ماذا تعني زيارة وزير الدفاع التركي لـ ليبيا؟؟

بعد هدوء شديد على كل الجبهات في ليبيا لمدة تزيد عن خمسة أشهر وبعد أن ظلت مهمة حكومة الوفاق الوحيدة هي رصد تحركات ميليشيات المجرم حفتر، وبعد أن ظلت حكومة الوفاق التي لا تتحرك إلا بأوامر تركيا (التي تتحرك هي الأخرى بأوامر أمريكية) تبحث عن حلول سياسية حذرت منها مرارا وتكرارا، فجأة تقرر أمريكا التصعيد في ليبيا وتبدأ في تحريك كل عملائها في المنطقة العملاء الظاهرين والعملاء المستترين ولذلك تجد في ليبيا تحركات وتصعيد في كل الجبهات

المجرم حفتر يتحرك ويهدد وكذلك السيسي في مصر يتحرك في إتجاه ليبيا بعد حصوله على أوامر من ماكرون لمواجهة تركيا وكذلك تركيا تتحرك بشدة بعد ضوء أخضر من ترامب

الجميع يتحرك كالدمى بأوامر من الغرب وهذا هو سر زيارة وزير الدفاع التركي وعدد من قادة الجيش التركي للعاصمة الليبية

وبعيداً عن التحليلات العقيمة التي تحاول إقناع إخوتنا المسلمين في ليبيا أن تركيا (العلمانية) عضو الإتحاد الأوروبي وعضو قوات حلف الأطلسي (الناتو) تعمل لصالح المسلمين في ليبيا، فإن هذه الزيارة في هذا التوقيت بالتحديد وقبيل تسلم إدارة بايدن له مغزى كبير وهو محاولة من تركيا تثبيت بعض المكاسب الاقتصادية التي حصلت عليها هي وحكومة الوفاق الليبية بالإضافة إلى جني ثمار جديدة يتم التفاوض عليها على طاولة المفاوضات

الأكثر طرافة أنك تجد أن هناك من هو مقتنع بأن تركيا التي يوجد على أرضها عدة قواعد عسكرية أمريكية (منها انجرليك وازمير وقيادة القوات الجوية في أنقرة وقيادة الأسطول السادس وغيرها) أنها تعمل لصالح القضية الإسلامية وتجدهم يبررون كل خطوة يقوم بها أردوغان

والحقيقة هي أن أردوغان يلعب لصالح تركيا (ولا أحد يستطيع لومه في ذلك) وعقد المزيد من الصفقات الاقتصادية في عدة قطاعات منها قطاع الإعمار والبناء وأهمها على الإطلاق العقود التي أبرمتها تركيا مع حكومة السراج في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بعد أن وقعت تركيا مع حكومة السراج اتفاق إعادة ترسيم حدود مياههما

والحقيقة التي يجب على الإخوة الليبيين معرفتها هي أن كل الوجوه المشتركة في (معارك) ليبيا بلا استثناء تُخدم على المصالح السياسية الأمريكية والمصالح الاقتصادية المشتركة مع بعض الأطراف المشاركة

من كان يريد اقتحام سرت والجفرة وتحريرهما لماذا لم يفعل ذلك عقب إعادة السيطرة على ترهونة وخلال هوجة الانتصارات الصغيرة المحدودة والتي حذرت الإخوة الليبيين من الركون إليها

بل لماذا سلمت سرت أصلا بدون مقاومة تذكر عندما بدأ التدخل التركي

المشهد في ليبيا يبدو معقداً للبعض ممن لا يفهم السياسة الدولية ولا يعلم أن المتحكم الرئيسي في في كل الأطراف هو النظام العالمي وما هؤلاء القادة والرؤساء إلا مجموعة من الدمى تنفذ المطلوب، يأخذون أوامر لبدء حرب فيتحرك الجميع، ثم تأتيهم الأوامر للجلوس على طاولة المفاوضات لجني بعض المكاسب الاقتصادية والجيوسياسية فتجد الجميع يسحب قواته ويجلس على مائدة المفاوضات

هذه هي السياسة والشعوب مجرد أرقام لا يهم من يقوم بوضع هذه المخططات عدد من يقتلون في هذه الحروب، وللأسف الشعب الليبي هو من يدفع ثمن هذه الخيانات

جميع الأطراف المتحاربة خونة وعملاء للنظام العالمي وهدفهم الوحيد استنزاف طاقات الشعب الليبي الذي لا يتعلم هو الآخر بسهولة ولا يستفيد من دروس الماضي

#آيات_عرابي

3 thoughts on “ماذا تعني زيارة وزير الدفاع التركي لـ ليبيا؟؟

  1. أحمد says:

    تركيا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي. هذه سقطة كبيرة. وسبب عدم قبول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي هو لأنها مسلمة.

  2. Amina amine says:

    هذا هو الواقع الذي لا يعترف به غثاء السيل بخصوص الدور التركي
    الشعب الليبي هو الخاسر الاكبر
    دفع فاتروة غالية من الارواح وخيراته يستفيد منها كل منهم على اراضيه

  3. سيف الدين says:

    الكثير لا يفهمون إلا بعد الإبادات وجرائم الدمار والأعراض، بل منهم من لا يفهم حتى بعد كل ذلك، لأن تحكيم الأفعال عندهم هو لغير الإسلام

Comments are closed.