آيات عرابي تكتب |مسيلمة وشهادات استثمار القطب الشمالي !

 

كان مسيلمة الكذاب حين ادعى النبوة حالة من النحس الكوميدي المستمر، وبغض النظر عن التخاريف التي كان يدعي أنها وحي من نوعية (الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل)، فقد كان نحسا ودنسا يمشي على قدمين، ففي كتاب البداية والنهاية لابن كثير، تقرأ أنه دعا لرجل أصابه وجع في عينه، فعمي وفقد بصره. وسقى بوضوئه نخلة فيبست، وجيء له بطفلين ليباركهما، فمسح على رأسيهما فقرع رأس أحدهما وزال شعره ولثغ لسان الآخر. 

يمكنك دون أن تجهد نفسك بالعودة إلى كتاب البداية والنهاية لابن كثير أن ترصد صورة للنحس المثالي يتوارى نحس مسيلمة خجلا إلى جوارها. 

فقط عليك أن تطالع الصحف وقت زيارات شاويش الانقلاب الخارجية، فعندما ذهب ليقدم العزاء في ملك السعودية السابق عبد الله، انقطع التيار الكهربائي عندما حط بقدميه في قاعة العزاء وهو حدث غير مسبوق. 

تراه يجر ذيلا خفيا من النحس والمصائب أينما حل، ففي أول زيارة له لروسيا عندما أهداه بوتين جاكت أحد حراسه، سقط قمر صناعي روسي من مداره وخرجت 38 عربة قطار فحم عن مسارها، وتعطلت حركة القطارات عدة ساعات، وخسر فريق هوكي الجليد الروسي أمام فنلندا وطلق بوتين زوجته بعد زواج دام 30 عاما، بل وخسر بوتين حليفه في أوكرانيا بعد أن قامت ضده الثورة.

وعند زيارته للسعودية غرقت سفينة شحن عملاقة كانت تحمل على متنها 1400 سيارة سعودية فارهة، وبلغت الخسائر 700 مليون ريال سعودي.

زار الإمارات فاندلعت الحرائق في إحدى البنايات في الشارقة والتهمت 14 سيارة. 

وفي أثناء زيارته الأخيرة لروسيا اندلعت عدة حرائق في غابات روسيا، واندفعت الطائرات الروسية لإطفائها ولإلقاء المواد المانعة للحريق لمنع امتداد الحرائق لمناطق أخرى. 

عندما حط بقدميه في روما، أعلنت إيطاليا أول حالة إصابة بالإيبولا. 

ما ذكرته هو مجرد أمثلة موثقة إخباريا. 

أما أكبر إنجازات الشاويش في هذا المجال، فكان في اليوم التالي لافتتاح ترعة أم أنور، حين غرقت الكراكة بركات، وبعدها بأيام اندلع حريق هائل في إحدى سفن البضائع في ميناء بورتوفيق بالسويس. 

وسط حالة السعار الإعلامي التي أُريد لها أن تكون تتويجا لمرحلة جديدة من الكفتة، يتم فيها الاحتفاء بحفر 35 كيلومترا لا تفيد في شيء، وتصويرها للغلابة والبسطاء على أنها فتح جديد في عالم التجارة وهدية ماسر (كما ينطقها) للعالم والمشروع الذي سيدر 100 مليار دولار سنويا، والتغطية على جريمة النصب، التي ارتكبتها عصابة الانقلاب حين طالبت بالتبرع لما سمي (شهادات استثمار قناة السويس)، حتى جمعوا من الشركات والأفراد 60 مليارا من الجنيهات، تم التكتم على خبر خط السكك الحديدية الرابط بين الصين وإسبانيا، الذي يخصم من أهمية قناة السويس أصلا، فضلا عن مشروع الترعة البالغ طولها 35 كيلومترا.

ومع كل هذه الوقائع، تجد المواطن المؤيد للانقلاب يتعامل مع الأمر بشيء من السذاجة التي تذكرك بشخصية (مبروك أبو مبروك) في فيلم العتبة الخضرا، التي أداها إسماعيل ياسين، ففي المشهد الأخير من الفيلم يبدي أحمد مظهر في أثناء القبض عليه استعداده ليبيع لمبروك القطار، بعدما باع له العتبة الخضرا، فتتهلل أسارير مبروك ويثني عليه. 

الخبر الذي نشرته جميع الصحف بالأمس عن الطريق البحري الجديد الذي يربط آسيا بأوروبا عن طريق القطب الشمالي، الذي سينهي أهمية قناة السويس حيث تقطع السفن الرحلة خلال 33 يوما، بينما تحتاج إلى 48 يوما لعبور قناة السويس، يعني أن ذلك النحس فوق العادة قد طال حتى قناة السويس منذ أن مر بجانبها. 

فقناة السويس التي تعتبر جسما شق بدن الوطن إلى جزأين، ستفقد حتى أهميتها التجارية بفضل زيارة شاويش الانقلاب والخراب المستعجل الذي يحمله. 

ولن أندهش كثيرا أن دعت عصابة الانقلاب (الماسريين) للتبرع لحفر قناة جديدة على الناشف في القطب الشمالي، عن طريق شهادات استثمار القطب الشمالي، كما لن أندهش أبدا إن استجاب البعض لهذه الكوميديا.