آيات عرابي تكتب| ماكينات الإلهاء المخابراتية!

من يعتقد أن المخابرات الأمريكية والدولة العميقة (اللوبي الصـ هيـ وني) لا تمارس ألاعيب الإلهاء وأخبار قياس أو تحريك الرأي العام الأمريكي فهو واهم بل أن المخابرات الأمريكية هي من تصدر الإلهاء والأخبار المصنعة داخل معاملها لبلداننا المنكوبة

هناك واقعة شهيرة جدا كتبت عنها من قبل وهي عملية الببغاء التي كشف الكونجرس الأمريكي عن وقائعها عام 1975 وكانت فضيحة كبرى للمخابرات الأمريكية التي اتضح من خلال جلسة الاستماع أن المخابرات الامريكية توزع الأخبار المطبوخة في معاملها على القنوات والصحف الأمريكية، للتأثير على الرأي العام، بل أن السيناتور (فرانك تشيرتش) ومن خلال التحقيقات كشف أن المخابرات الأمريكية تدفع رواتب شهرية لموظفينها في الإعلام (نظام أحمد موسى وعمرو أديب)

وكانت فضيحة انتهت بطرد مدير المخابرات الأمريكية وتعيين جورج بوش الأب مديراً للسي آي إيه

وعملية الببغاء كانت أطول عملية سيطرة على الرأي العام في أمريكا والعالم واستمرت منذ عام 1950 وانفضحت سنة 1975 … هكذا يقولون لكن الواقع يقول أن عملية الببغاء و تحكم المخابرات الامريكية والحكومة العميقة في كل ما يعرض على شاشات التليفزيون أو ينشر في الصحف مستمر حتى يومنا هذا وعلى نطاق أوسع من ذي قبل

عملية الببغاء كانت تهدف إلى صناعة المواطن الأمريكي الببغاء الذي يردد ببلاهة كل ما تريده السي آي ايه بدون تفكير نفس ما يحدث في بلادنا المنكوبة، لكن الفرق الوحيد أن طريقة تناول الأخبار نفسها في أجهزة إعلام العسكر وخبرائهم الاستراتيجيين تصنع من سكان دويلات سايكس بيكو المواطن البطيخة

عملية الببغاء هذه استمرت من 1951 حتى 1976

25 سنة والمخابرات الأمريكية توزع على الشعب الأمريكي أخبارا مزورة ومطبوخة في معاملها ولذلك حين حدثت عملية اقتحام الكونجرس الأمريكي الأخيرة ومن خلال متابعتي للإعلام الأمريكي استطعت تكوين وجهة نظر عن تناول الإعلام الأمريكي للحدث أنه ضمن مخطط (لإعادة هيكلة العالم) وتأسيس نظام عالمي جديد كنت تحدثت عنه منذ فترة حين تحدثت عن خدعة كورونا

فالمؤسسات الصـ هيونية الكبرى هي من تصنع الأحداث وهي من تدير المخابرات وهي من تعد الأخبار في معاملها وهذه الأخبار نتنقل من الصحف الأمريكية إلى صحف دويلات مستعمرات سايكس بيكو لينطلق المحللون الاستراتيجيون ليحللوا الخبر الذي جاء في السي ان ان او في فوكس نيوز أو الواشنطن بوست وتستمر دورة الفضلات المطبوخة أصلا في السي آي إيه

بل ان السي آي إيه وحسب التحقيقات التي أشرت لها في بداية مقالي كان لها موظفيها الذين يعملون في صحف أوروبية وبالتالي تنتشر هذه الأخبار في دويلاتنا المنكوبة بشكل أسرع ومن أكثر من مصدر

ليس هذا فقط بل إن المخابرات في دولنا التي تحتلها أمريكا ويحتلها العدو الصهـ يوني بواسطة الحكام العملاء قامت بتعميم التجربة وبالتالي لا يستطيع مقدم أي برنامج سياسي أو توك شو في إعلام دول ودويلات سايكس بيكو مخاطبة الجماهير إلا من خلال سكربت مطبوخ في معامل مخابرات دويلاتنا المنكوبة يتحدث بلسانهم وينقل للمشاهدين ما تود المخابرات من المواطن البطيخة ترديده والاقتناع به

