آيات عرابي تكتب |سجل الانتصارات الوهمية للانقلاب !

 

 

 

السلاسة غير العادية التي جرى بها تمديد حالة الطواري في مصر والتي لم تُقابل إلا بالبيانات تكشف عن حالة من الارهاق والكسل السياسي اصابت مناهضي الانقلاب .

لم يكن هذا هو الخبر الأول في ذلك اليوم, بل سبقه اعلان رئيس المكتب السياسي لما يُعرف باسم (جيش الاسلام) في سوريا عن رعاية الانقلاب لاتفاق وقف اطلاق نار في سوريا بل وزاد على ذلك أن ذكر قيام الانقلاب بحماية السوريين في جنوب دمشق من التهجير القسري. وهو تصريح بدا مفتعلاً للغاية خصوصا مع ما تسرب إلى وسائل الإعلام منذ فترة من أنباء تتحدث عن تواجد طيارين تابعين للانقلاب وضباط كبار في قاعدة حميميم الجوية بسوريا وفضلاً عن هذه التسريبات الصحفية, فإن الانقلاب نفسه لم يخف في أكثر من مناسبة دعمه لنظام بشار وتماهيه مع ايران وولاءه لروسيا.

ولكل هذه الأسباب وبسبب موقف الانقلاب من الثورات والتغيير ولأن الانقلاب نفسه هو أحد أذرع الثورة المضادة, فقد بدا هذا التصريح عجيباً منفراً مزعجاً بشكل لا يُصدق. وبدا الأمر برمته كمحاولة لغسيل سمعة الانقلاب.

وجاء هذا التصريح بعد حوالي أسبوع مما سُمَي بالمصالحة الفلسطينية والتي بدا واضحاً أنه سبقتها عملية ضغط على حركة حماس والتي حرص فيها الانقلاب على التقاط صور مفتعلة لعسكري الانقلاب في غزة وهي صور رغم ازالتها سريعاً إلا أنها آذت الكثيرين, كما حرص الانقلاب على أن يبدو بصورة راعي القضية الفلسطينية والعزف على أوتار ما يسمى بـ (دور مصر) إلى أخر هذه النغمات التي تذكرك بجولات عمر سليمان مدير مخابرات المخلوع مبارك في غزة وهو ما بدا لي كإعادة الوضع إلى ما كان عليه في 2010.

مجهودات واضحة لاختلاق نجاحات غير حقيقية للانقلاب العسكري. مجهودات تشبه عملية صناعة النجم ومن الواضح أن خلف كل هذه المحاولات تقف أطراف دولية تستفيد من بقاء الانقلاب في مصر وتسعى لترسيخه ولتثبيت الأمر الواقع في الوقت الذي يتصرف فيه معسكر التغيير بطريقة تفوح منها رائحة اللا مبالاة.

ما يبدو واضحاً لي الآن هو أن هناك مجهودات تهدف لتمكين الانقلاب سياسياً وصناعة سجل من الانتصارات الخارجية الوهمية ومحو 4 سنوات من ذاكرتنا واجبار معسكر مناهضة الانقلاب كله على ابتلاع الوضع الحالي الراكد مع الدفع في اتجاه انتخابات العسكر التي ينوون اجراءها في 2018.

يذكرني هذا كله بفيلم أمريكي جرت فيه عملية محو ذاكرة للمثلين بناءً على رغبتهما حتى لا يتذكرا فشلهما السابق في الاحتفاظ بعلاقتهما.

المشكلة الكبرى التي تواجه من يقفون خلف تلك المجهودات, هي أن هناك جبالاً وحواجز تفصل بين المعسكر الرافض للانقلاب وبين الجانب الانقلابي. ففي خلال 4 سنوات هي كل عمر الانقلاب حتى الآن, لم يتورع العسكر عن ارتكاب مجازر وحشية جعلت مسألة التطبيع التي يسعى إليها البعض الآن ضرباً من الخيال. ولكنها حالة أشبه بحالة اللا سلم واللا حرب, فلا معسكر التغيير قادر على نسيان كل ما تراكم من مجازر خلال هذه السنوات ولا هو بعافيته الآن حتى يستطيع إحداث التغيير المنشود.

حالة من الجمود في جانب المعسكر الرافض للانقلاب وفي المقابل, هناك حالة من التغول اليومي التي تبدو بدون نهاية. وهي حالة تسببت في الوصول إليها, الادارة المرتعشة للحراك الرافض للانقلاب.

معسكر التغيير الآن بحاجة لتبني رؤية واضحة بعيداً عن الارتعاش والغموض الذي شاب الحراك وتزايد بشدة في السنتين الماضيتين وهو بحاجة إلى استغلال الفشل اليومي المتصاعد للانقلاب, فالانقلاب مفلس تماماً من الناحية السياسية والاقتصادية وليس لديه ما يقدمه.