قصف إسرائيلي على مواقع بالقرب من حماة

تفاصيل الخبر تقول أن قوات الاحتلال الصهيوني قصفت عدة مراكز تابعة لميليشيات إيران في سوريا بالقرب من حماة وأن القصف لم يستهدف مدنيين بل استهدف عصابات مسلحة تقاتل مع بشار 🙂

هذا الخبر من ضمن الأخبار التي حدثتكم عنها من قبل في إطار الحرب المتوقعة بين إيران وبين الاحتلال وهي كما وضحت ستكون حرب نوعية أو بمعنى آخر حرب تسليم وتسلم

هناك خطة أمريكية لطرد إيران من سوريا ولكن قبل طردها بشكل كلي يتم تحسين صورتها وصورة بشار بعض الشئ بالمزيد من المشاهد الدرامية التي تجعل صورة إيران في ذهن البعض أنها على عداء مع إسرائيل وهذا غير حقيقي

لا يوجد أي عداء بين اسرائيل وايران

بل أنني شرحت من قبل أن العداء بين “اسرائيل” وايران هو عداء وهمي ليس له ما يبرره
عداء نشب من لا شيء ودللت على كلامي هذا بعلاقة إيران التاريخية بالمخابرات الامريكية وكيف استخدمتها أمريكا كـ (معول) هدم للدول المسلمة مثل العراق وسوريا وسوف تستخدمها قريبا لتفتيت الجزيرة العربية، وهذا الكلام قلته وشرحته عدة مرات في العديد من المقالات

ولكي تحكم على الأمور بمنطق متوازن عليك بالرجوع لمرحلة عميل (السي آي ايه) آية الله الخوميني وكيف دبرت له المخابرات الأمريكية المظاهرات الشعبية للتخلص من الشاه الذي أنهى مهمته ووقتها العلاقات بين ايران و”اسرائيل” كانت قائمة ولفهم طبيعة العلاقة أكثر أنصح بالاطلاع على تفاصيل فضيحة إيران كونترا جيت 

من يتصور أن يندلع العداء فجأة بين ايران و”اسرائيل” على أرض سوريا بعد سنوات من استخدام اسرائيل وأمريكا للقوات الإيرانية في سوريا لتحارب مع المجرم بشار وإزالة أي عوائق أمام نظامه (الذي تتفق معه “اسرائيل” سرا ويرسل له نتنياهو مبعوثيه سرا في دمشق كما يتسرب أحياناً للصحف فهو واهم على أقل تقدير ولا يعي من أمر السياسة في المنطقة شئ 

هي فكرة لا يمكن أن يعتقد بها من يمتلك أدنى معرفة سياسية بثوابت منطقة الشرق الأوسط 

لكن وكما قلت من قبل عمليات القصف المتفرقة التي تقوم بها اسرائيل على المواقع الإيرانية في سوريا قد تتطور إلى حرب لأسباب كثيرة منها مثلا أن تكون عناصر المعارضة السورية قد جُففت تماما وأصبح وجود الميليشيات الإيرانية غير ضروري وبالتالي يصبح من الضروري اعادة ضبط موقع ايران وحزب اللات الإعلامي ومعهما نظام السفاح النصيري بشار كما شرحت من قبل وبالتالي تجهيز إيران لعملية جديدة والعملية الجديدة وحسب دراسة (استراتيجية إسرائيل في الثمانينات والتسعينات) هي تفتيت الجزيرة العربية وقد بدأتها بالفعل منذ عدة سنوات بوجود فرعها في اليمن والذي سينتج عنه قريبا تقسيم اليمن إلى دولتين إحداهما تابعة للحوثيين (فرع إيران في اليمن) تمهيداً للتقسيم الأكبر وهو تقسيم ما تسمى بالسعودية

هذه الثوابت قد تبدو غامضة بعض الشيء للبعض ممن لم يطلعوا على الدراسة ومن بعدها أيضاً دراسة حدود الدم لصاحبها رالف بيترز وستكون أكثر غموضا لمن لم يتسلح بأي قراءة تاريخية وسياسية لعلاقة إيران بأمريكا ومتابعة الأحداث عن قرب

وهؤلاء لا يفهمون لماذا سكتت “اسرائيل” كل هذه السنوات عن تواجد ميليشيات ايران في سوريا؟ ولماذا تخدم إيران المصالح الاسرائيلية في سوريا طيلة السنوات الماضية, ثم فجأة تضرب إسرائيل بعض المراكز الأيرانية بالقرب من حماة وتنجح في قتل ستة عناصر إيرانية لتبدأ ماكينات التحليل الاستراتيجي في وصف الأمر بأن هناك عداء بين ايران و”اسرائيل” وأن المنطقة على وشك حرب ايرانية اسرائيلية تأتيكم على أرض سوريا… وبالطبع هذه صورة مخطئة

الموضوع كله هو عمل إعادة ضبط للأولويات في المنطقة وإعادة تدوير للنفايات وفي نفس الوقت تمهيد الأجواء كما قلت لحرب نوعية محسوبة النتائج مقدما لإنهاء دور إيران في منطقة ما ليبدأ دورها في مكان آخر

