول انني اتحدث فيما لا اعلم 

وهؤلاء ظلوا يؤكدون على ان هناك علم اسمه (علم المقاصد) !! 

أنا اعلم عما اتحدث وأي مسلم بسيط المعرفة بالدين مثلي يستطيع ان يكشف ما يفعله الريسوني ومن خلفه

لا يا سادة .. لا يوجد علم اسمه علم المقاصد 

بل هناك ما يسمى مقاصد الشريعة فقط 

وهي حفظ الدين والنفس والمال .. الخ 

وفرق كبير بين الاثنين 

ومن يصنعون من هذا علما او فقها يريدون نصب فخ للمسلمين 

هذه هي مقاصد الشريعة وبالتالي فليس من المهم كيف يمكن الوصول اليها 

كتبت منذ فترة وليست المرة الأولى, ان الريسوني والغنوشي وبنكيران هم منتجات معهد راند 

وقلت انهم يقدمون اسلاماً منزوع الاسلام 

والخدعة الجديدة هي خدعة المقاصد

هؤلاء الأدعياء الذين تعجبهم الدعوات الجديدة فيسيرون خلفها لا يزنون هذه الدعوات بل هم فقط يعجبون بعناوينها ويتحولون إلى قطيع من المبررين 

هذه الفكرة الخبيثة التي جاؤوا بها وهي فكرة تقليص الدين في المقاصد, معناها ان حفظ الدين اذا لم يتم الا في ظل دولة علمانية مثلاً فأهلاً وسهلاً 

ليس هناك ما يسمى بفقه المقاصد انما هناك مقاصد للشريعة 

والفرق بين الامرين كبير 

فمن مقاصد الشريعة مثلا حفظ الدين وحسب ما يسمى بفقه المقاصد, فإن حفظ الدين اذا لم يتم الا في ظل دولة علمانية, فأهلا وسهلاً 

وقد قالها الريسوني نفسه في احد البرامج حين قال انه لا بأس من العلمانية المحايدة كما في تركيا 

وقد قلت من قبل انه منافق واضح النفاق, فهو يدعي انه يرفض ما قاله علي عبد الرازق عن الخلافة الاسلامية ثم يترحم عليه 

ان الرعاية الواضحة التي يحظى بها الريسوني من قطر, مركز معهد راند ومن انجرليكستان (تركيا) التي خرج رئيسها اردوغان, منذ شهور ليقول ان الاسلام بحاجة الى تحديث, والذي لا يرى مشكلة ما في التعاون مع روسيا ضد المسلمين وتسليم مدن المسلمين بمن عليها من رجال ونساء واطفال الى سيده بوتين, هي من الأمور التي تجعل الشك يزيد في ذلك الريسوني. 

اللعبة منذ فترة طويلة هي تنفيذ النموذج على الارض والدعاية له ثم محاولة ايجاد أصل له في الدين ليصبح بمقدور أصحاب الهوى ان يدافعوا عنه 

في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين تم تسويق نسخة مهجنة من الاسلام هي اسلام معدلات التنمية ورصف الطرق الذي يقدمه اردوغان, ولقد كان بوش الابن مسرورا بشدة من اردوغان حتى انه كان يريد ارسال دعاة اتراك الى البلاد العربية لتعميم التجربة التركية. 

نعم .. تلك النسخة التي تقدمها تركيا هي اسلام صناعة غربية بالكامل ومن هنا تأتي أهمية اردوغان للغرب ولهذا تُمارس تلك الحيل السخيفة المكررة التي اعتاد سكان المنطقة المنكوبة على ابتلاعها وتصديقها, مثل تلاسن هنا وهناك ومثل شواء خنازير امام المساجد لرفع اسهم العميل اردوغان بين المغفلين من سكان المنطقة وهي حيل سخيفة قديمة مجربة منذ عهد العميل عبد الناصر. 

ولقد بلغ من انعدام عقول بعض منتسبي الحركات الاسلامية, أن كتب احد معـ اتـ يـه تلك الحركات يقلل من شأن تآمر اردوغان مع روسيا على ارواح المسلمين واصفا ذلك بالسياسة والضرورات, إلى أخر تلك التبريرات التي لا يقولها مسلم سوي العقيدة ولا يقتنع بها شخص يمتلك ذرة من العقل او حتى الضمير, ثم تفاخر ذلك الأ بـ له بما فعله اردوغان من رصف للطرق وما سماه بنهضة اقتصادية .. الى اخر تلك الامور التي يتحدث عنها مـ عـ ا تيه الحركات الاسلامية بانبهار واللعاب يسيل من أفواههم. 

التجربة التركية هي تجربة تقدم اسلاما بلا اسلام, تقدم مظاهر الاسلام مثل الحجاب وغيره في ظل دولة علمانية ترتزق من بيوت الدعارة, ويبيع رئيسها وحكومتها دماء واعراض المسلمين ثم يتم حماية جرائمه تلك بسياج اعلامي يحدث البسطاء عن المصلحة وتركيا المحاصرة .. الى اخر تلك النكات التي يجيد أي قـ و ا د بيعها لجماهير البسطاء. 

ثم يأتي بعدها دور الريسوني ليدعم النموذج دينيا وليحدث الناس عن (العلمانية المحايدة) ليرسخ هذا النموذج المشوه بعد مائة سنة من الغاء الخلافة الاسلامية. 

ان هذا الريسوني الذي جاء بما يسميه فقه المقاصد والذي يدعو الفلسطينين الى الاعتراف باسرائيل والذي يتحدث عن العلمانية المحايدة والذي قال بنفسه انه فرح بالانقلاب على الرئيس مرسي, يلعب دورا خطيرا وهو ان يقدم للناس تلك النسخة المشوهة مذيلة بختم عالم دين. 

اسلام (مشيها وعديها وفوتها وبحبحبها) 

لقد ابتلع المغفلون من سكان منطقة الشرق الاوسط من بعد الغاء الخلافة, الكثير من المستعربين الذين حاربوا الدين والناس تسير خلفهم مغمضة العين. 

ما يفعله الريسوني هو نفاق واضح وتخريب واضح للدين, وهو يستغل جهل الناس بابسط ثوابت الدين.