آيات عرابي تكتب| ماذا بعد إنتصار فلسطين – اختراق السيسي وإيران للمقاومة؟

بداية أعتذر عن عنوان مقالي الطويل، ولكن الموضوع يستحق

فها هي المقاومة الفلسطينية تلقن العدو الصهيوني درسا شهده العالم كله

رجال يصنعون الصواريخ من لا شيء يستهدفون بها العمق الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال ويضربون أهدافا صهيونية لم يكن يتصور أحد أن يطولها جيش من جيوش القش العربية

كانت رسالتهم واضحة فخرجت أمريكا تطالب بوقف إطلاق النار وفي نفس الوقت تحاول زراعة عملائها في جسد المقاومة

كانت رسالة رجال فلسطين واضحة

دنس العدو ساحات المسجد الأقصى وقتل أطفال ونساء غزة وهدم البيوت فوق رؤوسهم فداس رجال المقاومة رأس العدو ومرغ أنفه في التراب وشعر كل مسلم بالفخر بينما نكس العدو الصهيوني رأسه وافتضح أمر جيش الجمبري وقاعات الأفراح والليالي الملاح ولم ينقذه سوى الأوامر الامريكية الجديدة التي أرادت إعادة تدوير مصر في ملف فلسطين

الضربات الأخيرة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية كانت الكاشفة التي رفعت النقاب عن دور الجيوش العربية التي كانت سببا مباشرا في احتلال فلسطين عام ٤٨ ثم تمكين المحتل من الاستيلاء على أراضي جديدة في حرب ٦٧
فخلال ستة أيام نجحت ميليشيات الجيش الصهيوني في هزيمة جيوش ثلاث دول عربية وبالتالي احتلال مساحات واسعة من أراضيها، وتدمير معظم تلك الجيوش.

ولك أن تطلق عنان فكرك وتسأل كيف لذلك الجيش الصغير المكون من ميليشيات مسلحة والذي افرزه كيان مغتصب سرق أرض فلسطين رغما عن كل العرب المحيطين بها؟ كيف نجح وقتها في فرض إرادته على ملايين العرب؟ كيف نجح الجيش الصهيوني في تسجيل نصر سريع وسرقة مساحات جديدة من الأراضي؟ كيف فقدت مصر غزة (التي كانت تحت الإدارة العسكرية المصرية وقتها) وسيناء؟ وكيف فقدت سوريا هضبة الجولان وكيف فقدت الأردن الضفة الغربية (التي كانت تحت إدارتها) وبها المسجد الأقصى؟
بل لك أيضا أن تصدق أن هذه الحروب لم تكن سوى تمثيليات لتمكين إسرائيل ورسم صورة خرافية عن ذلك الجيش الذي لا يُقهر

والدليل على كلامي أنه إمعانا في ذل الشعوب وقتها، لم يكتف الجيش الصهيوني بذلك النصر الخرافي الذي حققه على جيوش دول كان أحد زعمائها يجعجع قبلها بأسبوع بأنه سيلقي دولتهم في البحر، تعمدت إسرائيل إظهار صور الأسرى المصريين في أوضاع مُذِلّة، وقتلوا بعضهم وبدلوا البعض الآخر بالبطيخ والشمام لكثرة أعداد الأسرى لديهم

فها هي المقاومة التي انتصرت للمسلمين يخرج معظمها من غزة

تلك المدينة الصغيرة التي انتزعتها عصابات الصهاينة من تحت الإدارة العسكرية المصرية قبل أن يتجه إلى سيناء سنة 1967

هي ذاتها نفس المدينة التي حركت العالم خلال الأسبوع الأخير من رمضان والأسبوع الذي تلاه على قدم وساق يشاهدون تلك الحرب التي انتصرت فيها المقاومة

هي نفس المدينة التي لم يستطع الجيش الصهيوني اختراقها سنة 2014

هي نفس المدينة التي كان أطفالها يقاومون العدو الصهيوني بالحجارة منذ عدة سنوات لتصبح بعد عدة سنوات تقاوم العدو بصواريخ يصل مداها لمطار بن جوريون


البلد التي تآمر عليها الجميع والمدينة الصغيرة التي حاصرها العدو الصهيوني وصهاينة العرب هي هي نفس البلد التي لقنت العدو درسا لن ينساه حتى لو كانت النتيجة النهائية هي إجبار الأخوة الفلسطينيين في غزة على النزوح وإجبار الجميع على القبول بحل الدولتين التي تسعى له أمريكا