وحتى أوضح الصورة أكثر, فحافظ الأسد مثلاً والد المجرم الحالي بشار قام بتسليم هضبة الجولان الاستراتيجية لـ “اسرائيل” دون اطلاق رصاصة واحدة واعلن عن سقوطها في يد الاحتلال قبل أن تسقط فعلياً (من كتاب سقوط الجولان لضابط المخابرات السوري خليل مصطفى) وبطل الحرب والاستسلام السادات كان عميلاً هو الآخر للمخابرات الأمريكية منذ الخمسينات (هذا هو المعلن والادق انه كان عميلاً منذ الاربعينات)، وحين دخل العميلان السادات وحافظ الأسد, تمثيلية أكتوبر ومثلا قيامهم بضرب “اسرائيل” عادوا فيما بعد لينهزما من جديد أمام إسرائيل لتبدأ مرحلة جديدة يتكون فيها حلف جديد ممانع لعملية الاستسلام التي قام بها السادات مما يدلل على أن كل ما يقوم به هؤلاء هو سيناريو مكتوب وموزع عليهم

وكما ذكر مدير مكتب السادات في مذكراته ان بيجن اتصل بالسادات اثناء مغادرته لسوريا وقتها وقال له ان حافظ الأسد ينوي اعتقاله وعرض عليه حراسة جوية “اسرائيلية” وبالفعل رافقته الطائرات “الاسرائيلية” لحراسته !!
هنا تحول ((العميل)) السادات لعداء سافر مع ((العميل)) حافظ الأسد والاثنان عملاء  

والسؤال الآن هل سيتطور الموضوع إلى حرب بين ايران واسرائيل تشعل المنطقة؟

أقول أنه حين قُتل المجرم سليماني لم تتطور الأمور إلى حرب مع أمريكا بعد كل الحروب الكلامية والإعلامية التي دارت على صفحات الصحف وقتها لأن المنطقة لم تكن مهيأة بعد من وجهة نظر المخرج للبدء في هذه الحرب، فكان لابد من عمل بعض المشاهد التكميلية حتى ترتفع وتيرة الدراما في المنطقة ومن هذه المشاهد الاغتيالات التي أقدمت عليها أمريكا وهذه الضربات النوعية التي تقوم بها إسرائيل على مواقع ميليشيات إيران في سوريا وسوف تتطور المشاهد أكثر حين يتم ضرب مواقع حزب اللات في لبنان لكي يكون لزاما على إيران أن ترد لكي تكتمل الصورة

لأنه كما وضحت من قبل العداء بين “اسرائيل” وايران هو حالة إعلامية وحتى (ان تطورت إلى حرب) وشرحت كيف يمكن أن تتطور إلى حرب فستكون حرب صغيرة لاعادة ضبط الأولويات في المنطقة وهذه ثوابت يجب على اي شخص يريد ان يشتغل بالسياسة الالمام بها

هذه هي ثوابت السياسة في المنطقة

(الموضوع تماماً مثل العداء الذي ظهر منذ عدة أعوام عامين فجأة بين شاويش الانقلاب وسلمان ثم اختفى فجأة ومثل العداء الذي ظهر فجأة بين قطر وبين السعودية والذي اختفى فجأة الآن) 

والقاعدة الرئيسية تقول، حين ترى الأمور تندلع فجأة من العدم, فانظر إلى علاقات الأطراف التاريخية حتى لا تقع في نفس الفخ الذي وقع فيه البعض حين ظنوا أن سلمان أفضل من أخوه عبد الله (لأن التاريخ يقول ان تاريخ أولاد سعود بني على الخيانة ومنذ أول لحظة وهم صنيعة المحتل للتخديم على المشروع الصهيوني) 

ماترونه مجرد تمثيلية الهدف الأول منها هو إيهام السذج ان اسرائيل وايران سيدخلان حرب حقيقية في القريب العاجل وفي نفس الوقت اسرائيل تحاول التقرب من الشعوب العربية المحيطة بها والتي أبرمت معها اتفاقيات تطبيع بضرب ايران عدو الدول السنية 

والهدف الثاني كما أراه هو محاولة تلميع نظام العميل بشار الذي قتل وشرد ملايين المسلمين خلال الأعوام السابقة وبالتالي وغسيل سمعة حزب اللات المجرم الذي شارك في الحفاظ على نظام بشار وذلك عن طريق عدة ضربات جوية من إسرائيل ( العدو الأول لمواقع الميليشيات الايرانية ومواقع حزب اللات في لبنان) وبالتالي يتعاطف غثاء السيل مع المجرم بشار والمجرم حسن نصر الله.

المرحلة الآن هي مرحلة جذب التعاطف الشعبي أو التطبيع الشعبي مع “اسرائيل” والذي تسعى اليه اسرائيل جاهدة منذ عقود

فقط نرجو من الاخوة المحللين إياهم والنخب الكارتونية ألا تنخرط في مخطط إعادة تدوير نظام المجرم بشار وحزب اللات وايران وكل الحملات الاعلامية التي من المتوقع أن تحدث لتلميع تلك العصابات الإجرامية القذرة.

#آيات_عرابي