حرب روسيا الإعلامية

لا شك أن الإعلام يلعب دور كبير جدا في الحرب الدائرة الآن على أرض أوكرانيا

فالإعلام يتحكم في تصرفاتك وتحركاتك ومن خلال الإعلام يمكن السيطرة على الشعوب عن طريق مخاطبة الغرائز الإنسانية (كالخوف مثلاً) ورأينا ذلك المثال الواضح في موضوع فيروس كورونا الذي استخدموا فيه الإعلام للسيطرة على الشعوب وتمكين القوى العالمية المسيطرة لخلق تكتلات اقتصادية وسياسية جديدة تمهيدا لتدشين نظام عالمي جديد

ففي بداية أزمة كورونا وبعد انتشار أن الصين تعاني من هذا الفيروس، عمدت مواقع الأخبار إلى نشر صور وأخبار ساهمت بشكل كبير جداً في إثارة الذعر والهلع في العالم حتى يتم إجبار سكان الأرض على تناول لقاح لم تتم تجربته سريريا، ولم تتضح بعد آثاره الجانبية وبهذه الطريقة أصبح كل سكان الأرض فئران تجارب لبيل جيتس وشركاؤه من المجرمين الذين يخططون للتخلص من ثلثي سكان الأرض ( وهذا كلام موثق). 

هذه العناوين المخيفة عملت بشكل كبير على صناعة الخوف: “الوضع في الصين خطير.” , إغلاق المدارس والجامعات” “ منع الصلاة في الحرم “ وغيرها من عناوين ساهمت في التحكم في الجماهير من منطلق الخوف

أضف الى ذلك الكم الهائل من التزييف الإعلامي الذي انتشر على جميع وسائل الإعلام و الذي ساهم بشكل كبير جدا في تعظيم حالة الخوف لدى الناس، كصورة لطبيب ووهان وهو ينهار في البكاء و صورة أخرى تظهر مجموعة من الجثث اتضح من البحث انها صور مزيفة.

وللأسف الجميع يلعب دوراً كبيراً في ترويج ما تبثه لنا هذه الآلة الاعلامية الضخمة، خاصة في عصر السوشيال ميديا التي تنقل أكاذيب أكثر من الحقائق وقليل منا هو من يحتاط ويبحث قبل نشر أي معلومة لأن بناء على هذه المعلومات يقوم المحللين والصحفيين بكتابة آرائهم وتحليلاتهم السياسية

أنا هنا لا أقصد تحديدا موضوع الحرب الأوكرانية ولكنني أتحدث بشكل عام، ولكنني هنا سأتخذ من الحرب الدائرة الآن مثالا آخر حتى تتضح الصورة للجميع (و أعتمد هنا على تحقيق نشرته يو إس توداي)

منذ أن اشتعلت الحرب في أوكرانيا واشتعلت أيضا مواقع السوشيال ميديا بحسابات وهمية لنشر صور، المقصود منها بث حالة الرعب في صفوف الأوكرانيين ولكنها بشكل أو بآخر تصل إلينا عبر تويتر وفيسبوك وغيرهما من مواقع

فتجد مثلا صورة متداولة تحت عنوان ضربة صاروخية روسية على مواقع أوكرانية، ثم يتضح لك أنها في كانت في قطاع غزة في العام الماضي

وهذا ما كشفت عنه صحيفة (يو إس توداي) ونشره على تويتر أحد محققيها (دانيال فيونك) الذي كشف عن المقاطع المصورة المزورة والصور التي لا تمت لحرب روسيا في أوكرانيا و تناقلها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي

صورة من غزة استخدمها البعض على أنها ضربة صاروخية في أوكرانيا

هناك فيديو آخر تداوله البعض بالأمس يوضح انتشار الطائرات الروسية في سماء أوكرانيا ولكن حسب تحقيق يو اس توداي فإن هذا الفيديو يرجع لعرض الجيش الروسي بمناسبة عيدها الوطني عام 2020

وحسب ما قال دانيال فيونك أن مستخدمي السوشيال ميديا استخدموا فيديو من برامج الألعاب (فيديو جيم Arma 3) للتعبير عن مشاهد الحرب الروسية في أوكرانيا

هذه بعض الأمثلة ويمكنكم رؤية المزيد على حساب دانيال فيونك في هذا الرابط (اضغط على اسمه)

#آيات_عرابي