ملحوظة ” كان من المفترض أن تكون هذه حلقة مصورة لتذاع على قناتي على يوتيوب ولكن بسبب مرضي أنشرها كمقال الى حين شفائي
طبعا كلنا شايفين التغيرات الكبرى اللي بتحصل في منطقة الشرق الأوسط
بالتوازي مع تغييرات الشرق الأوسط فيه تغييرات بتحصل في آسيا وتحديدا في باكستان
كتير من الناس بتسأل عن عمران خان وهل هو صنيعة غربية وأمريكية، ولو صنيعة غربية أمريكية، ليه الأزمة اللي حاصلة في الوقت الحالي وإيه هي الأزمة
طيب بداية نعرف مين هو عمران خان
هو رئيس وزراء باكستان الحالي ولاعب الكريكت السابق
زوجته الاولى بريطانية اعتنقت الاسلام وله منها طفلان
وهو رئيس حزب حركة الانصاف (وهي المقابل الباكستاني للعدالة والتنمية)
كان معروفا بالتردد على بارات لندن
قالت وسائل اعلام باكستانية انه التقى بنتنياهو في اسلام اباد في لقاء سري بعد وصول طائرة صهيونية للمطار وظلت موجودة في المطار لمدة 10 ساعات في اكتوبر ٢٠١٩
زوجته الحالية تنتمي للصوفية (تماما كاردوغان الذي تحدث عن تأثره بجلال الدين الرومي)
حزب حركة الانصاف هو حزب ايديولوجيته (اسلامية) ديموقراطية مثل باقي شبكة احزاب اسلام معهد راند (حزب العدالة والتنمية في تركيا وحزب مهاتير محمد في ماليزيا وحزب بنكيران وحركة النهضة)
هذه هي شبكة الاسلام المعتدل كما يسمونها
سكان المنطقة
الغرب مش عاوز الاسلام يحكم وفي نفس الوقت عارف ان الجماهير المسلمة متعطشة للحكم الاسلامي فيعملوا ايه
يصنعوا لهم احزاب علمانية ترفع المصحف أحزاب علمانية الفكر والجوهر ولكن مغلفة بالصبغة الدينية
هي دي شبكة الاحزاب الاسلامية اللي بدأت مع بداية الالفية
عمران خان زيه زي اردوغان وتميم وغيرهم من القنافذ، وكيل حصري للغرب في باكستان هكذا يتم وصفه
جاؤوا به من بارات لندن وجعلوا منه اسلامياً
المشكلة الحقيقية هي في هؤلاء الاسلاميين البلـ هـ ا ء الذين يبتلعون هذه الشخصيات مجهولة الهوية دون أي مجهود في التحقق منها ثم يعيدون بصقها مرة أخرى على عقول البسطاء ويقدمونهم على انهم اسلاميين
انا باديلكم الخلفية دي عشان لما نيجي نتكلم عن الأزمة الحالية تبقى فاهم مين اللي بيحرك الاحداث وايه الهدف
ما هي الأزمة؟
الازمة بدأت لما بدأت أحزاب المعارضة في باكستان تتحرك ضد عمران خان واتهمته بفشله في إدارة الملف الاقتصادي وفي نفس الوقت قمع معارضيه
وفي نفس الوقت عمران خان اتهم المعارضة بأنهم مجرد أدوات في ايد امريكا اللي بتحاربه بيهم لأنه عاوز يخرج من تحت العباءة الأمريكية
عمران خان أكد ان عنده ما يثبت ان المعارضة عميلة وتتلقى تمويلات امريكية لتقويض حكمه لكن المعارضة لم تهتم بكلامه وبالفعل قدمت طلب للبرلمان من حوالي شهر بسحب الثقة من حكومة خان والجلسة تمت بالفعل من كام يوم
هييجي حد يسأل وهل من حق المعارضة انها تطالب بسحب الثقة من الحكومة
اقولك تقدر لأن عمران خان عشان يقدر يشكل حكومتة من ٤ سنين اضطر لتشكيل ما يسمى بائتلاف حاكم مكون من حزبه وأحزاب أخرى معارضة ولكن بعد تدهور الاوضاع الاقتصادية في باكستان بدأت الاحزاب دي تنسحب من الائتلاف وتنضم للمعارضة وبالتالي اصبحت المعارضة هي الأغلبية في باكستان
المهم اللي حصل ان عمران خان اتهم المعارضة بأنهم بينفذوا مؤامرة أمريكية عليه وقال في خطاب عاطفي ان امريكا بتحاول تعزله لأنه حاول منذ بدء ولايته بانتهاج سياسية متوازنة شعارها مصلحة باكستان وبالتالي عمل علاقات وتحالفات مع عدة دول ولم تقتصر العلاقات على امريكا والغرب وقال كمان انه عارض اقامة قواعد عسكرية امريكية على ارض باكستان
من ضمن ما قاله عمران خان انه تلقى رسالة تهديد من امريكا في ٧ مارس اللي فات بتطالبه بالاستقالة عن طريق لقاء مسئولين امريكيين في واشنطن بسفير باكستان وقال ان رده على التهديد الأمريكي باختصار انه لن يستقيل ولن ينحني ولن يسجد إلا لله
والجديد ان رئيس البرلمان ونائبه انضموا الى عمران خان وطالبوا بحل البرلمان ولكن المعارضة لم تسكت وصعدت الموضوع للمحكمة الدستورية العليا وفي نفس الوقت طالبت الحكومة باجراء انتخابات مبكرة
الموضوع كله حاليا مرهون بالجيش هل هيدعم المعارضة ام عمران خان اللي دعمه قبل كدة
مهم اوي انك تعرف ان الحاكم الحقيقي في باكستان مش عمران خان ولا رئيس باكستان
الحاكم الحقيقي هو الجيش
الجيش بيهيمن على الدولة وتوجهاتها العامة؛ فالحكومة الباكستانية تتسم بالضعف بشكل عام، وبتعاني من الفساد المزمن اللي بينتقل من حكومة لأخرى
حتى الاحزاب السياسية في باكستان ملهاش اي ثقل سياسي يعني من الآخر احزاب كارتونية
وزي مالجيش في مصر هو اللي مسيطر على كل شيئ وهو اللي بيحكم بمعادلة القمع والخوف من الاسلاميين هتبص تلاقي ان الجيش في باكستان بيتحكم في باكستان بنموذج العداء للهند.
