عيني بمصر و قلبي بسورية

 

تدوينة بقلم عائشة عبادي

إمي عدة مرات قالتلي انت مخيوزه لمصر او منافقه للمصريين، صح هي قالتها بمزح بس طبعا ما كانت رح تقولا لو ما شافتني مركزة بجنون وبادق التفاصيل بأحداث مصر بعد الانقلاب.
ومع اني جاوبتا بجمله ولا تنتين إلا اني قررت ارتب حكايتي عشان ما تعيد هالحكي واعيد الجواب.
قبل الفصحى واي شي متل ما عيني بمصر قلبي بسوريا ، اولا كلاهما بالقلب سواء ،كلاهما ديار مسلمين تستنزف، إلا أن تركيزي بما يحصل بمصر أكثر لأن ما يحصل بمصر سيؤثر بالضرورة على مجرى الأحداث بسوريا، ونعلم جيدا الفرق بين التأثير الحاصل ايام حكم الرئيس مرسي وبين عاهرة بني صهيون الخسيسي اي الفرق بين”لبيك يا سوريا ولا مكان ولا مجال لحزب الله في سوريا” وبين من يرسل جند احقر واكفر عصابه على وجه الارض ليقتلوا اهلنا في سوريا جانب الروس والمجوس.
ثانيا: ان الثورة بسوريا برغم محيط الدماء الجاري فيها الا انها والله أفضل حالا من الثورة المصرية ، فثوار سوريا قد اعلنوها حرب تحرير للبلاد ،بعد أن أدركوا ان العصابة المسماة جيش وطني ليست بجيش ولا وطني فقد انهارت منذ بداية الثورة المسلحة لذلك استدعى جحش البلاد مرتزقة كل الارض لمساندته، إلا ان ثوار مصر ورغم إدراكهم الحقيقة ذاتها لم يتخذوا للان موقفا حازما و منهم مازال ينادي بالسلمية ويتحجج بخوفه من انتقال بحر الدم من سوريا لمصر، لكني على يقين انه مهما كلفت ضريبة إسقاط الحكم الإسرائيلي بمصر تبقى اقل تكلفه بكثير من بقاءه،ولا توجد ثورة بالتاريخ إلا وحسمت بقوة معينة.
ثالثا: لا أرى فرق بين الحالتين سوى بسرعة وتيرة الموت الناس بسوريا يموتون بسرعه جراء القصف والناس بمصر يموتون ببطئ جراء التعذيب والقتل المتعمد بالإهمال الطبي للأسرى وانعدام الدواء للجميع ولا اقول تفشي إنما هي إيجاد متعمد للأمراض كحرب بيولوجية وموت بالفقر والأكل والشرب الذي يحمل كل اسباب المرض.
رابعا: من بموت بسوريا بموت مجاهدا مقاوما اما بمصر فكثيرا ما يموت بالذل والإهانة والسجن
خامسا لا تجد بسوريا من الشعب الحر من يريد بقاء الجيش بحجة انه جيش وطني ورمز البلاد او اخوتنا او عساكر غلابه،او بوهم سقوط الدولة، إلا أن بمصر من يحسبون على الثوار مازالوا يدعون للحفاظ على الجيش بحجة تلك الأوهام.
سادسا: ان مصر كانت قد قطعت شوطا بدرب الحرية ومشت بدرب الديموقراطية وفجأة انقضت عصابة تدعي أنها جيش وطني وهي ليست سوى فرع من فروع الجيش الإسرائيلي بمصر كما باقي فروعها بالدول العربية، فكانت كالصاعقة، أما بسوريا فالثورة ما تزال بين كر وفر.
سابعا: ان بركان الغضب المكبوت بمصر إنفجاره حتمي بوقت معين، لكن أخشى فعلا ان يمتد القصف الروسي لمصر حين الانفجار بعد أن اتفق معهم خنزير الانقلاب على دعمه عند الحاجة بذريعة محاربة الإرهاب.
أخيرا.. إن سوريا اليوم تذود بمعركتها عن كل الأمة وان التراب الذي يمشي عليه ثوارها له فضل على بلاد العرب أجمعين،فهي الحصن والسد المنيع الذي لا زال يشكل مانعا أمام تقدم المجوس من شيعة إيران والعراق وحزب اللات للامتداد لباقي البلاد،فلو ضمنوا سوريا تحت إمرتهم لنتقلت المذابح لبلدان أخرى،لذلك يجري بها ما يجرى ،وان لم ينصرها المسلمين ولم يتوحد ثورها فستمتد دمائها لتسير بالبلاد الشقيقة.
اللهم اكتب النصر لكل المسلمين وارزقنا وإياهم فرحة نصر مبين يكن ختامها مسك صلاة بفلسطين.