تهديدات القذافي النسخة المقلدة

 

 
في الوقت الذي تبدو فيه الثورة منهكة غير قادرة على الحسم بعد ثلاث سنوات من الانقلاب العسكري, لا يبدو معسكر الانقلاب أفضل حالاً, وها هو قطار العسكر يقترب حثيثاً من محطات فشله الأخيرة.

ففي الوقت الذي ظهر فيه عسكري الانقلاب ليوزع عدة شقق سكنية ويعتبرها مشروعاً في محاولة على ما يبدو لامتصاص أثر كارثة غرق مركب رشيد, فضحته كلماته المهتزة.

كلمات ربما ارادها واثقة توعد فيها من يفكر في الثورة, ولكنها خرجت منه مرتعشة تكشف رعبه وافلاسه.

حتى مع الدعم غير المحدود الذي يقدمه له الكيان الصهيوني والخيانات التي اصبح يقترفها بصورة روتينية, حتى ليبدو للبعض كأنه لم يسمع بوجود الله
بدا مرتعباً خائفاً, يتلفت حوله, يحسب كل صيحة عليه ويتحسس سترته الواقية.

بدا لي كنسخة تايواني مقلدة من القذافي حين فقد أعصابه, ولم يكن ينقص تهديده المرتعد سوى أن يختتم كلمته المتلعثمة هاتفاً “زنجة زنجة دار دار”

طاغية لا يملك مقومات الطغاة الكلامية ولا الشكلية, طاغية يمتلك طلة كوميدية مضحكة, طاغية يضحك عليه الجميع, طاغية يرتدي ملابس مهرج ويبدو كمهرج ويتصرف كمهرج.

فاوست الذي باع نفسه للشيطان غير أنه لا يملك من صفات فاوست كما صورته المسرحية الشهيرة الا أن الأخير باع نفسه للشيطان.
في وسط حراسه ووزاءه الانقلابيين بدت كلماته كإعلان فشل وسقوط بعد ثلاث سنوات.

وقف الطاغية الذي يبدو كمهرج ونسخة القذافي التالفة التقليد ليتوعد الشعب إن هو تجرأ وفكر في الثورة أنه سينشر جيشه في ست ساعات.

ويبدو انه استحضر خطاب السادات في مجلس الشعب عن تمثيلية أكتوبر واعجبته عبارة (ست ساعات) وبدا له أن القاء العبارة سيمنحه نوعاً من التأثير الدعائي.

حاول أن يبدو منتفشاً متجبراً, فجاءه نبأ هجوم المسلحين في سيناء والخسائر الكبيرة التي لحقت به وأخبار الدبابة التي احرقوها, بعد سويعات من كلماته المتلعثمة عن جيشه الذي (سيفرده) في ست ساعات لترفع درجة حرارة النكات التي انهالت عليه.

وبغض النظر عن لا معقولية تهديده من الناحية العملية, وبغض النظر عن أن التهديد لم يُقصد به سوى المزيد من التخويف والإرهاب للشعب, فإن كلماته المتوعدة المضحكة القت المزيد من الضوء على حقيقة ذلك الجيش وانارت لبعض المتشككين جانباً مظلماً, ظلوا يحاولون التعامي عنه طوال السنوات الثلاث الماضية.

وهي أن ذلك الجيش لم ينشأ للدفاع عنهم.

ارتفع صدى كلمات الشهيد سيد قطب عن حقيقة ذلك الجيش

“تلك الجيوش ليست لحمايتكم وإنما لقتلكم وقتل أولادكم ولن تطلق رصاصة واحدة على اليهود”

من لم يتعلم من تجربة جيش السفاح بشار في سوريا والذي استدار ليصوب سلاحه على المسلمين.

لمس الحقيقة أخيراً في كلمات الديكتاتور المهرج

من لم يعي حقيقة ذلك الجيش الذي انشأه الاحتلال كفيروس كامن ينشط حين يبدأ
الشعب في الإفاقة من غيبوبته ويسترد ارادته ليمثل خطراً على المنظومة الاقليمية التي اشرف على بناءها المحتل, من جرائم طيرانه ومدافعه ودباباته اليومية التي تحصد ارواح أطفال ونساء وشباب سيناء, فقد بدأت يطرق رأسه في فهم.

من لم يفهم تلك الكلمات ويعي معناها, تسائل في لوعة مستنكرة عن موقف ذلك الجيش من استخدامه في تهديد الشعب وإرهابه.

الكل بدأ يفهم

لحظة الحقيقة التي ينزل بعدها الستار على دولة عسكر السي آي إيه وخدم
الموساد

لم تعبر كلمات أي ممن سبقوه عن الحكم الجبري الذي حدثنا عنه الرسول عليه الصلاة والسلام كما عبر عنه ذلك الطاغية المهرج.

لم يفضح حقيقة الحكم الحبري من قبل أحد, كما فضحته كلمات ذلك البائس الكوميدي.

تَرَاءَى الْجَمْعَانِ

وفي الوقت الذي يقطر فيه الفشل من كلمات الديكتاتور الكوميدي, تبدو الثورة منهكة غير قادرة على الحسم, تغوص في دوامات نموذج ثورة الهتاف الباردة غير القادرة على التغيير, وتنساق حيناً لألاعيب الأجهزة الغربية وبيانات جس النبض التي تصدر عن واشنطن.

ورهاني على تنامي وعي قواعد الثورة وهو ما المسه في تعليقات تنطوي على فهم عميق لحقيقة الصراع.

ويقيني أن الثورة ستفيق من عثرتها المؤقتة, وأن ذلك الفشل واليأس الواضح في كلمات البائس سيسكب المزيد من الوقود على نيران الثورة.