في ذكرى الانقلاب “الصهيوني”.. ألا يعتذر هؤلاء؟

 

في الذكرى الثالثة للانقلاب على الشعب المصري والذي قام به وكلاء الكيان الصهيوني، أعضاء المجلس العسكري، لا يسعني إلا أن أحيي كل من أفاق وأدرك حقيقة 30 سونيا.

وأن أدين هؤلاء المتكبرين (الذين يعتبرون أنفسهم من النخب) الذين منعهم الكبر حتى الآن من الاعتراف أن ظهورهم كان “مطية” للعسكر انقلبوا به بأوامر من أسيادهم على الشعب المصري المسلم الذي اختار الرئيس محمد مرسي.

وأقول لهؤلاء المتكبرين الذين ما زالت تسمع أصوات بعضهم يلمزون الرئيس مرسي وتسمع بعضهم الآخر يرفضونه صراحة، (وحديثي هنا ليس للمخدوعين الذين أفاقوا, بل لمن يعتبرون أنفسهم نخبة؟).

 ألا تفيقون من مرض قلوبكم وتعتذروا؟

ألا يعتذر أعضاء جبهة الإنقاذ؟

ألا يستحيي هؤلاء الذين رفعوا أصواتهم ضد الرئيس مرسي وبعضهم قال له “افعل أو ارحل”, ويعتذروا للشعب عن كل تلك المجازر التي لولاهم لما ارتكبها العسكر؟

ألا ترون مصر الآن تحت احتلال عصابة لا ترقى لحكم مزرعة موز بسببكم؟

ألا تكفيكم تلك الدماء التي أريقت حتى الآن لتدركوا أنكم كنتم ظهيراً للعسكر؟

ألا تعترفون أمام الجميع بجرمكم وضعف عقولكم وسذاجة حساباتكم السياسية؟

ألا تخرجون للشعب فتحدثونه كيف تسبب حقدكم في انقضاض العسكر وقوات الأمن المركزي على أول تجربة اختيار حر؟

ألا تعتذرون لملايين المصريين الذين نزلوا من بيوتهم ووقفوا أمام لجان الاقتراع بالساعات واختاروا محمد مرسي رئيسا؟

هل وقف أحدكم أمام المرآة بعد خبر تحويل إثيوبيا لمجرى النيل الأزرق, ليحني رأسه في ندم ويعترف في قرارة نفسه أنه لولا صوته وأصوات غيره ممن يسمون أنفسهم “نخبة” لما جاع المصريون؟

هلا نكستم رؤوسكم وأنتم تستمتعون لمعاناة الشعب الذي هجره الجيش من رفح؟

هل تدركون أنكم تلك الشرارة السوداء التي أشعلت كل تلك المجازر التي يرتكبها يوميا الطيران “المصري” في رفح؟
 
هلا نظرتم إلى أم ثكلى رقدت بجانب جثمان ابنها بعد أن مزقته رصاصات العسكر الذين ذبحوه بعد أن اعتلوا ظهوركم؟

هلا قرأتم ما روته أم عن طلب ابنتها الأسيرة لحبوب منع الحمل حتى لا تحمل جنينا ممن يغتصبونها ليل نهار في أحد معتقلات العسكر؟
 
هل قرأ أحدكم أرقام الشهداء في رابعة والنهضة ورمسيس وغيرها وشعر لحظة بالندم لمشاركته في الانقلاب الذي أدى لكل تلك المجازر؟

هل نظر أحدكم يوما إلى طوابير أسر الأسرى أمام معتقلات العسكر يقفون في حر الشمس أو برد الشتاء يلتمسون نظرة من أحبائهم الذين غيبهم العسكر في معتقلات كانت قد أصبحت ماضيا بعد الثورة ولم يكن العسكر ليجرؤوا على فتحها لولا أنهم اعتلوا ظهوركم في التحرير؟

كيف تشعرون وأنتم ترون الفاسدين من العسكر يبيعون أرض مصر بالقطعة لهذا وذاك؟

هل علمتم أن العسكر الذين مكنتموهم قد باعوا غاز مصر لقبرص وهل تعلمون أن قبرص هي واجهة للكيان للصهيوني؟

هل تدركون أنه لولا صراخكم على الرئيس مرسي لما تمكن العسكر من بيع غاز مصر؟
 
ثم هل علمتم قبل أن تملأوا الفضاء الإلكتروني نواحا وعويلا على تيران وصنافير, أن العسكر لم يكونوا ليجرؤوا على بيعهما لولا “نزهتكم” في التحرير التي احتسيتم فيها العصير واعتبرتموها ثورة؟!!

هل تسمرت أصابع أحدكم قبل أن يكتب تغريدة يسب فيها الرئيس المنتخب المخطوف, على صورة قوات الداخلية التي تطارد طالب ثانوي, ليحدث نفسه ولو للحظة أنه لم يكن ليرى تلك الصورة التي يطارد فيها القبح المستقبل, لولا “نزهته” المشؤومة في 30 يونيو وحساباته السياسية الساذجة؟ 

هل فيكم من يدرك أنه لا يحق لمثله أن يقول رأيه بعد أن أورد رأيه مصر كلها موارد التهلكة؟

هل جال بخاطر أحدكم لحظة، أن يهجر السياسة بعد أن شاهد عواقب “فهمه” السياسي؟

يا من لا زلتم ترون أنفسكم من النخب، هلا تبتم إلى الله عما جنته أيديكم واعتذرتم للشعب عما فعلتموه؟

هل تمتلكون ما يكفي من الخجل للاعتذار؟