قصة مدينة!

 

مدينة صغيرة بالمقارنة بالقاهرة، لا يزيد عدد سكانها عن مليون ونصف، اجتمع عليها أعداءها، طائرات أف 16 المتطورة وطائرات الاستطلاع التي ترصد العطسة، ودبابات جيش كامل تقصفها، ومتفجرات بلغ وزنها حتى الأمس 500 طن تسقط فوق منازلها، وحصار يحاول التهامها، وسفن تقصفها من البحر، وسبعة مليون من الأعداء يتمنون زوالها، وعميل خائن عينوه في مصر يتآمر عليها، وجيش فقد بوصلته يقوده مجموعة من الخونة، وجنرالات المكرونة يتربص بها، وممر وحيد للتنفس يغلقه الخائن المتآمر في مصر، وصمت حكومي عربي يحاول خنقها، ومدير مخابرات فاسد مرتشي عينوه في مصر بعد الانقلاب يتآمر عليها مع أعداءها، وإعلام فاسد يديره الأعداء، يتهمها بالإرهاب، ومجموعات من العملاء زرعوهم في قلب مؤسسات مصر يتهمونها بالإرهاب ويصفقون لمتفجرات الأعداء التي تسقط على رؤوس أطفالها، وسفاحون مزورون في الصحف والإعلام المصري العميل يتمنون هلاكها، وقضاء ساقط يعمل به مرتزقة يحكمون بأنها إرهابية، وتمنع عنها الطاقة والغذاء والدواء ويقتل أطفالها ولا يبالي أحد من حثالات الانقلاب في مصر، والمدينة لا تسقط، والعدو مازال مرعوبا، وتدخله العسكري أصبح تورطا.

 مدينة صغيرة علمت حكام العرب معنى المقاومة وفضحتهم وعرتهم أمام شعوبهم، تلك المدينة الصامدة التي تحملت حصاراً بحرياً وجوياً وبرياً طيلة كل تلك السنوات، وتحملت تآمر الداخل عليها، وتآمر حكومات الجيران، أصدرت منذ ثلاثة أيام شهادة وفاة تلك الأنظمة العربية التي تشدقت بالأخوة العربية وبالوحدة ونددت وشجبت ثم انبطحت وصمتت، وعلى الرغم من سقوط حوالي 70 شهيداً حتى تلك اللحظات وعلى الرغم من البيوت المهدومة فما زالت غزة تقاوم و تفضح! 

عملية واحدة قامت بها المقاومة حطمت ما تبقى من سمعة الجيوش العربية وما يسمى بدول الطوق، فجيش النظام في سوريا منهمك في قتل السوريين، وجيش المكرونة في مصر منهمك في صناعة المكرونة واستحداث طفرات علمية وهمية في مجال الكفتة والسلطة وقتل المصريين متى استطاع لذلك سبيلاً، ولا بأس من الإشراف على مزارع الدواجن، ومصانع المياه المعدنية، بينما يتحدث وزير دفاعه السابق عن الأمن القومي الوهمي الذي لا يوجد الا في مخيلته، بينما يحتسي الخمر مع المسؤولين الأمريكيين الكبار اللذين يزورون القاهرة كما قالت مجلة الفورين بوليسي الامريكية!

وبينما يقصف العدو بالطيران تلك الشوارع الفقيرة الصغيرة التي افقرها حصار حكومات عميلة في مصر وبينما يدفن أطفالها تحت حطام المنازل التي يقصفها الطيران الاسرائيلي، تكتب قناة سي بي سي عديمة الشرف أن اسرائيل تقصف أهدافا إرهابية، وتقدم احدى النكرات المأجورة في مصر الشكر لنتانياهو على القصف، بينما تصف نكرة أخرى القصف بأنه مسرحية تقوم بها حماس، ويصعب القول بأن كل هذه المعزوفة المثيرة للاشئمزاز مجرد آراء من مجموعة من النكرات الخونة، فهم لا يعملون ولا يتحدثون إلا بالأوامر, ويصبح تصور أن الأمر مدبر، إذا ما وضعنا إلى جانب ذلك زيارة مدير المخابرات الفاسد الذي أقاله الرئيس مرسي وعينه صاحب الهاشتاج الأكبر نيافة حاخام المكرونة والصلصة مدير الانقلاب، لإسرائيل قبل القصف بيوم كل هذا وغزة لا ترد على اتصالاتهم التي تهدف لوقف اطلاق النار للحفاظ على ما تبقى من ماء وجه سيدهم نتن ياهو الذي اهدرت صواريخ المقاومة وعملياتها النوعية ما تبقى له من كرامة..

حقاً هي مدينة صغيرة بمساحتها ولكنها كبيرة برجالها ومقاومتها وصمودها، تحية لتلك المدينة الصغيرة التي أذلت انف العدو ونكست رؤوس خونة الانقلاب في مصر وكشفتهم، تحية لرجال المقاومة الذين اثبتوا أن القمامة التي تدوسها أحذيتهم لا تساوي رؤوس الخونة في انقلاب مصر.