ماذا يحدث في شرق الفرات؟


عملية عسكرية تركية جديدة في شرق الفرات !!

هناك مسرحية جديدة تم إعدادها بالتوافق بين تركيا وروسيا وأمريكا في منطقة شرق الفرات.
المسرحية الجديدة باختصار

عملية عسكرية تقوم بها تركيا (ظاهرها أنها ضد بشار وضد ميليشيات قسد وحقيقتها أنها لتمكين بشار من منطقة شرق الفرات وتمكين العصابات الانفصالية للأكراد) وفي نفس الوقت تمكين قوات بشار مما تبقى من إدلب بعد قيام أردوغان بسحب فصائل المعارضة من إدلب لشرق الفرات وبالتالي إخلاء الطريق تماما أمام روسيا لإحكام السيطرة على إدلب.

وستبدأ فصول المسرحية بقيام القوات التركية بشن عملية عسكرية كبيرة ضد مسلحي ميليشيا قسد (وهي قوات مدعومة من أمريكا) يتم على أثر هذه العملية تمكين القوات التركية من الاستيلاء على عدة مدن ومناطق وأهمهم مدينة (عين عيسى ذات الأهمية الاستراتيجية العالية) وبالتالي ستشعر الفصائل الانفصالية في هذه المنطقة بخطر الوجود التركي مما يجعلها تطلب العون والمدد من جيش بشار ومن وراءه روسيا الذي سيجدها فرصة لاسترجاع نفوذه في منطقة شرق الفرات مرة أخرى تحت حكمه وحكم روسيا حتى لا يتكرر سيناريو عفرين التي استولت عليها تركيا عام 2018

وبالتالي ستحدث حرب نوعية قصيرة يستطيع من خلالها جيش بشار المدعوم بالقوات الروسية من هزيمة الجيش التركي واسترداد منطقة شرق الفرات.

ومن أهم أهداف هذه الحرب هو تفريغ المنطقة تماما من أبنائها كما حدث في إدلب ( وهو ما نسميه إعادة تشكيل البنية السكانية لخدمة المشروع الرئيسي وهو مشروع إسرائيل الكبرى)
ما يحدث الآن في منطقة شرق الفرات هو تسكين الأكراد ومنع السوريين العرب من العودة مرة أخرى إلى مناطقهم بحجة الحرب.

الموضوع كله اتفاق بين تركيا وروسيا من جانب وبين روسيا وتنظيم “قسد” الموالي لأمريكا من جانب آخر حيث تم الاتفاق على تسليم المدينة إلى الدولة السورية والشرطة العسكرية الروسية، وبالتالي هي عملية متفق عليها.

هذه العملية (كما سبق وأوضحت منذ عام ونصف ستكون في الغالب حرب تسليم وتسلم تشارك فيها كما ترون عدة دويلات تبدو ظاهريا متحاربة) وفي الحقيقة أن هذه الحرب هي حرب مفتعلة وصورية (حرب نوعية) ولحفظ ماء الوجه وإتماماً لإتفاق تركي روسي أمريكي حصلت به تركيا على نصر نوعي أيضا في أذربيجان( بالاتفاق مع روسيا) بينما تتنازل عن شرق الفرات لبشار وبوتين.

عملية شرق الفرات هي بداية تقسيم المنطقة الى خارطة حدود الدم
هذه العملية هي الخطوات الختامية في صفقة القرن كما يسمونها.

