أهمية فضح أكذوبة أكتوبر

فضح كذبة أكتوبر ليس ترفاً وليس حديثاً عن ماضي لا يفيد !

كذبة أكتوبر هي أكذوبة محترفة مُضفرة بإحكام داخل العقل الجمعي المصري

كذبة أكتوبر كانت حجراً واحداً ضرب عدة عصافير في وقت واحد.

كذبة أكتوبر كانت أنبوب التنفس الصناعي الذي أنعش نظام العسكر بعد أن أوشك على التصدع والانهيار

كذبة أكتوبر كانت الحبل الذي مُدِّ لـ “اسرائيل” ليخرجها من العزلة ويكسوها بحلل الاعتراف

كذبة أكتوبر كانت الضربة التي أخرجت مصر من الصراع بكل قوتها السكانية

كذبة أكتوبر هي ضربة السوط التي استذلت الشعب حتى الآن وبنت (شرعية إنجاز) وهمية للعسكر

كذبة أكتوبر مثلها مثل النصر الذي صنعته بريطانيا للعميل أتاتورك ليتمكن من إلغاء الخلافة فيما بعد

كذبة أكتوبر هي التي رفعت أسعار النفط وثبتت الدولار بعد ان تهددت مكانته كعملة

كذبة أكتوبر هي التي مهدت لاعادة تدوير البترودولار واذلال الدول المستوردة للبترول وإثقالها بالديون حتى اللحظة (ومنها مصر)

كذبة أكتوبر كانت خدعة مدبرة مثلها مثل تسليم القدس وسيناء والجولان قبلها بست سنوات ومثل المقاطعة العربية المدبرة لمصر والتي كان عميل “اسرائيل” المدعو حافظ الأسد طرفاً فيها ومثل حرب العميل السادات ضد ليبيا بقيادة العميل القذافي لتوجيه بوصلة الصراع بعيداً عن “إسرائيل” ولخلق عدو جديد في اتجاه بعيد تماماً ومثل مقتل يوسف السباعي وفيلم اختطاف الطائرة في قبرص لشيطنة فلسطين وهي كلها حلقات من مسلسل كبير جرى إخراجه ببراعة ليُعرض على السكان المساكين لتمزيق البنية النفسية للمنطقة والبناء عليها لتحقيق خطوات محسوبة تقودنا إلى ما نحن فيه الآن وحتى قتل فيصل المدبر لصناعة أيقونة كاذبة من شخص رباه كيم فيلبي وكان متعاوناً مخلصاً مع الموساد ومع المخابرات البريطانية ومع الولايات المتحدة وكان طرفاً أساسياً في خدعة البترول التي اذلت المنطقة كلها وبعدما وافق على تحويل أرباح النفط (وهي أموال المسلمين وليست أمواله ولا أموال أهله) إلى أمريكا والاكتفاء بمصروف سنوي يحصل عليه آل سعود.

كذبة أكتوبر هي فرع شجرة تظنه أنت صغيراً ولكن ما ان تبدأ في جذبه بيدك حتى تكتشف انك تقتلع شجرة كبيرة من الأكاذيب الشيطانية المروعة

وتكتشف أنك تعيش في عالم من الوهم حيث كل شيء يُدار كصالة العرض وأنت مجرد متفرج

كذبة أكتوبر عميقة في أذهان بسطاء العقول لأنها تمنحهم نصراً لم يتم

ولأنها تثبت وهم الدولة العلمانية الحدودية البائسة ومؤسساتها وتثبت العشش والأكشاك التي بناها الاحتلال وعين عليها ملوك طوائف على أنقاض الخلافة وتوهم السذج بأن مخابراتها التي تشرف عليها السي آي إيه والتي قام رجال السي آي إيه باعادة هيكلتها سنة 1971, قادرة على خداع اسيادها أمريكا وإسرائيل”

كذبة أكتوبر مرتبطة بأكاذيب أخرى مثل محاولة الانقلاب السوفييتي على السادات سنة 1971 وهو ما قدمه السادات للشعب الغلبان على أنه صراع مع مراكز القوى بينما كان في الحقيقة صراعاً بين المخابرات الأمريكية والاسرائيلية ورجالها يمثلهم السادات وأشرف مروان والمخلوع مبارك من جهة, وبين المخابرات السوفييتية يمثلها علي صبري وسامي شرف وغيرهم من جهة أخرى

كذبة أكتوبر هي مؤامرة بدأت بانتصار منحوه للشعب مجروح الكرامة بخطى محسوبة أشرف عليها موشيه ديان وكيسنجر, ثم انتهت بهزيمة ساحقة تخطت أرقامها بكثير أرقام هزيمة 67.

كذبة أكتوبر مؤامرة شيطانية تحرك فيها الجنود والضباط بالأوامر غير عالمين أنهم يتلقون أوامرهم من السادات الخائن لتحقيق مصلحة “اسرائيل” وأن بعضهم سيُذبح على مذبح اسرائيل فداءاً لمصالحها.

فضح كذبة أكتوبر يعني تعرية العسكر وتجريدهم من قدس أقداسهم ولذلك يحرض العسكر على مهاجمتي فقد هاجموني في صحفهم وقنواتهم بالأمس بسبب انزعاجهم مما اقوم به من فضح أكذوبة أكتوبر.

فضح كذبة أكتوبر يعني بداية تحرير العقول وهي مرحلة لابد منها لتحرير مصر من التبعية ومن الاحتلال غير المرئي.

ورغم ما رأيته بالأمس من وعي كبير عند الكثيرين بحقيقة هذه الأكذوبة, لكني سوف أبذل المزيد من الجهد ان شاء الله في فضحها وكشف حقيقتها.

#آيات_عرابي