بلدية الإمارات ومرحلة الدولة الشركة وتفتيت مصر

بلدية الإمارات ومرحلة الدولة الشركة وتفتيت مصر
التضخم اليومي المتصاعد في دور بلدية الإمارات له عدة جوانب, فأولاً, تقوم الإمارات بدور المستثمر صاحب رأس المال العملاق الذي يشتري كل شيء في طريقه ..
تتصرف تلك الدويلة الصغيرة بنفس طريقة الملياردير محدث النعمة
والأسباب النفسية لاستهداف ثروات مصر واضحة, فالحفاة العراة رعاء الشاة في الإمارات يريدون الشعور بعمق ما ويبدو أنهم يعانون من عقدة نقص حادة ويريدون تعويضها عن طريق ابتلاع مقومات الدولة الوطنية الحدودية (التي بنى عليها الاحتلال مصر), من آثار وشبكات خدمية كبيرة (مثل السكك الحديدية) .. ومناطق حول قناة السويس .. الخ. ومصر بالنسبة لتلك البلدية هي قارة كبيرة والإمارات بالنسبة لمصر تبدو أشبه بشركة صغيرة في بناية ما بشارع ما بالعاصمة, بل هي اشبه بالشقة اذا ما قارنتها بمصر.
فتصور النتائج الكارثية لتحكم شركة تحتل شقة في بناية لبلد أشبه في مساحتها وثرواتها وثرائها الثقافي (قبل قرنين من الآن) بالقارة. وذلك عن طريق شراء خدمات كاملة في مصر أو عن طريق اطلاق تصريحات أشبه بالنكات كذلك الذي قاله ضابط في الجمعية التعاونية المسماة الجيش الاماراتي, لقزم الانقلاب, عن حماية مصر !!

النتيجة هي اضمحلال شكل الدولة او فكرة الدولة بالتدريج وليت الأمر يقتصر على محو الدولة (فأن اسعى لمحو فكرة الدولة الحدودية الصغيرة واطالب بالعودة لما كان الأمر عليه قبل قرن حينما كانت تجمع المسلمين الخلافة العثمانية) ولكنه محو لفكرة الدولة في اتجاه البلدية أو الشركة.

والجيش المصرائيلي الدنس بقيادة قزم الانقلاب, في كل هذا يقوم بدور الحارس الخائن الذي يهدد أهل البلد بالسلاح ويبيعها بالقطعة للملياردير محدث النعمة.
عقدة النقص التي تتحكم في غلمان زايد, ليست كل شيء, فهناك جانب توحش رأس المال, حين تجري خصخصة الخدمات لصالح دويلة صغيرة مثل الامارات (بل لصالح غلمان زايد بالتحديد) وهو ما يعني أن يعمل #الجيش_المصرائيلي ولو مؤقتاً في عمليات جمع الضرائب وتحصيل الرسوم حتى يتم تسليم هذه الخدمات لشركات أمن أصغر حجما من شركة أمن الجيش المصرائيلي, تمثل الامارات مباشرة, ويعني هذا في المجمل زيادة الأسعار واتساع الفروق بين الطبقات وظهور طبقة من الأغنياء المتوحشين مالياً وسحق طبقات اجتماعية جديدة تحت ثقل الأعباء المالية الجديدة.

الجانب الأكثر خطراً والأكثر خفاءً في هذه العملية, هو عملية التقزيم النفسي التي تمارسها القوى الاستعمارية التي تقف خلف هذا كله وتمارسها بمعدلات محسوبة لمحو فكرة الدولة الكبيرة (نفس هذه القوى الاستعمارية هي التي صدرت فكرة مصر للمصريين وعظمة مصر والوطنية وهذه الخزعبلات قبل 100 سنة ولكن أصبحت هناك حاجة الآن لتفتيت كل هذا) بمعنى أنه يجري وبالتدريج و بمعدلات محسوبة, محو فكرة الدولة العلمانية لصالح فكرة الدولة الشركة أو البلدية أو الامارة وهذا يتم بمعدلات محسوبة وسريعة لتكريس التقسيم القادم لمصر نفسياً في نفوس السكان حتى يقبلونه بشكل هاديء. وحتى يقوموا بتفتيت مصر إلى عدة دويلات (دويلة قبطية – دويلة في النوبة – دويلة مسلمة شرق الدلتا – وسيناء التي يريدون فيها توطين الفلسطينيين رغما عنهم)
والعسكر يعلمون هذا كله ولكنهم يحافظون على معدلات معينة للانهيار ولذلك فهم يعيدون تصدير فكرة تحية علم العسكر وفكرة الوطنية (التي كفر بها الجميع تقريبا اللهم الا بعض حثالات قليلة العدد ما تزال تدعم العسكر).
ما تقوم به بلدية الإمارات الآن هو تدشين لمرحلة الدويلة الشركة التي يعيش رعاياها تحت وطأة رأسمالية شرسة وهي بكلمات أخرى, المرحلة التالية من سايكس بيكو والتي تتم في كل مكان الآن.

#آيات_عرابي