آيات عرابي تكتب| يعني إيه كلمة وطن؟


شاويش الانقلاب في كلمته بمناسبة مولد طنط سونيا ” 30 يونيو كانت أرقى صيحات التعبير عن أقوى الثوابت المصرية وأشدها رسوخا وأكثرها نبلا، وهي الانتماء للوطن والولاء للأرض”

وهي نفس الثوابت التي أحاربها وأقوم بهدمها منذ سنوات

كلمة السيسي باختصار حملت كل مكونات المخدرات الفكرية التي يسيطر بها العسكر على الشعب المصري وحملت أيضا خوف النظام في مصر من معركة الوعي التي تحاول هدم خدعة الوطن والحدود والتي هي من أهم ثوابت الماسونية

منذ سنوات وأنا أكتب عن المكونات المعنوية والحسية لهويات سايكس بيكو التي حلت محل الإسلام، وأحسب أن الله وفقني واستخدمت كل ما يمكنني من أفكار وأمثلة لدحض فكرة الوطنية شرعا وعقلا، وكيف أن الله خلق الأرض وما عليها وسخرها للإنسان ليستعين بذلك على عبادة الله وإقامة شرعه ومنابذة أعداء الله. حتى بلغ بي الحرص يوما أن استخدمت الملوخية كمثال على أن حب الأرض ومكان الولادة أمر شخصي لم يخلق الإنسان لفعله أو تركه والعيش والموت في سبيله، تماما مثلما يحب أو يكره الملوخية.

رغم كل ذلك لم أكن أطمع أن يزودني قزم الانقلاب بتلك الحجة البينة على دحض الهوية المصرية، وكأنما يقرأ مقالاتي وينسق معي! نعم كما قال، صدق وهو كذوب، فإن 30 سونيا وكل ما نتج عنها تمثل أفضل تعبير عن ثوابت الهوية المصرية التي اخترعها الاحتلال، بل وأشدها رسوخا تعبيد الناس للأرض والانتماء لها والموت والحياة والولاء والبراء على أساسها، بل ويتلخص كل ذلك في وثن الوطن وتقديس هؤلاء المرتزقة طواغيت الاحتلال له.

ومعنى الوطن باختصار هو أن تدفع من ضرائبك ثمن وسائل إعلام رسمية تبث في بيتك قداسات اعياد الميلاد والقيامة وبرامج الطعن فيما أنزل الله والعري والفواحش، الوطن أن تدفع من جيبك راتبا لقضاة يقتلونك باسم الوطن، قد يكون أحدهم بصمجي يسأل شيخا لماذا تصل على النبي صلى الله عليه وسلم في دروسك! أو آخر لا يعرف كيف ينطق بسم الله الرحمن الرحيم!

الوطن هو الانتماء لذلك السجن الكبير الذي يسمونه مصر، الوطن هو أن تعيش محبوسا في جلدك حتى تموت كمدا، الوطن أن يتنعم المرتزقة أمثال الجربوعة انتصار وزوجها شاويش الانقلاب المجرم وكلابهم الصغيرة بمالك وثروات مصر بينما لا تجد أنت ما تعالج به ولدك، الوطن أن تركب قطارات الموت أو تطرد من بيتك، الوطن أن ترضى بكل ذلك وتبتلعه ثم تحبس عليه بكوب من ماء المجاري وأنت تسبح بحمد الوطن.

وكأن الوطن إله يحمد على السراء والضراء، (وما تقولش ايه اديتنا مصر وقول هتدى ايه لمصر)

لقد استبدلوا عبادة الله وأوامره في منابذة أعداء الله وتحكيم شرعه وإعطاء كل ذي حق حقه، إستبدلوا كل ذلك بعبادة الوطنية والوطن الذي يحيون شر حياة في سبيله ويموتون شر ميتة في سبيله.

تركوا أوامر إله يجعل حرمة دمائهم أشد من حرمة بيته الحرام وعبدوا الوطن الذي أضاع دينهم ودنياهم ولم يروا منه خيرا منذ صنعه الاحتلال، ألا يدرك هؤلاء أن مصر وسائر أكشاك سايكس بيكو صنعت في الأصل لتبدو كشبه دولة فاشلة.

لقد كان كفار قريش وسائر الأمم الوثنية يعبدون آلهة ملموسة لا تنفعهم ولا تضرهم، بينما يعبد الوطنيون أشياء لا وجود لها تفسد عليهم دنياهم قبل آخرتهم، وأنا أسألهم إن كانت الوطنية حقا شيئا يعظمونه، فهل عندكم إجابة لسؤال يعني إيه كلمة وطن أفضل من إجابة السيسي التي اعتبرت 30 سونيا وما نتج عنها أفضل تعبير عن الهوية المصرية والانتماء للأرض والوطن؟!