آيات عرابي تكتب | هل تتمكن روسيا من نشر قواعد وسط ليبيا وعلى سواحلها؟

الإحتلال الروسي للمنطقة!!

أثار التدخل الصريح لروسيا في الحرب الدائرة الآن في ليبيا واحتلال مرتزقة “فاغنر” لبعض المناطق والموانئ النفطية الليبية في الجنوب الليبي عدة تساؤلات عن رغبة روسيا في إنشاء قواعد عسكرية وتمركزات لها في وسط وشمال شرق ليبيا!

وما إذا كانت روسيا تقوم بوضع مرتزقتها في ليبيا لاستغلال ورقة النفط لفرض حضورها في الساحة الملتهبة؟

فمرتزقة “فاغنر” الذين فروا من غرب ليبيا وفرح البعض وقت ما كنت أحذر بأن الانسحاب وراءه ما وراءه وأن توقف القتال والانصياع لطلبات الهدنة خطر لأن الهدنة فقط كانت لتمكين الدول المساندة لحفتر من إعادة تسليحه ودعمه ومن ثم القتال بشراسة فليبيا معركة مصيرية لمن هم خلف الإنقلابي حفتر

سيطرة روسيا من خلال مرتزقة فاغتر على حقل الشرارة النفطي يؤكد ان المعركة مصيرية بالنسبة لهم

وما فعلته روسيا مع بشار في سوريا تُمارس نفس الدور في ليبيا!!

روسيا هنا تعمل لحماية مصالحها التوسعية في ليبيا وفي منطقة شرق إفريقيا

وكما قلت عن أن الجيش المصري لن يستطيع دخول ليبيا برياً, روسيا أيضا لن تدخل معارك برية وإنما ستقوم بتعزيز موقف حلفائها(حفتر والسيسي) بالسلاح والخبرات المخابراتية واللوجستية وستدعم السيسي ليدخل الحرب بالوكالة عنها وبتمويل اماراتي كالعادة

المشكلة التي تواجه روسيا في ليبيا ولم تواجهها في سوريا هي الشرعية الدولية التي حصلت عليها تركيا بدعمها للسراج ولذلك ستختبئ روسيا مؤقتا خلف السيسي الذي خاطب القبائل في ليبيا ليحصل على شرعية التدخل العسكري

روسيا عندما تدخلت علنيا في سوريا تدخلت بحجة انها تدعم (حكومة شرعية حسب اتفاق آستانا) أما في ليبيا فالوضع مختلف فالحكومة الشرعية المعترف بها دوليا هي حكومة الوفاق ولذلك تلجأ روسيا الى البديل الشرعي وهو السيسي ( حسب تفكير روسيا) حيث حدوده المتاخمة لليبيا تجعل له الحق في الدفاع عن تلك الحدود في حالة شعوره بالخطر
فمنذ ظهور المجرم الانقلابي حفتر على الساحة في ليبيا وهو يتلقى الدعم الغير مباشر من روسيا وبتمويل إماراتي سعودي وما يجعل روسيا ان تظهر دعمها بهذا الشكل الفج في المرحلة الحالية هو حفاظها على مصالحها التوسعية في منطقة شمال افريقيا

ما لا يعلمه البعض ممن يتخيلون ان روسيا تطمع في اقامة قواعد ومرتكزات عسكرية أن روسيا بالفعل لديها العديد من القواعد العسكرية

في عام 2016 نشر موقع اخباري اسمه (بلدنا اليوم) الخبر التالي:

كشفت صحيفة “ازفيستيا” الروسية اليوم الاثنين، نقلا عن مصدر في الخارجية الروسية، ومقرب من وزارة الدفاع الروسية، إلى رغبة روسيا في استئجار قاعدة عسكرية لهم داخل مصر، بمدينة سيدي براني بمحافظة مطروح. واوضحت الصحيفة أن هذه القاعدة كانت ملكًا للروس عام 1972، لمراقبة السفن الأمريكية، ولكنهم خرجوا منها عقب تدهور العلاقات المصرية السوفيتية، في عهد أنور السادات، لافتة إلى أنه دارت محادثات بين مصر وروسيا حول تلك القاعدة، وأنها ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019 حال توصل الطرفان إلى اتفاق.

وأضاف المصدر أن هناك محادثات حول مشاركة روسيا في إعادة ترميم مواقع عسكرية مصرية في مدينة سيدي براني على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتجري تلك المفاوضات بنجاح، موضحا أن القاعدة التي تقع في مدينة سيدي براني سيتم استخدامها كقاعدة عسكرية جوية. ولفت المصدر إلى أنه في هذه المرحلة روسيا في حاجة إلى قاعدة عسكرية في منطقة شمال أفريقيا، تمكنها من حل المشاكل الجيوسياسية في حال ظهور تهديد جدي لاستقرار المنطقة.”

و هذا هو نفس الكلام الذي أكدته قناة روسيا اليوم في حينها

وهذا يعني ان روسيا بالفعل لها أكثر من قاعدة عسكرية في مصر بالقرب من حدود ليبيا لأن القاعدة موقعها سيدي براني بالقرب من مرسى مطروح وعلى الحدود مع ليبيا

لاحظ ان هذا الكلام تم نشره عام 2016 وكتبت عن هذه القاعدة تحليل وقدمته أيضا في بث مباشر عن أهمية هذه القاعدة لروسيا وعن مشروعاتها التوسعية في المنطقة

لكي تفهم الصورة كاملة أضف على هذا الخبر أخبار مثل “قوات روسية محمولة جواً تقوم بإنزال في صحراء مصر الغربية”

والخبر أيضا لم ينتبه اليه أحد في وقتها وكتبت عنه

الخبر كان عن مناورة للقوات الروسية في مصر على الحدود مع ليبيا كجزء من مناورة للتدريب على تدمير المجموعات (الارهابية) المسلحة وسيحضر المناورات مراقبون من 30 دولة

الحرب في ليبيا هامة جدا لروسيا من منطلق أطماعها الجيوسياسية الى جانب نقطة مهمة جدا ان روسيا مثلها مثل امريكا تعتبرها حرب دينية في الأساس

هناك محاولات الآن لدعم الإنقلابي حفتر بعد الفشل الذريع الذي مني به في الآونة الأخيرة وروسيا تقدم الدعم للمجرم حفتر في شكل أسلحة جوية ومضادات للطائرات بدعمها السيسي وكما قلت بأموال اماراتية

كل ما يهم روسيا وبالتالي مصر وتركيا أيضا هو المصالح البترولية والجيوسياسية المشتركة الى جانب هدف آخر لم ينتبه اليه البعض وهو القضاء على الجماعات المسلحة وتنظيم الدولة في ليبيا تماما مثل ما حدث في سوريا

ما يحدث في ليبيا وكما كررت من قبل هي حرب استنزاف طويلة الأجل ولن تنتهي الا بتحقيق الأهداف المرسومة من قبل الغرب