تنصير وتهويد مصر

بقلم| آيات عرابي

أنظروا لمخطط هدم المساجد الذي ينتهجه المجرم السيسي الآن وتذكروا ما قاله (تواضروس) منذ أربع سنوات (حين قال أنا بابا كل المصريين)
مما جعلني أشن حملة إعلامية ضده وقمت على أثرها بالدعوة لمقاطعتهم اقتصاديا مما جعل البعض يتهمني باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان

ما يحدث هو مخطط لتغيير للهوية في مصر وهو مخطط ضمن عدة مخططات جاء بها هذا المجرم ضمن أجندته لحكم مصر وهو مخطط قائم منذ زمن بخطوات محسوبة وغير محسوسة إلى أن وصلنا لمرحلة محاربة الإسلام بهذا الشكل الفاضح الذي يقوم به السيسي الآن

السيسي يهدم المساجد التي تتقاطع (حسب كلامهم الظاهر) مع الطرق الجديدة و المحاور و .. و الخ وكل هذه المسكنات التي يستخدمها الإعلام لامتصاص الغضب الشعبي

وهذا ليس السبب الرئيسي في هدم المساجد لأن لو المسجد يتقاطع مع الطرق هناك أيضا كنائس تتقاطع مع هذه الطرق ومع ذلك يتم استصدار التصريحات القانونية اللازمة وتسجيلها حتى لا يتم هدمها مما يدل على أن الموضوع أكبر بكثير من هدم مسجد بُني على أرض مخالفة كما يدعي العسكر

السيسي يقوم بتغيير الهوية الدينية في مصر عن طريق إزالة المساجد والمعالم الإسلامية وإبراز الكنائس والمعابد اليهودية بدلا عن المساجد تمهيداً لما هو آت وهذا ما نبهت اليه في العديد من المقالات منذ سنة 2015

ولو قمت حضرتك بمراجعة التاريخ المصري الحديث تجد أن هناك عملية ممنهجة لمحو هوية المصريين الحقيقة وهي الإسلام وهذه العملية ليست وليدة اليوم

مثلا

بعد فشل ثورة 1919 وتصدير الإنجليز لصديق المعتمد البريطاني, سعد زغلول, (نزع سعد زغلول) حجاب هدى شعراوي في ميدان التحرير في تمثيلية متفق عليها ..

وكان رصد ردود الأفعال على ذلك الفعل يمهد لما بعده ..

بعدها أطلق لقب (ام المصريين) على زوجته صفية ابنة عميل آخر للانجليز

لاحظ اللقب الخبيث, وهو لقب يسير بأستيكة على لقب (أم المؤمنين)

وينقل الهوية بشكل ضمني غير محسوس من هوية اسلامية, تكون فيها زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام (أمهات المؤمنين) إلى هوية مستحدثة بديلة تكون فيها بنت العميل وزوجة العميل (أم المصريين) ..

يعني سيبكم من هويتكم الحقيقية وخليكم مصريين وكانت هذه إحدى الخطوات التي تمت لفصل الشعب عن هويته ونقله خطوة بخطوة إلى هوية مصطنعة يصبح الولاء فيها للجنسية التي لم تكن حتى واضحة المعالم في ذلك الحين وفي ذلك كله كان الإعلام يلعب دور رئيسي في تغييب المصريين

الآلة الإعلامية للعسكر منذ انقلاب 52 كانت تعمل ك كاسحة الجليد تسهل مأمورية قافلة التغييب العسكرية، لتمحو العقول وتمهد لما يُراد زرعه بها.

آلة كل هدفها تكريس نزع مصر عن محيطها الإسلامي، بعد أن تم نزعها عمليا من الخلافة عبر عمليات تغريب، استغرقت عقودا طويلة وأشرف عليها الاحتلال البريطاني ومن بعدها الأمريكي

اليوم السيسي يكمل الأجندة التي جاء العسكر منذ عصر محمد علي وإلى يومنا هنا بهدمه مساجد الله وتغيير الشكل الذي كانت عليه مصر

وحتى تصدق أن ما يحدث مخطط له منذ عقود

اقرأ هذا الجزء من دراسة صهيونية نشرته من قبل في مقال آخر وهذه الدراسة تؤكد لك أن ما يفعله السيسي هو خطة محسوبة لتقسيم مصر الذي يبدأ بتغيير هوية المصريين الإسلامية ونفذت الخطوات الأولى منها بالفعل خلال المائتي سنة الماضية وما يقوم به الآن هي الرتوش النهائية

“إذا وضعنا في الاعتبار الصدع المتزايد بين المسلمين والمسيحيين، فإن انهيار مصر إلى مناطق متمايزة جغرافيا هو هدف سياسي رئيسي لإسرائيل، وإذا سقطت مصر فإن دولا مثل ليبيا والسودان، وربما دول أخرى ستسقط تلقائيا مع سقوط مصر وتحللها… إن تقسيم مصر وتمزيقها إلى بؤر متعددة للسلطة، عبر تكوين دولة قبطية في صعيد مصر، ومعها عدد من الدول الضعيفة ذات القوة المحدودة من غير حكومة مركزية كما هو اليوم، لهو المفتاح في المنطقة”.

هذا الجزء يوضح أن أحد أهم أهداف اسرائيل هو تقسيم مصر وتمزيقها

وهذا الجزء من الدراسة يتماشى مع ما قلته من قبل في أحد مقالاتي عن العاصمة الإدارية الجديدة وهي منطقة كما شرحت منذ أعوام تبتعد قليلاً عن الدلتا وهو وضع أشبه بوضع المنطقة الخضراء في العراق والتي انشأها الاحتلال الأمريكي لتضم مقر الحكومة والجيش وباقي المؤسسات.

وقلت وقتها أن نقل العاصمة والمباني الإدارية الحيوية يعني احتمال إجراء تغييرات حدودية. وأمركة اسم مبنى وزارة الدفاع (الأوكتاجون) يعني الانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة تماماً ولا أرى أن الأمر بسيط كما يبدو.

ولذلك لا يجب أن ننظر إلى موضوع هدم المساجد من منطلق الصعبانيات والبكائيات ونشر الصور والاكتفاء بذلك لأن الموضوع هو نقلة جديدة لتنصير وتهويد مصر قام بها السيسي بعد ضمانه أن الشعب لم تعد له قائمة

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

آيات_عرابي