آيات عرابي تكتب |المجند الالزامي والجندي العقائدي

المجند الالزامي : يجري تجنيده بطريقة اشبه بطريقة اصطياد الخراف ليجري اعتقاله فترة اجبارية

الجندي العقائدي : يعتبر الجهاد فرضا من فروض الدين

المجند الالزامي : يحارب (اذا حارب) من أجل حدود وضعها المحتل

الجندي العقائدي : يحارب من أجل العقيدة

المجند الالزامي : يجري عزله عن المجتمع وتحويله الى روبوت لتنفيذ الأوامر فقط وينعزل عن مجتمعه وفي أحوال كثيرة يتحول إلى آلة قمع ضد مجتمعه (مذبحة طلبة الجامعة 1954 – مذبحة السجن الحربي ضد الاخوان المسلمين – مذبحة كمشيش – مذابح سيناء اليومية – مذبحة رابعة والنهضة وغيرها – القيام بالانقلاب)

الجندي العقائدي : مدني في الأساس يتحول إلى جندي عند الضرورة وهو بهذا غير منفصل عن مجتمعه ويرى نفسه جزءاً منه والدفاع عن المجتمع المسلم بالنسبة له جزء من فهمه لدينه (أسر ملك فرنسا في المنصورة – هزيمة حملة فريزر في رشيد – هزيمة البريطانيين في أبو حماد سنة 1807 – ثورتا القاهرة الاولى والثانية)

المجند الالزامي يحارب ضد العقيدة في الأساس وهذا هو لب وظيفته منذ نشأة الجيوش الالزامية في عهد محمد علي (الحرب ضد الخلافة العثمانية في عهد محمد علي – الحرب ضد مسلمي مصر وقت الثورة على التجنيد الاجباري – الحرب ضد ثورة السودان سنة 1889 تحت راية بريطانيا – الحرب ضد جيش الخلافة العثمانية سنة 1916 – معاونة جيش بريطانيا في احتلال القدس سنة 1917) وفي هذا يتساوى المجند الالزامي الذي هاجم المستشفى الميداني في رابعة واقتحم المسجد بحذاءه مع ميليشيا الخائن القبطي يعقوب والذي شكل ميليشيات من 2000 من الاقباط حاربوا مع الحملة الفرنسية ضد مسلمي مصر, فالمجند الالزامي هو امتداد عقائدي لميليشيا يعقوب التي كانت جزءاً من جيش الاحتلال الفرنسي وكانت تروع المسلمين وتغتصب نساءهو تحرق بيوتهم ولم تنتهي الا بوصول جيش الخلافة العثمانية وانتهى بهم الأمر بالسحل في شوارع القاهرة ونجت منهم قلة فرت مع سفن الحملة الفرنسية.

اما الجندي العقائدي فيحارب من أجل العقيدة فقط.

المجند الالزامي تحركه الأوامر, فيهرب بالأمر في هزيمة 67 ويكبر في بداية تمثيلية أكتوبر بالأمر, ويحارب ويتوقف عن الحرب بالأمر ويقتل في رابعة والنهضة وسيناء بالأمر. هو اقرب لموظف .. يقوم باخلاء رفح وإغراق الانفاق ومحاصرة غزة وحرق المساجد وحصارها وتدميرها. لا عقيدة له سوى الأوامر ولا هدف له سوى انهاء خدمته العسكرية, هو مزيج من الرهينة والموظف والخروف. ولذلك فهذا النوع من المجندين هو الأكثر جبناً والاقرب للاستسلام, تماماً كما حدث في هزيمة أكتوبر 1973 حين عبرت قوات العدو الصهيوني إلى الضفة الغربية من القناة وحاصرت الجيش الثالث كله وأسرت 8031 جندياً وضابطاً (كانوا يكبرون بالأمر قبلها) في فضيحة فاقت فضيحة هزيمة 67.

اما الجندي العقائدي, فعنده لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. هذا هو السقف الذي يتحرك تحته وهو لذلك يحارب معتزاً بنفسه, يطيع أوامر من يقوده وهو يعلم أنه يقوده تحت نفس الثوابت ولذلك حقق هؤلاء انتصارات مبهرة, فحين تقرأ ما فعله مسلمو مصر في حملة فريزر وكيف اقتحموا مواقع البريطانيين حين حاولوا أن يعيدوا الكرة في الحماد بالبحيرة الحالية بعد هزيمتهم في رشيد, وكيف داهم المسلمون مواقعهم حتى طلب البريطانيون الأمان (أي استسلموا) كما روى الجبرتي في تاريخه وتقارن بين ذلك وبين هزيمة 67 وهزيمة اكتوبر 73 ستدرك الفرق بين المقاتل العقائدي وبين الجندي الالزامي المدجن.

ففي حالة المجند الالزامي كان الأسرى من جيش السادات في هزيمة 73 يسيرون رافعين أيديهم فوق رؤوسهم (في نفس الحرب التمثيلية التي يقول الاعلام للمساكين والبسطاء أنهم انتصروا فيها), وفي حملة فريزر شحن مسلمو مصر جنود وضباط جيش بريطانيا على المراكب ليُعرضوا في القاهرة وكان أخر انتصار لمصر ولمسلميها قبل بدء بدعة التجنيد الالزامي.

التجنيد الالزامي خطأ وكارثة عقائدية لا ينتبه إليها الكثيرون.

ولهذا حديث آخر ان شاء الله

(أرشيفي – نُشر بتاريخ 29 ابريل 2017)

#آيات_عرابي

#معركة_الوعي