آيات عرابي تكتب | لعبة قتل السادات (2)

أخطر اعترافات مقدم المخابرات الحربية عبود الزمر

في 2011 وبعد أن افرج عنه طنطاوي, اجرت لميس الحديدي لقاءً مع ضابط المخابرات عبود الزمر

وكان من أخطر ما جاء في هذا اللقاء هو رواية مغايرة جاءت على لسانه لخطة لم تنفذ لقتل أنور الساداتي في استراحة القناطر ,,

فالشائع أن عبود الزمر فكر في قتل الساداتي في استراحته بالقناطر ثم عاد وتراجع عن الفكرة نظراً لشدة الحراسة ولكن في ذلك اللقاء مع لميس الحديدي قال عبود الزمر انه كان بإمكانهم قتل السادات في استراحة القناطر عن طريق مجند كان تابعاً لهم في الحرس الجمهوري مسلحاً ببندقية ويقف على بعد 25 متراً يحرس السادات أسمه أسامة وقال انه لم ينفذ هذه الخطة لأنه كان لديهم مشروع تحرر إسلامي لمصر .. الخ !!!

وإذا كان لديهم مشروع تحرر كما قال , فلماذا لم تقتل سوى السادات بينما كان كل نظامه موجوداً في المنصة ؟

وإذا رد بأنه كانت لديه فتوى بقتل السادات فقط, فماذا عن اقتحام مديرية امن أسيوط التي شارك فيها عاصم عبد الماجد وقتل فيها المقتحمين 118 من عناصر الداخلية ؟

بل والمشهور في الكتب أن الإسلامبولي ورفاقه كانوا يصومون بعد القبض عليهم تكفيراً عن القتل الخطأ حيث قتلوا 8 غير الساداتي في المنصة, فلماذا تركوا هؤلاء وقتلوا هؤلاء ؟

والذي نفهمه من كلام عبود الزمر ان قتل السادات في استراحة القناطر لم يكن ليحقق الاستعراض الكافي وان قتله في المنصة كان كافياً ليشعل شرار التحرر

(وهو مرة أخرى منافِ لما هو شائع حيث يُقال دائماً ان عبود الزمر كان معترضا على قتل السادات في المنصة لأنه وحده غير كاف لإشعال الثورة)

لماذا كان من الضروري قتل السادات أثناء العرض العسكري مع ما بهذا من استحالة وضرورة تخطي حرس السادات والمخابرات الحربية والحرس الجمهوري ثم تنفيذ عملية الله اعلم بنتيجتها ؟

هل يستطيع مقدم المخابرات عبود الزمر الإجابة عن هذا السؤال ؟

فما فائدة قتل السادات وسط جيشه يوم 6 أكتوبر وأمام الجميع بدلاً من قتله في استراحته في القناطر ؟

كان مطلوباً أن يُقتل الساداتي بهذه الطريقة الدرامية أمام الجميع والأمر يشبه التفريغ الورم. المطلوب ان ينسى الشعب بهذه الدراما, الصلح المنفرد الذي وقعه مع “اسرائيل” وتفريطه في فلسطين وقبلات بيجن وكارتر لزوجته (وهي أمور استخدمت لرفع درجة حرارة الفراغ السياسي حوله قبل قتله) و عمالته للمخابرات الأمريكية التي تحدثت عنها الصحف الأمريكية وراتبه الذي كان يتقاضاه من المخابرات الأمريكية وبذخه وحياة الملوك التي كان يعيشها
كان مطلوباً أن يكون المشهد درامياً يجعل كل من اعترضوا على الصلح مع “اسرائيل” صامتاً غير قادر على إبداء اعتراضه, فالسادات اصبح (شهيداً) وقد مات من أجل السلام
ها هو القائد الذي جاء بالنصر المؤزر في تمثيلية 6 أكتوبر يُقتل في يوم النصر !!

ومن يجرؤ وسط هذه الدفعة العاطفية ومشاهد الدفن والأرملة الباكية أن ينتقد كامب ديفيد وما بعدها ؟

ربما كان مشهد الجنازة فاتراً نوعاً ما لكنه في الوقت نفسه لم يكن يسمح لأحد بأن يناقش خطايا المقتول الذي تحول في الإعلام إلى شهيد

كان قتل السادات بهذه الدراما وسيلة لدفن أي اعتراض على كامب ديفيد ووسيلة للاحتفاظ بصورة ايقونية للسادات باعتباره سياسياً منتصراً وتخليد تلك اللحظة بزيه العسكري لتثبيت عدة أساطير أخرى كأسطورة تمثيلية أكتوبر

لقد قُتل العميل السادات من أجل اتفاقية السلام فعلاً

قُتل من أجل تثبيتها وترسيخها والغاء أي اعتراضات ضدها ان شئت الدقة

قتله كان وسيلة لاحتواء ما ارتكبه

وفي الوقت نفسه كان لابد من احتواء تلك الحالة من التدين التي ان تُركت لهددت نظام العسكر في مصر

خصوصا ان هذه الحالة من التدين, قد استخدمت في تنظيف بقايا السوفييت في مصر من الحقبة الناصرية

وكان أن تم توريط الجماعة الاسلامية في اقتحام مديرية أمن أسيوط وقتل 118 من عناصر ميليشيات الداخلية بعد أيام من امتناعها عن قتل المخلوع مبارك وأبي غزالة
وكانت هذه العملية الكوميدية الساذجة هي الذريعة التي استخدمت خلال 30 عاماً لتصفية الحركة الاسلامية والتعامل معها بلا رحمة وبدون أن ترتعد لها أنف من أنوف المسلمين في مصر

كانت تلك العملية ضوءاً اخضراً للانقضاض على كل الحركات الإسلامية بلا رحمة
لقد كان قتل السادات دراما مقصودة بذاتها لتبديل عميل بعميل ولانزال الستار على مرحلة والبدء في مرحلة

ولحماية الاتفاقية مع “إسرائيل”

وللحديث بقية ان شاء الله