حتى لو كانت هذه هي المحصلة النهائية وهي إجبار الفلسطينيين على قبول حل الدولتين أعتقد أن المقاومة في معركتها الأخيرة استطاعت أن تقول أن هذا الحل يجب أن يكون بشروط الفلسطينيين وليس بشروط أمريكا واسرائيل (رغم أن هذا الحل مرفوض أصلا مني ومن كل مسلم حر)

تلك المدينة التي انجبت هؤلاء الرجال الذين أذلوا ذلك الجيش الصهيوني (بغض النظر عن رأيي في علاقة قيادة المقاومة بالمجرمة إيران أو فتح أبواب غزة على مصراعيها لاستقبال السيسي مندوب الاحتلال الصهيوني) تقلب المعادلة وتجعل العالم كله ينظر للقضية الفلسطينية بعين جديدة .

ولكن ماذا بعد؟

ماذا بعد عجرفة العدو التي كُسرت على أبواب غزة؟

ماذا بعد وقف إطلاق النار الذي كان لصالح نتن ياهو قولا واحداً؟

ماذا بعد تصريح المجرمة إيران قاتلة المسلمين في العراق وسوريا أنها من قامت بتسليح المقاومة وإصرارها على التصريح بهذا أياً كانت أهدافها؟

وماذا بعد نجاح امريكا واسرائيل في زرع خادم نتن ياهو المخلص السيسي وشركات إعماره في عقر دار المقاومة؟

بل وماذا بعد خروج اسماعيل هنية ليصرح علانية أن لإيران الفضل في انتصار المقاومة؟

وماذا بعد شكر قادة المقاومة العميل السيسي على مشروع إعادة إعمار غزة؟

أقول إجابة على كل هذه الأسئلة


بداية لن تستطيع عصابة الاحتلال إجبار الفلسطينيين على النزوح من غزة بعد أن شاهد الفلسطينيين أنفسهم تلك المعركة الشرسة التي خاضها الشباب الفلسطيني في غزة وفي داخل فلسطين المحتلة

أما موضوع علاقة المقاومة بالمجرمة إيران فأيا كانت الأسباب التي دفعت حماس لتلك العلاقة الآثمة فلن أستطيع أن أخون شباب المقاومة المليء بالحماس والرغبة في جهاد أعداء الله ولكني في نفس الوقت انتقدهم في السماح لبلد قتل ملايين المسلمين في العراق وسوريا باختراق صفوف المسلمين ومنحها صك الدفاع عن أراضي المسلمين المقدسة وغسل أيديها القذرة الملوثة بدماء المسلمين، وهذا هو سبب تباهي إيران بتسليح المقاومة، أنها تريد غسل أيديها وسمعتها القذرة من الجرائم التي قامت بها ضد المسلمين

أما سماح المقاومة بدخول خادم الصهاينة السيسي على الخط وعلى الرغم من خطورة الخطوة على غزة (وضحت رأيي في عدة مقالات من قبل) ولكن لو لم يكن هناك مكسب من وراء هذه الخطوة سوى تغيير صورة المقاومة في إعلام العسكر وبيان كذبهم ونفاقهم لكفى، فالمقاومة بقبولهم تدخل مصر بعد أعوام من حصارها يضرب دعاية أنفق عليها الانقلاب نفسه ملايين الدولارات

وأيا كانت أسباب المقاومة في قبول مصر ففي رأيي الشخص أي إجراء تقوم به المقاومة لتخفيف الحصار على أهلنا في غزة سندعمه، ولكن سيبقى لنا دور في تحذيرهم من ألاعيب العسكر ومخابراته في اختراق المقاومة وزرع أجهزة مراقبة لصالح العدو ليسهل اصطيادهم فيما بعد

كلمتي الأخيرة لأخواني في فلسطين الحرة أن عليهم ألا يتوقفوا لحظة عن المقاومة والحراك فمفتاح تحرير فلسطين لن يخرج إلا من داخل تلك الأرض المقدسة

عليكم الوقوف بشدة لكل إجراءات تهويد القدس التي يقوم بها العدو

لا تضيعوا لحظات الفخر التي عاشها المسلمون خلال الأسبوعين الأخيرين في مفاوضات وتحركات سياسية، لأن هذا هو ما يريده الكيان المحتل

مقاومتكم هي سلاحكم الوحيد للتحرر من العدو الصهيوني، وكلي يقين أنه أمل بات قريبا وأن ذلك الكيان الغاصب لن يستمر طويلا ولكن قبل أن نشهد سقوطه سنشهد بمشيئة الله سقوط تلك الأنظمة العميلة التي لولاها ما كان هذا الخنجر المسموم الذي زُرع في خاصرة الأمة