وبالطريقة دي الجيش الباكستاني بيحصل على 30% من ميزانية الدولة في حوزته، و بيضمن ما يعادل 70% من كافة أنواع المساعدات، إضافة إلى ذلك فإن الجيش لديه إمبراطورية صناعية معفاة من الضرائب وتسهيلات عقارية هائلة، ناهيك عن ممارسته للقوة السياسية وتدخله في السياسات الخارجية للدولة في الوقت الذي تواجه فيه باكستان مشكلات اقتصادية هائلة حيث تبتلع خدمة الدّيْن ما نسبته 30% أخرى من ميزانية الدولة، بما يجعلها
المهم اللي فجر الأزمة بين عمران خان والغرب وعلى رأسها أمريكا طبقا للروايات الرسمية هو اتجاه عمران خان في السنوات الأخيرة إلى توطيد علاقته بالصين وبالاتجاه نحو روسيا وتأييدها في غزوها لأوكرانيا بدليل ان عمران خان كان أول من زار روسيا بعد بداية غزو روسيا لأوكرانيا في شهر فبراير وايضا لم يدين عدوان روسيا على أوكرانيا الأمر اللي استدعى الاتحاد الأوروبي لمطالبة عمران خان بتوضيح موقفه واعلانه مقاطعة روسيا
زي ما قلت لكم الفيصل هيكون الجيش اللي طلع رئيس اركانه قمر شاويش باجاوا من ٤ ايام بس وقال ان امريكا شريكا رئيسيا وسوقا أساسية للصادرات الباكستانية، مش كدة وبس ده كمان انتقد ولأول مرة غزو روسيا للصين ووصفه بالخطأ الجسيم وده بيدل على تدهور علاقة خان بالجيش وده يخلينا امام احتمال انقلاب الجيش على عمران خان
من وجهة نظري ان الموضوع كله واشاعة ان امريكا ترغب في الاطاحة بعمران خان وان عمران خان بيحاول يخرج من العباءة الغربية وكل اللي الهري ده مجرد بروباجاندا هدفها النهائي رسم صورة مغايرة لعمران خان وإعادة تدشين لشعبيته خاصة ان الباكستانيين شأنهم شأن شعوب تانية كتير بيكرهوا الإدارة الامريكية ومعنى ان يكون فيه اشاعة ان الادارة الأمريكية عاوزة تتخلص من عمران خان وان المعارضة بتنفذ مؤامرة امريكية هتخلي الشعب الباكستاني اوتوماتيكيا يجدد الثقة في عمران خان للاستمرار في منصبه على أقل تقدير او في حالة الاستجابة لموضوع الانتخابات المبكرة انه يفوز مجددا بمنصب رئيس الوزراء
وبالتالي من مصلحة خان انه يفضل يلعب على الوتر ده وطبعا كله بتخطيط أمريكي وغربي لضمان بقاء وكيلها الرسمي في باكستان حتى لو قام البرلمان الباكستاني بعزل حكومته لأن هذا العزل سيكون بشكل مؤقت لإعادة تدوير عمران خان بعد أن يلتف حوله الشعب الباكستاني الذي سيعتقد أنه ليس له أي علاقة بأمريكا والغرب وأن الغرب يحاربه وبالتالي يعاد انتخابه، تماما نفس السيناريو الذي حدث في تركيا بعد تمثيلية الانقلاب على أردوغان والتي أدت الى التفاف الشعب التركي والشعوب المسلمة حوله
عموما ستفصح الأيام القادمة عن الكثير في ملف عمران خان
والله تعالى أعلى وأعلم
