آيات عرابي تكتب |مخرج الانتخابات و مشهد عم أحمد

هناك وظيفة في مصر اسمها (مخرج الانتخابات) ولكنها وظيفة لا تأخذ حقها من الاهتمام ولا ينال اصحابها التقدير اللازم, وينتج عن هذا تدني مستمر في المستوى الفني لاخراج الانتخابات وهي وظيفة مثل المسحراتي تظهر في مواسم الاستفتاءات والانتخابات هذه الوظيفة تدهورت كثيرا بعد الانقلاب العسكري واصبحت المشاهد قص ولصق بدون ابداع

مستوى مخرجي الانتخابات اصبح متدنيا بشكل لافت ولا يبذلون اي مجهود فموضوع عم احمد الذي يقوم من فوق الكرسي المتحرك مع ذلك الحنان الشرطي, تكرر في انتخابات العسكر الماضية. ويلاحظ تدني المستوى الفني للاخراج في مشهد السيدة التي تجلس على كرسي متحرك ثم تنسى دور القعيدة لتقوم باداء وصلة رقص بمجرد ما شاهدت النسوة يرقصن.

هناك مشاهد نسوها في استفتاء العسكر هذه المرة وهي مشهد الراقصة التي تتوب وقت الاعلان عن الاستفتاء ومن خلفها تدوي موسيقى (الرضا والنور) السخيفة وفتيات يرقصن بشراشف بيضاء للايحاء بالورع العسكري كما في فيلم رابعة العدوية الذي مثلته الراقصة السابقة نبيلة عبيد مشاهد أخرى اغفلها مخرج الانتخابات مثل مشهد المقهى, مشهد المقهى من اهم مشاهد التفاعل الشعبي, كيف ينساه المخرج ؟ ولمن لا يذكر هو المشهد الذي تراه قص ولصق في تلك الافلام السخيفة التي انتجت عن تمثيلية اكتوبر, حين يسمع عبد المنعم ابراهيم البيان رقم (1) من المذياع مع رواد القهوة وتتعالى صيحات الاستحسان .. لماذا لم ينتجوا مشهدا للمقهى وهو يتابع اخبار استفتاء العسكر ورواد المقهى يسألون بعضهم البعض هل شاركت وانت هل شاركت ؟ مشهد آخر للتبرع بالدماء كان يجب الا يغيب عن خاطر المخرج, مشهد التبرع بالدماء كان ضروريا وكان يمكن بثه كفواصل مع أغنية قديمة لأم كلثوم مشاهد كهذه لم يكن من المفروض ان تغيب عن ذهن مخرجي الانتخابات لولا ضعف مستواهم الفني

مشهد الزغاريد كان ضروريا للغاية وحبذا لو كان صوت حكيم بكل سوقيته يدوي في الخلفية وهو يتراقص بالعصا على طريقة (ابن الحارة) والجموع تحمل صورة للسيسي (بدون مكياج او احمر شفاة) مع صوت بعض الكلمات المأثورة للشاويش السيسي ممنتجة بطريقة جيدة, تدوي في خلفية المشهد (السواريخ البلاستيكية – النص رغيف – الفكة – ليت مي توك باي ارابيك بليز – تحيا ماسر) ويمكن اضافة مشهد لقرد يرقص في الخلفية على انغام كلمات حكيم والسيسي واخيرا كان لابد من اخراج مشهد يركض فيه (أولاد البلد) خلف مجموعة من الاشخاص دعوا للمقاطعة مع نغمات اغنية نعيمة عاكف في فيلم لهاليبو (واللي يخون العيش والملح)

مشاهد الراقصات امام اللجان لم تكن كافية هذه السنة وكان يجب ان تنزل انتصار بنفسها لترقص امام اللجان وكان يجب على المخرج تعديل مكياجها قليلا ليناسب الحدث وكان على مصممة الملابس الخاصة بها ان تتخلى عن فكرة مفارش السفرة او اطقم الانتريه التي تحرص انتصار على ارتداءها, لترتدي شيئا (أوريجينال) أكثر مثل حصيرة بها بعض الرقع للايحاء بالالتحام الشعبي مع كل طبقات الشعب ونظرا لهذا الضعف الشديد في المستوى الفني والتكرار الممل قترح انشاء معهد لمخرجي الانتخابات للاعداد لأي انتخابات قادمة كما اقترح انشاء نقابة لمخرجي الانتخابات المهم انه لو كان عم احمد مقعدا حقيقياً لا يمثل, فإن المجهود الذي بذله في مشهد كهذا حتى لو تلقى عليه مائة جنيه, كفيل بارساله الى المستشفى