ما يحدث في شرق الفرات لا يمكن أن يتم إلا بضوء أخضر غربي لان الغرب لو لم يكن يوافق على التدخل التركي لعلق اردوغان من قدميه ولا معنى للسخافات التي يرددها الاغبياء عن ان تركيا دولة مستقلة بل هي مستعمرة غربية وأردوغان هو بواب لقاعدة إنجرليك) ثم ان امريكا تدعم الأكراد الانفصاليين، كما يعلم الجميع فكيف تسمح لأردوغان (وهو عدوها كما يقولون للناس) بمحاربة حلفاءها الأكراد ؟
ثم كيف يمكن لتركيا ان تحارب حلفاء امريكا بينما تركيا تحتوي على أكبر قواعد امريكية ومنها (انجرليك) ؟
أسئلة لن يستطيع البعض الإجابة عليها ولكن لابد من التفكير فيها.
عملية شرق الفرات سيعقبها تقسيم للمنطقة شمال سوريا والعراق لبناء دولة كردية
( لاحظوا أن أردوغان هو من سمح اصلا بدخول الميليشيات الكردية الى شمال سوريا من الحدود التركية وأعلن في النيويورك تايمز انه على استعداد للتعاون مع ادارة محلية كردية)
هذه العملية ستبدأ في الغالب بانتصارات تركية مبدئية يفرح بها المغفلون وبعدها ستنتهي في الغالب بهزيمة الجيش التركي (وبعد لجوء قسد لروسيا ولجيش بشار) امام العصابات الانفصالية الكردية، او بوقف اطلاق نار ترعاه الأمم المتحدة او اطراف دولية وغالبا ما سيحدث هذا بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التركية القادمة التي غالبا سيخسرها أردوغان بسبب هزيمته في سوريا وبسبب الخلافات السياسية الداخلية التي ستنشأ بسبب سياسات أردوغان الخارجية (هذه الحرب سينظر لها داخليا على أنه فشل تركي).

هذه الحرب التي أتحدث عنها وتحدثت عنها منذ عامين تقريبا سينتج عنها إعادة رسم شكل المنطقة وتنفيذ خارطة حدود الدم التي دعا اليها رالف بيترز في مجلة القوات المسلحة الأمريكية سنة 2006 أو مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي أعلن أردوغان من قبل انه شريك فيه بل وقد تكون نهاية دور أردوغان نفسه (نسأل الله السلامة للشعب السوري والتركي).

من أجل هذه الحرب تم تفريغ سوريا من السكان لتجهيز المنطقة شمال سوريا للواقع الجديد.
المشكلة ان من يخططون لهذه الالاعيب يواجهون جيشا من حـ مـ يـ ر المسلمين يتكون من محللين سياسيين ونخب من الحمير ظلت تصفق لأردوغان بدون فهم حقيقي للأحداث
وسيكتشف هؤلاء الحـ مـ يـ ر ان اردوغان ينفذ أجندة موكلة إليه ولا يملك من أمر نفسه شيئا، كما اكتشفوا هذا عن عبد الناصر من قبل.

وغالبا وبعد سنوات أو حتى أشهر قليلة من تنفيذ خريطة حدود الدم وبعد ان تتحكم إسرائيل في المنطقة بواقعها الجديد (المخطط له منذ مائة سنة) سيقرر المسؤولون عن النظام العالمي التخلص من رجلهم أردوغان (عبر الصندوق والانتخابات أو بأي وسيلة أخرى) كما فعلوا بعميلهم عبد الناصر الذي انهوا عمليته بعد سنوات قليلة من تسلم سيناء والقدس والجولان وكما تخلصوا من السادات و فيصل.

لقد عاش عبد الناصر وفيصل والسادات والمخلوع الهالك اللا مبارك بينما قطعان المغفلين تصفق لهذا وذاك ولم يعرفوا بعمالتهم إلا بعد موتهم بعشرات السنين

اتمنى لكل مطبلي أردوغان أن يستمتعوا جيداً بمشاهدة هذه المسرحية التي ستخلق واقعا جديدا لا يتمناه أحد بنجاح مخططات الأعداء في شرق أوسط جديد
انا اكتب هذا فقط لأبرئ ذمتي امام الله اما من يصفقون لهذا أو ذاك, فهم يستحقون كل لحظة عناء وعذاب تقع لهم لأنهم شركاء في دماء المسلمين بتصفيقهم هذا

#آيات_عرابي

One thought on “ماذا يحدث في شرق الفرات؟

Comments are closed.