آيات عرابي تكتب| معركة التهجد .. لجان الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف


صورة لثلاث من مشايخ وزارة الأوقاف المصرائيلية، يقفون وخلفهم يبدو المسجد مغلقاً وقد علت وجوههم ابتسامة المنتصرين بعد أن أدوا مهمتهم بنجاح

بيت الله المغلق الذي أغلقت أبوابه في وجه المصلين بدا حزينا غاضبا ينظر بذهول لهؤلاء المشايخ الذين يرتدون عباءة الإسلام زورا وبهتانا وهم يقومون بجولات تفتيشية كما لو كانوا يعملون لدى محاكم التفتيش الأوروبية بعد سقوط الأندلس

علامات السرور الشيطاني ارتسمت على وجوه الغربان المتشحين بالزي الأزهري الأسود، بدت على وجوههم لذة إبليسية، وهم يمنون أنفسهم بمكافأة أو علاوة، أو ربما منصب جديد قد يمن عليهم به المخبر مختار جمعة الذي لا يترك مناسبة إلا ويثبت أنه صـ هـ يوني مثل السيسي الذي أثبت أنه أكثر صـ هـ يونية من نتن ياهو وبينيت(فهذا الإعتداء الصارخ على ثوابت الدين يجعل الخطوة القادمة على الأجندة الانقلابية هي إلغاء الصلاة في المساجد يوم الجمعة والتلصص على المواطنين يوم الجمعة للتأكد من عدم مخالفة الأوامر)

بعيدا عن المسجد وقف هؤلاء الشيوخ يلتفتون يمينا ويساراً ليتأكدوا أنه لا يوجد من يستمع لحديثهم
بعد أن شعروا أنه لا يوجد أحد من المسلمين في الشارع، التقت أحدهما هاتفه المحمول وتحدث بلهجة جادة جدا
تمام يا افندم، لقد قمنا بجولة تفتيشية على كل مساجد المنطقة

على الطرف الآخر من المكالمة اللواء عبد الفتاح: وهل كانت المساجد فاضية أم كانت هناك مخالفات

رد أحد المشايخ والسرور يعتلي نبرة صوته في بداية الكلام: خاوية يا افندم .. ولكن!

اللواء على الخط الآخر : ولكن ايه قلقتني .. الراجل الكبير مش عاوز يشوف جنس مسلم يجرؤ يخطي المساجد أو يصلي انت فاهم ولا لا

الشيخ على استحياء: ضبطنا حالتين واحد تلبس تهجد والتاني شروع في اعتكاف

اللواء عبد الفتاح: وبعدين بقى في الناس مفيش فايدة فيهم هو لازم نحرق لهم المساجد أو نهدها عشان نقعدهم في بيوتهم ولا إيه

الشيخ: اللي تؤمر بيه يا افندم
( الشيخ محدثاً أحد زملائه) لقد أدينا مهمتنا بنجاح وآن الآوان أن نحصل على مكافأة سخية نظير هذه الخدمات ( فعلا خدمات لم يكن يحلم بها إبليس نفسه )

على الجانب الآخر وفي غرفة العمليات صوت جنرال يرتدي الزي العسكري يهتف الله أكبر: لجنة المشايخ حققت الهدف يا فندم واستطعنا الانتصار على المسلمين وألزمناهم بيوتهم وتم القبض عن شخصين واحد شروع في اعتكاف والتاني تلبس تهجد

حالة من السرور سيطرت على الجميع في غرفة العمليات.

أحد الجنرالات يتحدث بجدية وبصوت خشن: تمام لا بد من استخدام القوة والضرب بيد من حديد ضد أي مخالف
في غرفة العمليات، الجميع يراقب المساجد، فجأة يصرخ أحد الضباط

هناك أحد المساجد يفتح أبوابه أمام المصلين وهناك شبهة وجود عدد كبير لأداء صلاة التهجد ويبدو أن هناك نية مبيتة للاعتكاف في ليلة القدر يافندم

يرد عليه جنرال آخر: الأوامر واضحة وصريحة يافندم

لابد من اقتحام المساجد المخالفة والضرب بيد من حديد

التعليمات من القيادة الكبرى إن أهم شيء ان احنا نسكت أصوات المساجد.

