د. سيف عبد الفتاح وموقفه الانقلابي من الرئيس مرسي !!

 

استمعت إلى جانب من حديث الدكتور سيف عبد الفتاح ووجهة نظره في شرعية الرئيس مرسي.

لن أقول رأيي في لغة جسده حين جاء ذكر عودة الرئيس مرسي إلى منصبه وقبلها مرة أخرى حين لوى عنقه قائلاً (مش هو اتكلم مرتين ؟ يطلع يكلف حد يقود الثورة).

(رأيي التفصيلي لن يعجب أبداً وافضل الاحتفاظ به لنفسي, فالرجل يبدو أكثر شراسة في الاصرار على عدم عودة الرئيس من أشد أعداء الرئيس).

ولكن اجمالا, الرجل يرى أن يقوم الرئيس مرسي (وهو أخر شخص معه مفتاح الشرعية على حد قوله) بتكليف مجموعة لاستعادة الثورة.

وحتى هنا, فالكلام يبدو رأياً معقولاً قد تختلف عليه اختلافك على الجزئيات أو قد توافق عليه ولا تكون متخلياً عن الشرعية.

ولكن الرجل يعود ليناقض نفسه ويقول أن الرئيس مرسي (لو انصف) يجب يقول للناس أنه جرت مياه كثيرة وأن الناس اختلفت عليه !

الرجل يقر إذاً بشرعية الرئيس مرسي ولكنه يراها (سِلمة) يجب استخدامها من باب اللياقة للوصول لعدم عودة الرئيس مرسي.

ثم يتحدث عن إخراج الرئيس مرسي من محبسه إن امكن (وهو ما اتفق معه فيه) ثم يعود ليتحسب لاحتمال نجاح الثورة في إخراجه من محبسه ليقول أن على أن يتخلى عن شرعيته !!

منطقه يذكرني بمن طالبوا الرئيس مرسي بعد الجولة الأولى للانتخابات بالتنازل لحمدين صباحي.

هو منطق انقلابي, يدعو ببساطة لازاحة العسكر وعدم الحديث عن عودة الرئيس المنتخب, كما لو كان الرجل يقر ضمناً بنتائج الانقلاب ولا يدعو فقط الا لعودة العسكر المصرائيليين إلى ثكناتهم.

يعني ازيحوا الرئيس المنتخب وانسوه تماماً ولا تتحدثوا عنه.

وما حدث انقلاب ولكن يجب الا تصروا على عودة الرئيس المنتخب الذي جرى الانقلاب عليه.

أنت منتخب من الشعب ولكننا لا نريدك.

عليك أن تتخلى عن شرعيتك لأننا النخبة ولأننا لا نريدك ولأن (مزاجنا كدة) !!

وكأنهم يرون الرئيس مرسي (أبو العلا) في فيلم الزوجة الثانية.

الكل يحاول اقناعه بالتخلي عن شرعيته.

العسكر والنخبة العلمانية التي تضع الثورة على لسانها وأهداف الانقلاب في قلبها.

منطق متناقض متهافت انقلابي في حقيقته, قد تسمعه من صاحب كشك حزبي, لا من أستاذ علوم سياسية.

نحن هنا بصدد حالة خصومة متأججة غير مفهومة لشخص الرئيس مرسي أو ربما للإخوان المسلمين (لا استطيع الجزم), حالة كراهية تبدو من اللا منطق الذي يتحدث به ومن التناقض الذي يدعو إليه.

منطق ضعيف يدعو صاحب الشرعية للتخلي عن الشرعية لأن الشرعية لا يجب شخصنتها !!

وهؤلاء يتخبئون خلف ستار (الرأي السياسي) لإخفاء خصومة تبدو من أفواههم ولا يعلمها الا الله, مخالفين بذلك حتى قناعاتهم المهنية.

ثم يصِمون من يدافع عن شرعية الرئيس مرسي بـ “التخوين” مقدماً في محاولة لاقناع الناس بما لا يمكن لأي عقل سليم هضمه.

نحن مجدداً أمام حالة يجلس فيها أستاذ علوم سياسية تسوست كلماته ببغض عميق (لا استطيع تفسيره) لشرعية الرئيس مرسي, في مقعد المعلم, ليملي على المتمسكين بشرعية الرئيس ما يجب فعله.

انها ديكتاتورية النخبة

#آيات_عرابي

#معركة_الوعي