آيات عرابي تكتب |مؤسساتكم لعنها الله

 

حالة من العجز أصابتني وأنا أشاهد فيديو لأب سوري يضرب رأسه بحجر بعد أن فقد أسرته في مجزرة جديدة ارتكبها الطيران الروسي في حلب. 

الكلمات تعجز عن وصف ما شعرت به، وتقف منكسة رأسها أمام الرجل، في لحظات فقد كل أحبابه، هدير الطائرة، صرخات هنا وهناك، وبذرة شيطانية تهبط من بطن الطائرة تسحق أجساد العشرات، قتل إجرامي وحشي بلا تمييز، مجازر تبدو إلى جانبها مجازر المغول في بغداد والصليبيين في بيت المقدس عروضا مسرحية.

القاسم المشترك بين الاثنين هو ضحايا المجازر، نحن المسلمون (الحيطة المايلة) لكل مجرم سفاح. 

نحن المسلمون الفرائس التي ينهش الإعلام الغربي لحومها، يقتلون أطفالنا، ويدمرون بيوتنا، ويسحقون مظاهر الحياة في بلادنا، ثم يخرج أحدهم على شاشة قناة ما أو في قاعة مؤتمر ما، يرتدي حلة (سينيه) غارقة في عطر ما، وربطة عنق محكمة ليتحدث عن (الإرهاب).

أمام الأب خائر القوى، عشرات الأيدي تسحب أطفاله وأشلاء أسرته، وهو ينظر.
بضغطة زر واحدة في طائرة قادمة من بلاد بعيدة يقودها شيطان ما، تُمحى أسرته من الوجود!
ليُحاصَر الرجل في ركن مهمل من الحياة بعد أن فقد حياته.

خرائب ودمار ودخان وفزع هي كل ما تراه في باقي مشاهد الفيديو، سيدة واقفة تصرخ على أحدهم، جدران مهدمة، صرخات، رائحة دماء تتخطى حدود الممكن وتنبعث بوضوح من المشاهد.

مشاهد أخرى لعشرات الآلاف ينزحون من المدينة، حاملين ما استطاعوا من أمتعتهم.

طوابير من الأسر تسير على طريق، باحثة عن الأمن من وحشية شياطين روسيا ومسوخ إيران وسفاحي حزب الله، وعصابات ما تبقى من جيش بشار.

حرب حقيقية يخوضها الإسلام.

مذابح ومجازر يومية تتناثر في طرقات المدن ودماء تبلل بقايا الجدران.

حرب لم يكن المجرم الوحيد فيها إيران أو روسيا أو جيش بشار أو طائرات التحالف الغربية.

هناك من يتسمون بأسمائنا وينطقون بلغتنا ويدعون أنهم على ديننا، مدوا أيديهم للقتلة.

صفقوا للسفاحين في مصر وسوريا.

مؤيدو حكم العسكر في مصر، من فلول الناصريين وشراذم الجيش وسفاحي الداخلية، وكل من ساند الانقلاب العسكري يتحمل نصيبا من تلك الدماء التي تراق يوميا في سوريا.
ومعهم إخوانهم المغفلون الذين ينادون بالحفاظ على ما يسمونه مؤسسات الدولة.

في سوريا وفلسطين واليمن ومصر، حفنة من غفر سايكس بيكو يسمونها المؤسسات.

عصابات من الجيش والشرطة والمخابرات، تعمل على مدار الساعة؛ لتأمين سادتهم الصهاينة في فلسطين المحتلة، عصابات ماجد فرج في فلسطين الذي خرج يتفاخر بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، عصابات مخابرات العسكر وجيشهم في مصر التي لا تكف عن الفتك بأطفال سيناء والتنسيق مع العدو الصهيوني الذي تمرح طائراته في أجواء سيناء، عصابات الحوثيين في اليمن التي أطلقتها إيران، عصابات جيش بشار التي ما إن انهدمت حتى جاء صاحب التوكيل الروسي لينسق هو الآخر مع الكيان الصهيوني قبل كل مجزرة على المسلمين.

وعقول أخرى صماء تهتف بضرورة الحفاظ على (وكالات الكيان الصهيوني).

كلهم شركاء في الدماء والخراب.

الإرهاب الشيطاني وأعوانه، الشيطان يذبحك وبجانبه خادمه الشيطاني يحدثك عن مؤسسات الدولة.

العمدة في فيلم الزوجة الثانية يسرق زوجتك، وبجانبه عالم السلطان الأفاق بصوته الثعباني يقول: (امض يا أبو العلا).

ألا لعنة الله على جيوشكم المجرمة ومخابراتكم العميلة!

ألا لعنة الله على مؤسساتكم وتاريخكم الوهمي وانتصاراتكم الزائفة.

ألا لعنة الله على مفارخ العملاء والمجرمين ومقالب القمامة التي تسمونها مؤسسات.

ووسط كل تلك المشاهد لا يسعني إلا أن أدعو الله أن ينصر المقاومة في فلسطين، وأن ينصر المجاهدين في سوريا، والثوار في مصر وفي اليمن، وأن يسدد رميهم.