العصيان !!

 

أمسك قزم الانقلاب بالميكروفون أمام جمع من رفاق السبوبة وزملاء السوبر ماركت العسكري، فيما سماه إعلام الانقلاب، بالندوة التثقيفية، ووقف أمامهم مسبلاً عينيه الضيقتين، وقال (ما تعرفوش انتم واحشني قد إيه .. بحبكم كلكم)، وبغض النظر عن أنني لا أفهم ما هو نوع ((التثقيف)) الذي يمكن أن يوفره شخص التحق بمدرسة عسكرية بالشهادة الإعدادية ولم ينل حظاً من التعليم بعدها، وما هو نوع الجمهور الذي يتلقى التثقيف من أمثال ذلك القزم إلا إن كانوا من الذين لم يكملوا التعليم الابتدائي؟!.

 المهم! وسط تلك الأجواء ((التسبيلية)) والعبارات المتسهوكة، والنظرات ((النحنوحية)) ونبرات الصوت ((الأنثوية))، سمعنا بأول حفل زفاف لإثنين من الشواذ جنسياً على باخرة على النيل! 
وهو حدث لم يقع مثله بمصر من قبل، المشهد كان مثيراً للاشمئزاز والقرف، وسط تعليقات تتوقع الخراب بعد كل ذلك، ولم يكن المشهد ينقصه سوى التصريح الذي نشرته إحدى الصحف عن حفيد عمر الشريف وفاتن حمامة التي قال فيها أنه (الأب الروحي للمثليين العرب وأنه غادر مصر بعد فوز الرئيس مرسي!) وتساءل بعدها هل هو مرحب به في مصر الجديدة؟ ثم الراقصة الفاضلة التي أعلنت عن تبرعها بالرقص مجاناً يوم الخميس للعمال الذين يعملون في حفر ترعة الانقلاب، وسبقها الإعلامي العبقري محمود سعد الذي ألقى محاضرة عن طقوس الإسلام الوسطي الجميل وأصول التعبد على ديانتهم الوسطية في البلكونات بقميص النوم والملابس الداخلية والبيرة! 

 هكذا بدأ الأسبوع، وكان من الطبيعي أن ينتهي تلك النهاية الوخيمة بذلك اليوم المظلم الذي انقطعت فيه الكهرباء عن مصر كلها تقريباً لمدد تجاوزت ست ساعات وخسرت مئات الملايين إن لم يكن المليارات. ربما يكون تجرؤ عصابة الانقلاب على محارم الله بتلك الطريقة الفجة التي لم تعهدها مصر عبر تاريخها وصمت مؤيدي الانقلاب عن ذلك الفجور، مما عجل بعقاب الله لهم، إن الظلم والفجور الذي تشهده مصر منذ الانقلاب فاق كل الخيالات البشرية لأبرع الكتاب، ففي مصر تغتصب النساء وتهتك أعراضهن ويقتل المصريون في الشوارع بصورة شبه يومية، ويحارب ملصق الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وتتحدث الراقصات والشواذ جنسياً ويتكلم الرويبضة أمثال قزم الانقلاب. 

وتزامن ذلك الفجور مع تراكم الجهل الذي أفرزته المؤسسة العسكرية، وسوء إدارتها وفشلها عبر ستين عاماً. ستون عاماً من الفشل بدأها المقبور عبد الناصر، الذي لم يكتف فقط بارتكاب المجازر ضد المصريين في السجون أو بدعم الأنظمة التي تقتل المسلمين من تنزانيا إلى يوغوسلافيا، بل أنشأ هرماً من الفساد والجهل لا يصعد قمته إلا كل جاهل وفاسد ومرتش وحذاء في قدم أصغر موظف في المخابرات الأمريكية، وأخذت تلك الكومة من القمامة في التعفن والتحلل حتى انتجت قزم الانقلاب والعصابة المحيطة به.

 ووصلت المنظومة التي أسسها المقبور عبد الناصر إلى حضيض الفشل وقاع السقوط، إلى أن وصل الحال أن تنقطع الكهرباء عن مصر كلها تقريباً.

 والقضاء على ذلك الانقلاب الجهول الفاشل، يأتي عن طريق الاستمرار في التظاهر والحشد، والعصيان المدني الذي بدأ يوم الخميس إجبارياً بسبب انقطاع الكهرباء، وعدم التعامل مطلقاً مع المؤسسات التي يديرها الانقلاب، فلا يجب دفع نقود الكهرباء ولا الماء ولا الغاز لعصابة تقتل المصريين في الشوارع فضلاً عن عدم توافر الخدمات أصلاً، ويجب على الكيانات السياسية المناهضة لذلك الانقلاب أن تبدأ الدعوة للعصيان المدني من الآن، ومصر لن تخسر أكثر مما خسرت حتى الآن من أبنائها.

 

نص المقال على موقع عربي ٢١