آيات عرابي تكتب | العيب في الذات الكروية !

 

 ليس من الإنصاف أن تسخر من مريض يعاني من مرض مزمن, بعد أن شفاك الله من نفس المرض.

الاستلقاء على الأرض ضحكاً من شخص واقع في حفرة ليس أمراً أخلاقياً خصوصاً بعد دقائق من خروج من نفس الحفرة.

البعض يلقي البيض الفاسد على الواقعين في الحفرة بعد دقائق من خروجهم منها.

وأنا عن نفسي قررت ألا افعل المثل, لأن (اللي ايده في المية مش زي اللي إيده في النار) .. التعلق بكرة القدم إدمان حقيقي يحتاج إلى علاج.

إدمان تكون من طبقات تعلوها طبقات من الادرينالين المسكوب على أهداف ضائعة وصيحات المقاهي وخطواتك السريعة تحت المطر في الشوارع الخالية وأنت تشتري (اللب) لتسرع وتخلع حذاءك وتنزرع أمام شاشة التليفزيون لتدوس على زر الصوت وتتشاجر مع كل من يعلو صوته مقاطعاً المعلق.

اللاعبون يقفون ووجوهم تنظر نحو اللا مكان والنشيد الصنمي يعزف وعشرات الآلاف يصرخون في المدرجات إذا اقتربت الكرة من شباك ((الوطن)) ثم بيب بيب أهلي !

من العسير أن تطالب من ادمن كل هذا بالإفاقة في لحظة لمجرد أنك تكتب الاستخدام السياسي لكرة القدم أو حتى تنقل لهم كلام باحث امريكي يكتب عن استخدام الاحتلال البريطاني للكرة كسلاح نفسي في المستعمرات.

سيبدو له هذا خيالاً !! ” انتي بتأفوري .. دي رياضة ” من الصعب أن تقنع من تشاجر مع زوجته وأولاده عشرات المرات في دقيقة واحدة لأنها ردت على الهاتف في بداية حديث المعلق عن ((تشكيل)) الفريق أو ظل سنوات يدخر ثمن شاشة كبيرة يعلقها في داره ليشاهد عليها مباريات الدوري أن ما (يعانيه) سحر مكون من طبقات تم تضفيرها عبر سنوات في عقله اللا واعي وفي مزاجه وتم لصقها بملاط جف منذ سنوات من ذكريات المقهى وعدد حبات الفشار التي تناولها وهو يشاهد مئات المباريات.

من الصعب أن تقنع من ارتبطوا بصوت (الكابتن لطيف) أو ظل يقضي ساعات أمام الشاشات يتابع (الخبراء الاستراتيجيين الكرويين) بأن كل هذا مقصود.

قل له أن مؤسس الأهلي ماسوني وأن وايزمان ارسل له رشوة ليصدر بياناً يدعو فيه الفلسطينيين لعدم الغضب من احتفال الصهاينة بمولد (سيدنا موسى) وقل له أن مؤسس الزمالك قاضي بلجيكي يهودي الديانة وهي الاتهامات المحببة لدى مشجعي كل من الفريقين والتي يحلو لكل منهما تبادلها في لحظات التراشق .. (وهي اتهامات صحيحة).

وحلني على ما يفهم ! قل له أن أول دوري انعقد سنة 1948 مواكباً لاحتلال فلسطين وإعلان الدولة الصهيونية .. لن يقتنع للوهلة الأولى, ليس لنقص عقلي لديه, بل أنه ببساطة متحيز نفسياً.

هذا سحر لا يخرج إلا (بالطبل البلدي).

سيبدو له حديثك عن الإنقلاب ومجازره والشهداء والأسرى في سجون الاحتلال العسكري ومجزرتي بورسعيد والدفاع الجوي (غماً) وستصبح أنت وقتها (غراب البين) الذي ينغص عليه حياته.

لا تتحدث عن الكرة كسلاح استخدمه حتى كيسنجر في الارجنتين وقت الانقلاب العسكري للتغطية على مجازر خورخه فيديلا ولا عن استخدام موسوليني للكرة سنة 1934 ولا عن صفقات بيع نتائج المباريات ولا عن دور كرة القدم كأخطر سلاح (استحماري) للاحتلال البريطاني في المستعمرات .. لن يفهم وستبدو له ككائن قادم من المريخ وستدفعه للشك في قواك العقلية.

انتظر حتى تهدأ زوبعة فوز المنتخب في الجابون ثم ناقشه ! اعتبر ما يحدث مغصاً عارضاً ولا تتكلم حتى ينتهي المغص.

كلماتي هنا أوجهها للـ (موازيين) الذين سارعوا لوضع صورة عصام الحضري كصورة بروفايل على الفيسبوك.

كلماتي هنا لأؤلئك (الممسوين) الذين يرونك خائناً عميلاً زنديقاً كافراً بـ(الوطن) وغداً آثماً لأنك لم تعتبر أهداف الجابون نصراً استراتيجياً انتظرته الأجيال.

بالنسبة لهؤلاء, مناقشة (انتصار) الجابون عيب في الذات الكروية !

بالنسبة لهم, أنت عميل متخابر مع بوركينا فاسو وامريكا وقطر وتركيا وتقود مخططاً لهدم ميسر وتسفيه إنجازاتها !!

(بالمناسبة اشك في نتيجة المباراة واعتقد أنه تم شراءها وكتبت رأيي بالتفصيل في منشور على صفحتي العامة بالفيسبوك)

افترض أن المنتخب حصل على كأس العالم وليس فقط بطولة أفريقيا.

هل ستقفز, مصر من المركز قبل الأخير في التعليم لتصبح الأولى ؟

هل ستصنع مصر سلاحها ودواءها وغذاءها ؟

هل ستتحول مصر إلى دولة بعد أن اعلن لك رويبضتك أنها (أشلاء دولة) ؟

هل, ستصبح مصر دولة غنية بعد أن أكد لك رويبضة الإنقلاب أنها دولة فقيرة أوي أوي أوي أوي ؟

هل ستنهمر سبائك منجم السكري الذهبية على خزائن الشعب ؟

هل ينجح عصام الحضري في وقف خطر الإفلاس عن ماسر ؟

هل وهل وهل ؟؟

تابع التفاصيل المثيرة وقاتل بقلبك مع المنتخب واهتف تحيا ماسر 3 مرات !

وإن لم تفعل فاعلم أن المخابرات القطرية الامريكية التركية الكاميرونية قد منعتك !

وسلامة كرويتك !