آيات عرابي تكتب | جيش بلا جيش !

أصبح واضحاً أن الفرنسيين والايطاليين يرغبون في بترول ليبيا, واتضح خلال اليومين الماضيين أيضاً أن الدولتان تشجعان العميل الصهيوني على الاستمرار في الضربات وربما على التدخل البري. الدولتان تتخذان ردود افعال يبدو منها أنهما تريدان تصفية الثورة الليبية والوجود الاسلامي المتنامي في ليبيا عن طريق وكيل وبأيدي عاملة رخيصة, فوزيرة الدفاع الايطالية صرحت منذ أيام أن إيطاليا على استعداد لقيادة تحالف إقليمي وأنها على استعداد لإرسال 5 آلاف جندي ايطالي إلى ليبيا وفي يناير الماضي حرض وزير الدفاع الفرنسي على ليبيا بشكل واضح أثناء زيارته لتشاد المتاخمة لليبيا.

وإذا حاولنا تفكيك الموقف, سنجد أن العميل الصهيوني وقياداته يدركون تماماً حجم قدرات جيشهم, ويدركون أنه لا يصلح الا لقتال العزل أو مطاردة فتيات يحملن علامة رابعة, ربما تتضح تلك الفرضية من تصريحات رائد المخابرات المفصول سامح سيف اليزل الذي يقدمونه على أنه لواء مخابرات سابق في برامج التوك شو, حين قال أن دخول ليبيا بريا هو حماقة عسكرية. ذلك الجيش الذي لم يخض حرباً واحدة منذ 41 عاماً وحتى أخر حروبه كانت تمثيلية رتبها السادات وديان وكيسنجر وتم الزج فيها بالجنود ليقاتلوا ويستشهدون وهم لا يعلمون أنهم يقاتلون من أجل التوصل لمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني وأُسِرَ منه ما يزيد عن 8 آلاف أسير وحوصر الجيش الثالث وكانت هزيمة مشينة لم يعرف بها المصريون نتيجة الدجل الإعلامي.

تحليلي الشخص هو أن القزم يريد تنفيس مشاكله الداخلية عن طريق ضربة جوية يغطي بها على التسريبات وعلى الفشل الاقتصادي والأمني والعسكري في سيناء ونهبه لأموال الخليج التي تصدقت بها عليه حكومات تعادي الثورات, وأن فرنسا وايطاليا من جانب آخر تريدان أن تزج بالجيش المهترئ في معركة تستنزف فيها ثوار ليبيا حتى تحين لحظة قطف الثمار والحصول على البترول الليبي, بينما يخشى العميل الصهيوني من الزج بجيشه الذي رأى الجميع كيف فرت دباباته أمام مجموعة من المسلحين بالبنادق وكيف تمت تسوية الكتيبة 101 التابعة له في سيناء بالتراب, في مواجهة مع ثوار ليبيا الذين يخوضوا حرباً منذ ان اندلعت الثورة الليبية من 4 سنوات. الجيش في الحقيقة هو مجرد جيش بلا جيش ولا يمكنه غزو غرزة في الجمالية, أما قزم الانقلاب فيبدو كمن يمد طرف اصبعه في ماء البحر ويخشى السباحة, فيدعو مجلس الأمن لاتخاذ قرار دولي بالتدخل في ليبيا, لتكون قواته تحت مظلة أممية والملاحظ دائماً في سلوكيات عصابة الانقلاب, أنهم كلما ارادوا التغطية على فضيحة, افتعلوا ضجة في مكان آخر, مما يسبب لهم اضراراً أكبر حتى من حجم الفضيحة التي يريدون مداراتها.

المضحك بعد أن اعتدى العميل على شعب ليبيا بالطائرات, وخرج إعلامه ليهلل في محاولة لاستحضار أجواء الحرب ومحاولة استجلاب شعبية غير موجودة, تلقى قزم الانقلاب صاحب الهاشتاج إياه صفعة جديدة على قفاه حين نشرت صحيفة لا ستامبا الايطالية أن رينزي يبتعد عن محور الحرب التي تدعو لها فرنسا ومصر, وأن ايطاليا تفضل اللجوء للطرق الدبلوماسية !

وحتى إن قرر العميل الصهيوني دخول الحرب ضد ليبيا دون غطاء دولي, وهو ما يعتبر من المستحيلات, فهل فكر ذلك العميل الصهيوني لحظة في التداعيات الاقتصادية لنزوح مليون ونصف عامل مصري من ليبيا ؟
وكيف سيفقد حوالي 6 مليون مصري على وجه التقريب مصدر دخلهم مرة واحدة ؟
هل يمكن للانقلاب أن يتحمل تلك التكلفة ؟
ثم هل فكر في الاحتمال الآخر والأخطر, وهو أن ينضم العمال المصريون في ليبيا للثوار دفاعاً عن أشقائهم الليبيين المعتدى عليهم ؟
هل تصور ذلك الأخرق لحظة واحدة, ما يمكن أن يحدث إذا قرر العمال المصريون في ليبيا حمل السلاح دفاعاً عن شعب وأرض ليبيا ؟

الخلاصة أن ليبيا يمكن أن تتحول إلى مقبرة للانقلاب إذا تصورت عصابة الانقلاب أن عمال مزارع الجيش وبائعي الصلصة والمكرونة يمكنهم أن ينجحوا في ليبيا !

ليبيا ليست لقمة سائغة وجيش المعونة الأمريكية لا يملك ما يحارب به سوى طائرات يشن بها غارات على الاطفال ولا يمكنه أن ينجح عسكرياً في ليبيا وقد فشل وتم محو شرفه العسكري في سيناء !
تعازينا إلى اشقاءنا الليبيين وتهانينا إلى الشعب الليبي في ذكرى ثورته ودعواتنا المخلصة لهم بالنصر على اعداءهم !