آيات عرابي تكتب | من يمتلك الإعلام يحتكر العقل !

 

في البداية وبعد أن صنعوا لك حدوداً مادية قيدوك بها

صنعوا حدوداً غير مرئية لعقلك وقيدوه بها

قزموا قدرة عقلك على التحليق

في البداية دقوا أوتاداً في الأرض, ثبتوا بها حبالاً ربطوا بعقلك

ربطوك بالمصرية والوطنية والقومية

ردد كل يوم, الجيش يحمي الحدود لمدة عشر سنوات

سينشأ جيل يعتقد أن ذلك الجيش المصرائيلي المهزوم, وكيل الكيان الصهيوني, هو حقاً جيش وأنه يحمي تلك الحدود وان تلك الحدود مقدسة

ثلاث مفاهيم مسمومة في جملة واحدة

ثلاث اكاذيب في جملة واحدة وكل منها تسند أختها

(الجيش الوطني – الحدود مقدسة – الجيش يحمي الحدود)

ويتطلب الأمر عقلاً قادراً على التحليق لنسف تلك الأكاذيب

فذلك الجيش الصهيوني الذي انشأه البريطانيون, لم يفعل سوى تسليم الأمة على طبق من ذهب لأعداءها ثم وقف يحمي حدود الكيان الصهيوني ويدافع عنه ضدك أنت !

وتلك الحدود صنعها عدة ضباط في وزارات المستعمرات من بريطانيا وفرنسا

تماما كالقبائل البدائية التي هبطت على جزيرتها طائرة, فقدست الطائرة وظلت ترقص حولها واعتبرتها رمزاً سماوياً

أنت الآن ترتدي ريشاً على رأسك وترقص حول صنم الحدود وحول صنم الانتماء للوطن المزعوم وحول صنم الجيش المصرائيلي

ثم بعد ذلك يملك الإعلام أن يقزم انتماءك لتلك المعبودات الصنمية إلى أصنام أصغر حجماً

فربطك بالحاكم وادخل في روعك أنه نصف إله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

واصبح الحاكم عندك هو مصر

في البداية نزع من عقلك فكرة الانتماء للدين وثبت فكرة الانتماء لمصر !!

مصر التي تتغيير حدودها كفطيرة لم تنضج بعد

مصر التي كانت مصر والسودان والحبشة ثم مصر والسودان ثم مصر وغزة ثم مصر بدون سيناء (وهاهم العسكر يمهدون الطريق لدويلة نصرانية)

ورقصت أنت حول صنم مصر

ثم رقصت حول صنم الزعيم الوهمي الذي يمثل مصر

ثم تحت ذلك كسروا لك انتماءك إلى انتماء لفريق كرة قدم

وفي كل مرة تقع في الحفرة دون ان تنتبه

عليك أنت وحدك عبء كسر تلك الأصنام

الحرية الحقيقية لن تنالها الا إذا تحرر عقلك من كل تلك الأوهام