آيات عرابي تكتب | قيس سعيد: القرآن حسم القضية.. ولا دين للدولة

هذا هو قيس سعيد (بن الملوح) الذي هاجمني البعض حين هاجمته منذ حملته الانتخابية يقول بشكل واضح وصريح أن تونس دولة لا دين لها!!!

وكالعادة سبب تصريحه هذا صدمة لكل من خدعتهم صورته الانتخابية ولغته العربية التي خدع بها الجميع إبان حملته الانتخابية!

الحمد لله أني كنت مع عدد قليل جدا من الأخوة في تونس الذين لم ننخدع بخطاب قيس سعيد (بن الملوح) الذي خدع الجميع في حملته الانتخابية في وقت الانتخابات وكنت الوحيدة التي حذرت منه ومن كلامه الإنشائي)

كلام قيس سعيد هذه المرة واضح لا لبس فيه ويخلع عنه القناع الذي جاء به لحكم تونس وخدع به الجميع!

فالرجل علماني صرف وكلامه هذا يظهر وجهه الحقيقي الذي حاولت حملات الدعاية والبروباجاندا الإعلامية إخفاءه عن جموع المخدوعين حين سوقوه للجميع على أنه إسلامي

هو جزء من النظام التونسي البورقيبي العلماني وغير متمرد عليه بالمرة

وتونس الآن تحت حكم قيس سعيد تتجه من العلمانية الجزئية الغير صريحة إلى العلمانية الصريحة المجاهرة بأنه لا يوجد دين للدولة

كما قلت لكم من قبل قيس سعيد علماني يستخدم خطابا يحتوي على مفردات تخاطب مشاعر المسلمين بخبث شديد ليظهر خطابه في النهاية أمام الجمهور المتدين في تونس بأن قيس سعيد غير متصادم مع الدين وهذا هو الذكاء ممن يديرون المشهد في هذه المنطقة

تخيل لو كان السبسي هو من ظهر على الناس في مؤتمر كهذا وقال ان تونس دولة لا دين لها!!!

ولذلك أنا أعتبر تقديم شخص مثل قيس سعيد لقيادة تونس في هذه المرحلة هو ذكاء ممن يدير المشهد وهذا ما فسرته لكم في وقتها وهوجمت بشدة لمجرد شرحي مخططات النظام العالمي في منطقتنا

قدموا لنا قيس سعيد بورقيبي الفكر علماني الهوى ولكن في نفس الوقت مغلف بشكل يعجب العامة فهو يجيد الخطابة والتحدث باللغة العربية والمفردات الإسلامية وهو ما كان ينقص المشهد التونسي

هذه البراعة في مزج النقيضين وهذه الهالة الاعلامية التي أحاطته به أبواق الإعلام العربية هي ما جعلتني اشعر بالريبة تجاه دوره القادم في تونس والمهام المنوط بها و كتبت عنه في وقتها

ووضحت وقتها أن فكرة انه يترك الناس يظنون انه إسلامي و ليس علماني هي فكرة خبيثة جدا و توضح بأن الرجل له مهمة ما في إطار مشروع النظام العالمي

للرجل عدة تصريحات كارثية وصدمت كل مؤيديه من قبل على رأسها تصريحه عن دعمه للمجرم بشار وعن عدم دعمه لحكومة الوفاق في ليبيا وغيرها من التصريحات التي مثلت لهم صدمة وأكدت لي رؤيتي في هذا الرجل

بالأمس أيضا أعاد نفس الكلام الذي قاله من قبل حول مسألة الميراث
حيث قال ان “الاسلام كان واضحا في هذا بتحديده طبيعة مسؤولية الزوج” !!
(وهذا كلام مراوغ جدا لا لون له ولا رائحة.. لأننا كلنا نعلم جيداً حكم الاسلام ولم يطلب منه أحد أن يقول لنا حكم الإسلام بل المطلوب منه الإدلاء برأيه هو أو أن يقول مثلاً أنه متفق مع حكم الإسلام في مسألة ميراث المرأة .. والسبسي نفسه كان يعرف حكم الاسلام في الأمروأي طفل صغير يعرف حكم الإسلام في مسألة الميراث!

ولكن جاء بعد هذه النقطة مباشرة أن تونس دولة لا دين لها!!

أعتقد أن الصورة اتضحت الآن

ان قيس سعيد ماهو الا قنطرة بين النظام العلماني المشبع بفكرة الدولة ومؤسسات الدولة والمتعطشين لما هو إسلامي 

حيث يلم الرجل بالمفردات التي يستخدمها الاسلاميين ويمتلك زمام اللغة العربية ( حسب وصف غثاء السيل) .

كلام قيس سعيد بن الملوح هو إعلان واضح وصريح بعلمنة تونس المسلمة!!

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)