السيسي ومعترك الخيار العسكري في ليبيا!!

بالأمس أعلن شاويش الإنقلاب السيسي عن مبادرة للحل في ليبيا تحت عنوان (إعلان القاهرة) ودعا فيه كافة الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار اعتبارا من غداً الاثنين

وبغض النظر عن بيان السيسي ولقاءه مع المجرم الإنقلابي حفتر وبيانه التافه ومبادرته البلهاء فإن السيسي نفسه مجرم منقلب ولا يصلح أصلا لممارسة دور المشرف أو صاحب مبادرات سياسية

الدور الوحيد الذي يصلح له السيسي هو أن يفتح الباب لرؤساء الدول كما فعل مع أولاند رئيس فرنسا السابق أو أن يقف في الطابور منتظرا أوباما رئيس امريكا السابق ان يحن عليه بسلام أو كلام أو يقف هو ومدير مخابراته وموظفيه خلف ترامب وهو يجلس في البيت الأبيض أو أن يجلس كالذليل منتظراً رئيس وزراء بريطانيا الأسبق أن يقابله أو أن يصعد للملك عبد الله في طائرته يستجديه في أن يرسل له بعض من أرز اولاد سعود

هذا هو مكانه الطبيعي أن يكون مهاناً ومهزءاً ولذلك تبدو كل محاولات صحف الإنقلاب منذ الأمس وهي تتحدث عن مبادرة السيسي لحل الأوضاع في ليبيا والحديث عنه بهذا الشكل وبهذه الكلمات أمر مضحك فعلا!

الخيار العسكري!

لا شك أن ما يحدث في ليبيا هي حرب بالوكالة وأن هناك العديد من الأطراف الإقليمية والدولية تشترك في الصراع الذي يدور على أرض ليبيا وهناك العديد من الأصوات العربية والمصرية التي تحاول الزج بمصر بشكل رسمي في هذا الصراع علما بأن السيسي ارسل من قبل ببعض مرتزقة الجيش للحرب إلى جانب المنقلب حفتر ولكن النغمة السائدة هذه الأيام خاصة بعد الانتصارات التي حققتها حكومة الوفاق بدعم من تركيا هي الدفع بمصر للدخول رسميا الى معترك الحرب في ليبيا

فهل يستطيع السيسي التدخل العسكري بشكل مباشر ومواجهة الجيش التركي؟

إذا حاولنا تفكيك الموقف والنظر اليه بشكل عقلاني (بعيداً عن رأيي المعروف في أردوغان), سنجد أن العميل السيسي وقيادات جيشه يدركون تماماً حجم قدرات جيشهم, ويدركون أنه لا يصلح الا لقتال العزل في سيناء أو مطاردة فتيات يحملن علامة رابعة أو فض متظاهري رابعة المسالمين العزل بأقسى طريقة مخلفاً بذلك آلاف القتلى بلا حسيب ولا رقيب.

ما يؤكد لكم تلك الفرضية هو أحد التصريحات القديمة والتي صرح بها رائد المخابرات المفصول سامح سيف اليزل الذي كان يقدم على برامج العسكر بصفته خبير عسكري والذي قال آنذاك “أن دخول ليبيا بريا هو حماقة عسكرية.”

وهي بالفعل حماقة عسكرية لأن ذلك الجيش لم يخض حرباً واحدة منذ 47 عاماً و أخر حروبه كانت تمثيلية أكتوبر التي رتبها كيسنجر بمشاركة السادات وديان وتم الزج فيها بالجنود ليقاتلوا ويستشهدون وهم لا يعلمون أنهم يقاتلون من أجل التوصل لمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني وللأسف كانوا ضحية السادات وأُسِرَ من الجيش وقتها ما يزيد عن 8 آلاف أسير وحوصر الجيش الثالث وكانت هزيمة مشينة لم يعرف بها المصريون نتيجة دجل الآلة الإعلامية للعسكر.

تحليلي الشخص أن السيسي وجيشه لا يستطيعان خوض حرب في ليبيا أو مواجهة جيش تركيا وكل ما يستطيعه هو عقد مثل هذا المؤتمر الأحادي الأطراف الذي عقده بالأمس بوجود المنقلب حفتر و صالح عقيلة ليغطي بها على عجزه في التدخل العسكري في ليبيا وعجزه في الملف الاقتصادي في مصر والملف الأمني والعسكري في سيناء

جيش السيسي الذي يعتقد البعض انه سيخوض حربا ضد أثيوبيا لينتقم من بناء وتشغيل سد النهضة أو أنه سيخوض حربا في ليبيا ضد جيش تركيا المدعوم بحليفتيه روسيا وامريكا لم يستطع خلال 7 سنوات أن يقضي على ما يسميه (الإرهاب في سيناء)

السيسي أجبن من أن يزج بجيشه الذي رأى الجميع كيف فرت دباباته أمام مجموعة من المسلحين بالبنادق وكيف تمت تسوية الكتيبة 101 التابعة له في سيناء بالتراب, في مواجهة مع تركيا في ليبيا ( وذلك بغض النظر عن موقفي الرسمي من أردوغان)

الحقيقة ان جيش السيسي هو جيش بلا جيش ولا يمكنه غزو مقهى شعبي في حي الجمالية, أما السيسي فيبدو كمن يمد طرف إصبعه في ماء البحر ويخشى السباحة, فيصدر مبادرة من القاهرة يحث فيها كل الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار ويدعو المجتمع الدولي باتخاذ نفس الموقف

و لنأتي لفرضية أن السيسي استمع لبعض الأصوات العربية وقرر دخول الحرب في ليبيا

هل سيدخل ليبيا دون غطاء دولي, وهو ما يعتبر من المستحيلات؟

أم أنه سيكون هناك غطاء دولي لدخوله معترك الحرب في ليبيا؟

من سيقدم الغطاء الدولي للسيسي ان قرر التدخل؟

روسيا حليفة اردوغان وأصحاب المصالح الجيوسياسية في سوريا وليبيا؟

أم امريكا التي تؤيد هي الأخرى تركيا بصفتها عضو الناتو؟

هل يمكن للانقلاب أن يتحمل تلك التكلفة في حال عدم وجود غطاء دولي ؟

الخلاصة أن ليبيا يمكن أن تتحول إلى مقبرة لجنود وضباط السيسي إذا تصورت عصابة الانقلاب أن عمال مزارع الجيش وبائعي الصلصة والمكرونة يمكنهم أن ينجحوا في ليبيا !

جيش المعونة الأمريكية لا يملك ما يحارب به سوى طائرات يشن بها غارات على العزل والنساء والأطفال في سيناء ولا يمكنه أن ينجح عسكرياً في ليبيا وقد فشل وتم محو شرفه العسكري في سيناء !

دعواتي المخلصة لأهلنا في ليبيا بعيدا عن الحرب بالوكالة التي تدور على أرضهم وبعيداً عن كل العملاء والخونة أن يمكن الله لهم بالنصر على أعدائهم ممن يحاربون على أرضهم وعينهم على ثروات البلد!

الصورة أرشيفية

#آيات_عرابي