وكيف لا، إذا كان المشهد الذي ارتبط في أذهان الجميع عن شاويش الانقلاب هو صورته وهو يمسك بنظارة الميدان، ويشاهد الضباط وهم يمسكون بأسلحتهم ويصوبونها إلى ماكيت المسجد، ومن وراءه مجموعة من الجنرالات فخورين بدفعة الضباط الذين لا يبالون وهم يطلقون النار على ماكيت المسجد، هذا هو الجيل الجديد الذي سيستلم الراية بعد السيسي، انه بحق جيل شرفاء الجيش المـ صـ رائيلي

هذا هو الجيل الذي سيستكمل الحرب على الإسلام التي بدأها المقبور محمد علي والتي استكملها المقبور عبد الناصر ومن بعده الممثل السادات ثم الكنز الاستراتيجي للصـ هـ اينة والذي كان يتمنى تحويل المساجد إلى ديسكوهات ولم يمنعه إلا الخوف من ثورة الشعب

الشعب الذي شنوا عليه حرباً ضروس استهدفت عقيدته

حرب من طرف واحد على شعب نجحوا في غسل أدمغته

شعب حاربوا عقيدته على مدار عقود ولم يحرك ساكنا

شعب ولوا عليه مجموعة من الكفار أعداء الدين ومع ذلك لم ينتبه إلى أن كل هذه الحرب لم تكن تستهدف سوى عقيدته لإبعاده عن تعاليم دينه، حتى صار الإسلام لديه مجرد مظاهر فلكلورية، لا يعلم منها سوى ما يمليه عليه أمثال هؤلاء المشايخ الذين أرسلتهم الأوقاف للتأكد أن الشعب استجاب لهرتلات وزير أوقاف بني صـ هـ يون أمام شعب أعزل لم يملك سوى تغريدات وترندات تعبر عن غضبهم المكبوت

العجيب أن بعض المشايخ أخذتهم الحماسة، فتجدهم فخورين بمهمتهم النجسة ويلتقطون الصور ويقومون بتسجيل مهمتهم التاريخية في البحث عن مسلمين يؤدون الصلاة في المساجد

تذكرت وأنا أشاهد هذه الصور التي لا يمكن أن تحدث في بلد إسلامي، تلك المشاهد البغيضة التي انتشرت في الأندلس عقب سقوطها، وكيف كان المسلمون في الأندلس يمارسون شعائر دينهم في خلسة، ثم دار في ذهني نفس المشهد وكيف أنه يحدث الآن في بلد الغالبية العظمى من سكانه مسلمين

فالسيسي وعصابة الأوقاف يمنعون المسلمين من أداء صلاة التهجد والاعتكاف في المساجد، بل ويمنعون حتى صلاة العيد في الأماكن المفتوحة ويمنعون التكبيرات لأكثر من ٧ دقائق وممنوع فتح المساجد قبل وبعد صلاة العيد، الأمر الذي جعلني أشكر الله عز وجل على نعمة وجودي خارج مصر

هذه الحالة التي تعيشها مصر الآن لن يفلح معها أي علاج سوى فتح اسلامي جديد

لن يفلح معها إلا ثورة شاملة تقتلع العسكر من جذورهم وتقتلع مؤسساتهم المجرمة

وهنا يجب على الجميع أن يتحولوا إلى جنود لدينهم .. وأن يدركوا أنهم يقفون في وجه عدو يحارب الدين ويستهدف ثوابت الإسلام

ثوروا يرحمكم الله

** ملحوظة** جملة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف مقتبسة من تعليقات بعض الاصدقاء والمتابعين

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ


#آيات_عرابي