آيات عرابي تكتب | شوية عقل !

 

 

طبعا كتير من الناس مازال لديها احساس بالصدمة نتيجة المقالات التي تناولت فيها خسائر مصر في حرب اكتوبر, وللأسف, منهم معارضون للانقلاب ويعيبون على مؤيدي الانقلاب تصديق الاعلام التابع للانقلاب, ومع ذلك يرتكبوا نفس الخطأ ويبتلعوا رواية الاعلام الرسمي في عهد السادات وبالتالي يصبح السادات بالنسبة لهم بطل العبور وبطل الحرب والسلام الى اخر كل ذلك الهجص ..

ولذلك سأبدأ, بالتدريج في كشف كذب السادات من مذكرات مهندس حرب اكتوبر اللي لم تنتهي بنصر كما يقولون للناس !

واظن ان مهندس الحرب ورئيس اركان الجيش ومخطط العملية والرأس المدبر ليس له مصلحة في ان يكذب !

خلاف السادات مع السوفييت :

جزء كبير من الدعاية التي تعمد السادات واعلامه تضليل الناس بها إلى الآن هو ادعاء أن السوفييت كانوا متعنتين مع مصر في توريد الأسلحة, وفي الحقيقة السادات هنا كان يكذب بشكل صريح.

انظروا ما قاله الشاذلي شخصياً في كتابه مذكرات حرب أكتوبر في صفحات 180 و 181 و182 :

حجم الاسلحة السوفييتية :

ليس من الصواب أن نقلل من أهمية المساعدات العسكرية لمصر من ناحية الكم أو الكيف حيث أن الأرقام وحدها كفيلة بإثبات خطأ هذا الإدعاء.

” ان حجم السلاح الذي كان تحت يدنا قبل حرب أكتوبر كان يفوق ما لدى الكثير من دول حلف وارسو وحلف الناتو, وقد يدهش هذا الكثيرين إذا علموا أن قواتنا البرية واكرر البرية وليس الجوية أو البحرية – كانت تتفوق على القوات البرية في كل من بريطانيا وفرنسا ! “

الامدادات السوفييتية اثناء حرب اكتوبر 73

وفي خلال الحرب قام الاتحاد السوفييتي بإقامة اكبر جسر جوي في تاريخه الحربي إلى كل من مصر وسوريا, لقد قام بتنفيذ 900 رحلة بواسطة طائرات انتونوف 12 وانتونوف 22 نقل خلالها 15000 طن من المعدات الحربية. فإذا علمنا أن هذا الكوبري الجوي لم يكن مخططا له, وانه قد بديء به بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب, اتضحت لنا المشكلات والثغرات.

إذا كان السوفييت يمدون مصر بالسلاح بسخاء على عكس ما قال السادات, فلماذا كذب السادات وادعى ان السوفييت لا يزودون مصر بالسلاح وأن ذلك كان سبب طرد السادات للسوفييت ؟

الحقيقة أن طرد السوفييت بلا مقابل, يحتمل أحد أمرين, اما ان السادات كان يتصرف بحماقة دون حساب آثار وردود فعل تصرفاته, أو أنه حصل على مقابل طرد السوفييت من الامريكيين من تحت الطاولة قبل بدء الحرب أصلاً, وهو ما يبرر, التنازلات العجيبة التي قدمها أمام كيسنجر والتي اذهلت وزير الخارجية المصري وقتها, ويبرر وصفه للأمريكيين بالفروسية بعد تطهير الممر الملاحي لقناة السويس !

قائل هذا الكلام هو الفريق سعد الدين الشاذلي مهندس عملية حرب أكتوبر والذي خطط لها بتكليف من السادات, والذي عينه السادات وتخطى 40 جنرال في الأقدمية, وثارت المشاكل بينه وبين السادات بسبب اصرار السادات المريب على تطوير الهجوم على الرغم من أن كل القادة العسكريين وعلى رأسهم الشاذلي رفضوا الفكرة تماماً, وفي إعلام السادات, قالوا للبسطاء أن السادات أمر بتطوير الهجوم, الذي يكشف القوات بالكامل ويجعلها تحت رحمة الطيران المعادي, لأنه اراد انقاذ سوريا, والحقيقة أن تصديق ذلك يحتاج إلى خلل واضح في التفكير, فالسادات هو ذاته الذي أمر بتقديم خطة موسعة للسوريين لإقناعهم بدخول الحرب, على عكس الخطة المحدودة التي كلف الشاذلي بوضعها والتي كانت تقوم على احتلال حوالي 15 كيلومتر فقط غرب القناة, فلماذا أصر السادات على تطوير الهجوم ولماذا كلف هيكل بمحاولة اقناع الشاذلي ؟

هل فقد السادات عقله ؟

أم أن ضميره استيقظ فجأة تجاه السوريين بعد أن خدعهم قبل الحرب ؟

أم أنه كان هناك اتفاق مسبق ؟

ولماذا أوقف وزير الخارجية اليهودي كيسنجر الجسر الجوي ولم يستجب لتوسلات القادة الصهاينة ثم عاد بنفسه ليحرك الجسر الجوي في توقيت متزامن مع توقيت تطوير الهجوم ؟