آيات عرابي تكتب |عملية الببغاء !!

 


كيف يذبحك الإعلام

مجلس الشيوخ الأمريكي سنة 1975

جلسة تحقيق تُذاع على القنوات الامريكية

السيناتور فرانك تشيرتش: هل لديكم أشخاص يعملون في شبكات التليفزيون الأمريكية, تُدفع لهم رواتب ؟

مدير السي آي إيه (مرتبكا): لدينا اشخاص يسلمون لهم المعلومات التي نريد نشرها

السيناتور يكرر السؤال بصورة أكثر صرامة

مدير السي آي إيه يهمس في اذن زميله: سيدي رئيس اللجنة, أفضل عقد جلسة تنفيذية

( جلسة تنفيذية تعني أنه يطلب جلسة مغلقة لا يتم بثها للشعب)

انتهى الامر بطرد الرئيس الأمريكي فورد (الذي كان يرقص مع جيهان السادات بينما يراقص السادات مغنية أمريكية) لمدير المخابرات الأمريكية وتعيين جورج بوش الأب مديرا للسي آي إيه وهو من ابلغ الكونجرس بوقف العملية !

كيف انكشفت تلك العملية حتى وصلت للتحقيق أمام مجلس الشيوخ ؟

ببساطة مدير المباحث الفيدرالية كان يشعر بالضيق من النفوذ الذي وصلت إليه السي آي إيه في الداخل الأمريكي, فسرب تقارير للسيناتور جوزيف مكارثي وانفجرت الفضيحة !

ما هي تلك العملية

عملية الببغاء هي أطول عملية سيطرة على الرأي العام في أمريكا والعالم وبدأت سنة 1950 وانفضحت سنة 1975

لماذا سميت بالببغاء ؟

لأنها هدفت إلى صناعة مواطن ببغاء يردد ما تريده السي آي إيه دون تفكير

وفي بداية الخمسينيات كان للمخابرات الأمريكية أكثر 3000 شخص يوزعون التقارير الكاذبة والمطبوخة في مطبخ السي آي إيه على مراسلي ومذيعي وصحفيي شبكات التليفزيون والراديو والصحف الأمريكية وفي صحف أوربية وحتى في بعض دول أمريكا اللاتينية وفي الجامعات الأمريكية

من بين النجاحات التي حققتها السي آي إيه منع الصحف من الحديث باستفاضة عن تفاصيل الانقلاب الذي قامت به السي آي إيه في ايران

من بين الأسماء الشهيرة التي كانت تنشر الأخبار المطبوخة في السي آي إيه

(مجلة لايف – نيو يورك تايمز – تليفزيون سي بي إس – واشنطن بوست – واشنطن ستار – ميامي نيوز – لويزفيل كوريير جورنال – كوبلي نيوز – كريستيان ساينس مونيتور وغيرها)

السي آي إيه ابلغت مجلس الشيوخ بإنهاء العملية رسميا سنة 1976 بعد صدور تقرير لجنة تشيرتش

لكن المثير ان اندرسن كوبر مذيع السي ان ان اعترف مؤخرا في برنامجه انه اشتغل مع السي آي إيه

العملية استمرت من 1951 حتى 1976 يعني 25 سنة

25 سنة بتوزع على الشعب الأمريكي أخبار مزورة ومطبوخة

ومن الصحف الأمريكية تنقل صحف دويلات مستعمرات سايكس بيكو في مصر وغيرها وهي تحمل ختم الخواجة الذي لا يكذب

وتدور حلقات النقاش ويكتب الصحفيون الكبار وينطلق المحللون الاستراتيجيون ليحللوا الخبر الذي جاء في السي ان ان او في فوكس نيوز او الواشنطن بوست وتستمر دورة الفضلات المطبوخة أصلا في السي آي إيه

بل ان السي آي إيه تعاقدت مع صحفيين في دول أوربية يكتبون في صحف تنقل عنها صحف مزارع الموز

وحتى في أمريكا اللاتينية

وهكذا تتم صناعة المواطن البطيخة الذي يفكر ويعيش كما تريد له السي آي إيه

اما في مصر فنحن نعلم أن الامارات هي من تدفع للاعلاميين, لكن من يطبخ لهم الأخبار ؟

الموساد مثلاً ؟

وبالطبع قامت دول المستعمرات بتعميم التجربة

وهكذا تم طبخ اكذوبة حرب اكتوبر والانتصار المزعوم واكذوبة التأميم وصناعة زعامات من فراشي حمامات المخابرات الامريكية كعبد الناصر والسادات والمخلوع

عالم موازي كامل يعيش فيه البعض

حوض سمك

أنا كنت في المطبخ الإعلامي الحكومي المصري واعرف أن ما يحدث هناك نسخة حرفية مما يحدث في أمريكا ولكنها نسخة أكثر بدائية وضحالة

وعندما كنت اعلق على الأخبار الأمريكية في قناة الجزيرة مباشر مصر كنت شديدة الحذر وكنت احرص على بيان الكذب من الحقيقة في الأخبار وأحيانا كنت اكشف ان مراسلة صحيفة ما في خبر يتحدث عن مصر قبطية مثلا وتنشر تضليلا يصل الى الجريدة ومنها الى الاعلام العربي ليصبح قنبلة موقوتة تنفجر في عقل من يقرأه اذا قرأه بدون تحليل

لذلك كن شديد الحذر عندما تنقل عن الصحف او وسائل الإعلام بشكل عام, ولا تعتمد على أخبار الا اذا كان لها ما يؤيدها من المواقع أو المنطق