آيات عرابي تكتب |مورد الأنفار

 

الحدث الأكبر الذي يشير بتحولات كبرى في المنطقة كان استدعاء اجتماع بوتين مع بن زايد وعبد الله وشاويش الانقلاب في روسيا منذ يومين.

وقد يكون اجتماعه بعبد الله وبن زايد أمرا مفهوما، فحكام الإمارات لم يتظاهروا لحظة بدعم ثورات الشعوب ولا بذلوا جهدا لإخفاء اصرارهم على حماية سفاح سوريا بل وإيواء أخته ووالدته.
 
قد يكون مفهوما أيضا اجتماعه بعبد الله ملك الأردن الذي لم يحاول هو الآخر أن يخفي عداءه للإسلاميين بشكل عام وللإخوان المسلمين بشكل خاص، فوصفهم في حديث له مع مجلة “ذي اتلانتيك” بأنهم ذئاب في ثياب حملان، بل واتهمهم بأنهم طائفة ماسونية ولاءها لمرشدها.
 
كما لم يخف كراهيته للرئيس مرسي حيث وصفه في الحوار الصحفي نفسه بالسطحية.
 
بل وقالها صراحة “مهمتي هي منع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة”.

ويبدو أن صمود الثوار في سوريا ونجاحاتهم المتوالية في تحرير المدينة تلو الأخرى، وتقدمهم الذي حصر بشار في زاوية من سوريا لا تزيد مساحتها على 20% من مجموع مساحة البلاد، قد دق جرس إنذار لدى الغرب، فتحرير سوريا (الذي لا يبدو بعيد المنال) سيمثل خطرا كارثيا على الكيان الصهيوني، فسيصبح في مواجهة كيان جديد منتصر صقلته ثورة استمرت ما يزيد على السنوات الأربع، مع بقاء المقاومة الفلسطينية في غزة، شوكة في خاصرته.
 
سبق هذا بالطبع فشل كامل لجهود عرقلة الثورة السورية وتبريدها ومحاولة الالتفاف عليها، عن طريق عقد ما سمي باجتماع القاهرة والذي ضم وفدا من 100 شخصية وصفت بأنها “معارضة للنظام” والذي كان من نوادره أن أشاد أحد أعضاء الوفد المذكور بجيش بشار، وهو ما آثار سخط ثوار سوريا. 

“واللطيف أن هذا بالمناسبة يشبه ما يحدث في مصر عندما تتعالى أصوات العلمانيين المشاركين في الانقلاب، أمثال البرادعي في محاولة لركوب موجة الثورة مثل تصريحه الأخير الذي ينعي فيه من قتلوا على الرغم من أنه مسؤول سياسيا وجنائيا عن قتلهم وهو ما آثار موجة من السخرية والسخط تجاهه مجددا المطالبات بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى والقتل”. 

بعدما فشلت كل الجهود لم يعد أمام رعاة المجازر التي ترتكب يوميا في حق أهلنا في سوريا إلا أن يحشدوا كل امكاناتهم لقتال الشعب السوري.

الجديد في الأمر وجود شاويش الانقلاب في روسيا ونتائج الاجتماع الذي تلخص في جملة مطاطة كعادة البيانات السياسية.

“تكوين حلف إقليمي ضد الإرهاب” وهو ما بدا لي في الحقيقة مضحكا، فشاويش الانقلاب الذي لا يعرف أحد أين يقيم، والذي لا يتحرك إلا بحراسة كتائب من الجنود وبغطاء جوي كامل، والذي لم يستطع رغم جيشه الذي يدك سيناء ليل نهار بالمدافع والدبابات والطائرات أن يتجنب الإذلال اليومي المتمثل في الخسائر التي يلحقها مسلحو تنظيم ولاية سيناء بجيشه.

وهو من أحاط نفسه بحاجز زجاجي مضاد للرصاص في حفل للداخلية.

ذلك الشاويش الذي لا يستطيع حماية نفسه، أصبح طرفا فيما اسماه بوتين بالحلف ضد الإرهاب.
 
وليس لديّ أي تفسير سوى ما قلته يوم الثلاثاء الماضي على شاشة مصر الآن، وهو أن قواعد حزب الله تآكلت ولم تعد تكفي للوقوف في وجه الثورة في سوريا، فكان لابد من توفير أنفار رخيصة بدعم إماراتي وإيراني، ولن يجدوا أفضل من ذلك الشاويش متسول الشرعية ليزج بالأنفار الرخيصة في آتون الثورة السورية مقابل أموال حكومة الإمارات التي يبدو أنها تجد متعة ما في انفاق نقودها على محاربة المسلمين، وربما بأموال إيران بعد أن تم رفع الحظر عن أموالها بعد توصلها لاتفاق مع الولايات المتحدة.