عالم موازي كامل يعيش فيه البعض (ماتريكس)

أتذكر أنني حين كنت أقوم بالتعليق على الأخبار الأمريكية ضمن برنامج على قناة الجزيرة مباشر، كنت أتوخى الحذر في نوعية الأخبار التي أنتقيها وكنت أشرح للناس الأخبار الكاذبة والهدف من نشرها وأحيانا كنت اكشف من خلال تحليلي للخبر ان مراسلة الصحيفة الأمريكية أو المحرر يتعمد نشر خبر ما بطريقة مضللة ويكون الهدف أن يصل هذا الخبر إلى الإعلام العربي لتبدأ ماكينات الهري الإعلامي في تحليل الخبر

ولذلك مهم جدا حين نتناول أي خبر أن تعلم الجهة التي نشرت الخبر والصحفي أو المراسل الذي كتب الخبر أو التقرير، ومهم أيضا أن تعلم أن منظومة الإعلام في أمريكا وأوروبا تحت سيطرة صهيونية كاملة

سيطرة لا تسمح للشخص العادي الذي لا يستوعب الاعيب الإلهاء بسماع أي خبر بعيدا عن رغبات ومخططات الأخ الأكبر

المشاهد سواء الأمريكي أو العربي لا يملك من أمر نفسه شيء

الشركات الصهيونية العملاقة هي من تمتلك الإعلام الأمريكي سواء قنوات أو صحف أو حتى مواقع إخبارية وهذه الشركات تابعة للوبي الصهيوني !

حتى مواقع التواصل الاجتماعي مملوكة للمؤسسات المالية الصهيونية الكبرى وعلى سبيل المثال فيسبوك مملوك لمارك زوكربيرج ولكنه مجرد واجهة فقط وفيسبوك الآن يملك انستجرام ويملك مؤخراً واتساب

وموقع جوجل الذي يتحكم في كل معلوماتك وبياناتك ويعلم عنك ما لا تعلمه حتى أنت عن نفسك أسسه يهوديان (سيرجي برين ولاري بيج) ومعروف أن جوجل هي من تملك يوتيوب، ونفس الشئ ينطبق على موقع ويكيبيديا وموقع ياهو

لا يوجد شيء اسمه صدفة إلا عند الأغبياء

حتى بداية ظهور مواقع التواصل الاجتماعي قبيل بدء موجات ثورات الربيع العربي كان مقصوداً تماما

بل أن المخطط كان لاستخدام هذه المواقع لتكون منابر بديلة عن القنوات والصحف الرسمية في وقت الثورات ولذلك كان من الطبيعي ان تبدأ هذه المواقع في تبريد الثورات وعمل عكس ما فعلت في بدايات الثورات لإعادة الصورة على ما كانت عليه، فعلى سبيل المثال، الجهود التي يبذلها الفيسبوك في المرحلة الحالية لإحكام قبضات الحكومات العميلة على الشعوب المسلمة تثبت صحة ما أقول

فهناك رغبة كبيرة الآن من صانعي هذه المواقع لغلق كل الطرق أمام حرية التعبير عن الرأي لغلق أي منفذ أمام الشعوب للقيام بثورة حقيقية على الأنظمة العميلة

الفيسبوك مثلا قام خلال السنوات الخمس الأخيرة بإغلاق عدة صفحات فلسطينية من بينها صفحات مراسلين وإعلاميين فلسطينيين حتى لا تصل أخبار ما يحدث على أرض فلسطين ، وكذلك فعل الفيسبوك في كل صفحات الصحفيين والمحللين السياسيين الذين يوضحون للناس مخطط تدمير الدول الإسلامية من بينها صفحتي العامة الرئيسية الموثقة والتي وصل عدد متابعيها إلى حوالي مليون وأربعمائة ألف ثم حذف صفحتي الثانية لاعتقادهم أن صفحاتنا تعمل على كشف الحقائق المرعبة التي لا يجب أن تنشر للعوام (من وجهة نظر اللوبي الصـ هيوني الذي يحكم العالم)

هناك حرب حقيقية علينا الهدف منها تمرير المخططات العالمية ولذلك مهم جدا أن يكون لدينا مواقع بديلة بعيدا عن إعلام الأخ الأكبر

آيات_عرابي