آيات عرابي تكتب | ذكرى غزو الكويت ـ تفتيت الدول المسلمة

البعض ينظر لموضوع غزو الكويت على أنه مجرد عمل مجنون أو مشروع إحتلال قام به صدام حسين حين أخذ قرار بغزو الكويت ومن ثم إعلانها “المحافظة رقم 19” للعراق وأن الجيش المصري (خير أجناد الأرض كان له دور كبير في تحرير الكويت) وكل هذه الخرافات 

والحقيقة أن غزو الكويت كان عملية مخطط لها وشارك فيها العديد من أراجوزات سايكس بيكو المسماة بالدول المسلمة والعربية الخاضعة للاحتلال بالوكالة وكانت مهمة هذا العمل هو تفعيل مخطط خريطة الدم (خريطة الشرق الأوسط الجديد) وتنفيذ حرفي لاستراتيجية إسرائيل في الثمانينات والتسعينات والتي تحدثت عن تفتيت العراق ثم تفتيت سوريا (وكل التفتيت الذي تشهده المنطقة في الوقت الحالي) حيث كانت المبرر لـ غزو امريكا للعراق

والدليل على أن حرب الخليج كان معد لها لها قبل 12 عاماً من بدايتها الأولى سنة 1990 

في كتابه ( لكي نفهم العراق) ذكر ويليام بولك في (الصفحة رقم 158 من عدد مجلة فورتشين، الصادر بتاريخ 7 مايو 1979، تحدثت مقالة بعنوان “ماذا لو غزت العراق الكويت؟” عن ردة الفعل الأمريكية تجاه غزو عراقي محتمل للكويت.

يتحدث الكاتب عن ردة الفعل الأمريكية تجاه غزو عراقي محتمل للكويت قبل حرب الخليج نفسها ب 12 عام وهو ما يوضح أنه لا شيء يحدث في منطقة (الشرق الأوسط) بلا تخطيط مسبق وبلا تمهيد 

فـ صدام حسين نفسه لم يضع جنديا واحدا في الكويت (التي استفزته لاحتلالها في إطار لعبة كبيرة) الا بعد ان استأذن السفيرة الامريكية كأي موظف من موظفي سايكس بيكو وكان ذلك قبل الغزو مباشرة حين التقى صدام حسين بالسفيرة الأمريكية في العراق أبريل غلاسبي والتي قالت له
(ليس لدينا أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل نزاعك مع الكويت”. وجهني الوزير بيكر إلى التأكيد على التعليمات التي أعطيت لأول مرة للعراق في الستينيات من القرن الماضي بأن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا) !! 

وقد ذكرت كلامي هذا من قبل عندما تحدثت في مقال منفصل عن دور المخلوع مبارك في غزو العراق 

تحطيم العراق كان هدفا قديما بل كان على قائمة أولويات الأخ الأكبر وهذا مسجل في دراسة (استراتيجية إسرائيل في الثمانينات والتسعينات وقد نشرت الدراسة عشرات المرات على صفحتي) فلا شيء يحدث بالصدفة

كان تحطيم العراق هو بداية ما يسمى بالربيع العربي وهي عملية تعيين عملاء جدد محل العملاء القدامى مع بعض التغييرات الاقليمية وتحطيم الكتل السكانية الكبيرة وإقامة حواجز بينها وبين اسرائيل تمهيداً للرتوش النهائية لإقامة إسرائيل الكبرى

دور (خير أجناد الأرض) في تحرير الكويت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نأتي لدور الجيش المصري في موضوع تحرير الكويت 

البعض وإلى يومنا هذا ينظرون لدور الجيش المصري بالدور العظيم وأنه ساهم في تحرير بلد عربي شقيق وكل هذه الخزعبلات التي يرددها ببغاوات إعلام العسكر والإعلام الموازي له في المعارض المصرية 

تريد أن تعلم دور الجاسوس المخلوع مبارك اقرأ ما جاء في حوار صحفي مع العميد سعد زايد على صفحات اليوم السابع الانقلابية في 12 مايو 2011 حيث قال العميد سعد زايد ( وهو الحارس الشخصي للمخلوع مبارك) أن مبارك كان على علم بغزو صدام حسين للكويت قبل أن يحدث وأنه قال لصدام حسين أثناء افتتاح مترو الأنفاق بالقاهرة وأمام الملك حسين : “يا أبو عدى عايز الموضوع يخلص بسرعة وتاخد حقك” !!
وهذا يتنافى بالطبع مع الصورة المعروفة والتي تقول ان المخلوع مبارك رفض غزو صدام للكويت 

للأسف أن أحد اكبر الأخطاء التي يرتكبها الكثيرون منّا هو أننا لا ننظر لعصابة العسكر ككيان واحد, البعض كان يعتبر حبيب المجاري زعيماً والبعض الآخر كان يعتبر الأراجوز السادات زعيماً و اللا مبارك صاحب الضرب الجوية وهذه التخاريف الإعلامية التي زرعها إعلام العسكر فينا منذ نعومة أظفارنا 

نظام العسكر هو نظام واحد مهمته الوحيدة هو حماية حدود المحتل الأصلي لأن نظام العسكر كما شرحت آلاف المرات ما هم إلا وكلاء لهذا المحتل فقط يحملون أسماء مسلمة

فهذا النظام يعتبر نفسه جزء لا يتجزأ من القوات الأمريكية كما قال من قبل (العصار) في أحد أحاديثه الصحفية وكما قال شاويش الانقلاب نفسه في حديثه لصحيفة (كورييري ديلا سيرا) الايطالية أن مهمته هي حماية الأمن القومي لإسرائيل

والكلمة التي قالها نائب قائد القوات الأمريكية في حرب الخليج عن اداء جيش المعونة الأمريكية كالفين وولر توضح كيف تنظر أمريكا لأداء جيش (خير أجناد الأرض)

يقول نائب قائد القوات الأمريكية باختصار شديد أن المهام التي أسندت لـ جيش المعونة الأمريكية ( يمكن لأي عـ اهـ رتـ ين منهكتين إنجاز ما أسند إلى الجيش المصري )* 

وهو تعبير دقيق جدا, فكما كانوا يصفون الداخلية (عـ اهرة) لأي نظام, فكذلك جيش المعونة الأمريكية ( عـ اهرة لأي قوة عظمى ) !!!

هذا باختصار شديد دور القوات (المصرية) التي يفتخر بها البعض اليوم في تحرير الكويت ولا أحد يريد أن يُعمل عقله ويقر ويعترف ان هذا الغزو المفتعل الذي أدى إلى حرب مفتعلة الذي أدى الى غزو العراق المفتعل
ما هو إلا مخطط لتفتيت وتقطيع ما تبقى من دول ودويلات سايكس بيكو