هذه معركتي التي انتصرت فيها!

في الفترة الماضية دارت معركة شرسة

معركتي كانت ان انال حرية التعبير في مسألة يعتبرها الكثيرون من المحرمات

معركة حرية التعبير والتي حاربني فيها نخب يزعمون انهم ضد فاشية العسكر

معركة قول رأيي عن اردوغان وسط حالة من الافتتان المطلق صار فيها حتى قول الرأي جريمة عند البعض

فقط قول رأيي … ووالله الذي لا اله الا هو ما كذبت عليه في حرف ولا افتريت ولا تجنيت عليه في حرف مما كتبته عنه ووالله الذي لا اله الا هو ما قلت الا أقل القليل مما عرفت عنه من خلال البحث والقراءة لمدة شهور

لم تكن المعركة هذه المرة من أجل تغيير قناعات او ازاحة الرواية الرسمية كما مكنني الله من قبل في معركتي ضد وهم اكتوبر وضد الصورة الاعلامية المزيفة للعميل السادات وقبلهما ضد شخصية شاويش الانقلاب السيسي التي وفقني الله عز وجل وحده في ان اهدمها قبل ان يسوق نفسه كزعيم وما إلى ذلك أو معركتي مع ابن سلمان وأبيه وقت حالة الاحتفاء بسلمان وتصويره على انه منقذ الثورة في مصر وحامي حمى الشرعية, حتى ان بعضهم راح يمدح حذاء سلمان

كانت معركتي هذه المرة هي زرع رأيي في مواجهة الرواية الرسمية

الرواية الرسمية التي رسمت هالة بعينها حول اردوغان وصورته على انه معادِ لاسرائيل ونصير الاسلام و و و و … الخ. وكانت هذه الهالة الرسمية هي ما مكنته من لعب الدور الذي أراه خطيرا في الثورة السورية وهو اهم الادوار (اهم حتى من ادوار آل سعود والامارات وغيرهم)

معركة استخدمت فيها ضدي كل الأسلحة

بعض من يتلقون رواتب من الاعلام التركي ويأتمرون بأوامر الاعلام التركي (وليس هذا سراً) بدأوا بالأمر في شن حملة تخوين ضدي (اكتشفوا فجأة بعد كل هذه السنوات انني عميلة ولو كنت عميلة فلماذا لم يصارحوا الناس من البداية الا بعد ان تحدثت عن اردوغان الذي يتلقون رواتبهم من مؤسساته ؟)

وهؤلاء يتحركون بالأوامر من اجل جري لمسار فرعي اتفرغ فيه للرد على ما يفترونه من اكاذيب

والصحفي يظل مؤثراً طالما لم يكن قلمه مأجوراً, فاذا باع قلمه صار عبـ داً وفقد تأثيره حتى لو صنع بعض الضجيج, فالزبد يذهب جفاء وكم من أقلام مأجورة من مداحي آل سعود أو عصابات الامارات زالت وانتهت وفقد اصحابها بريقهم

باختصار, هؤلاء لم يعد أي منهم يمثل أي ازعاج وانا حين ارد, ارد على من يشغلونهم بالمزيد من كشف الحقائق

البعض الآخر شن حملة هجوم وتشويه سمعة غير عادية لدرجة وصلت أن كفرني احدهم ووصفني بالمرتدة

هذه الحملات وصلت إلى درجة ان واحدا ممن يدعون الانتماء للتيار الاسلامي ارسل لي يقذفني في عرضي قذفا صريحا

بعضهم روج عني اكاذيب كتلك التي كان يروجها اعلام الانقلاب وبنفس الطريقة

بعضهم فعل هذا على سبيل الالتزام الحزبي وبعضهم فعل هذا مجاملة لتواجده في تركيا

وانا لا اسامح هؤلاء ابدا وعلى يقين ان الله عز وجل سيقتص لي منهم في الدنيا قبل الأخرة

والبعض الآخر وجدها فرصة سانحة وسط حالة الهجوم ضدي ان يتكلم ضدي
وبصراحة بعدما كان يختبئون خلف اللمز والتلميح

و طبعا تراوحت التهم بين العمالة لابن سلمان او ابن زايد او حتى السيسي

طبعا كان هناك النبلاء الذين عارضوا رأيي تماماً وارسلوا لي انهم يختلفون مع كل ما اقول عن اردوغان ولكنهم لم يخونونني وهؤلاء احمل لهم كل العرفان والامتنان على نبل نفوسهم وعلى قدرتهم على الاحتفاظ بعقلانيتهم حتى مع من يخالفهم

معركتي التي انتصرت فيها هي ان اضع رواية اخرى من زاوية اخرى عن اردوغان ودوره الحقيقي وسواء اختلف البعض مع ما اقول او اتفقوا, فالرواية حاضرة الان وهي رواية مخالفة لما يسمعه الناس من سرد تقليدي عن اردوغان

اهمية هذا الانتصار هو ان ما اقوله نجح في مزاحمة الرواية الرسمية التي تسد الافق, فالناس فيما يتعلق باردوغان ينقسمون الى صنفين, صنف مع العسكر يعادي اردوغان لما يظنه عداءً من اردوغان للعسكر والصنف الآخر هم المفتونون بالتجربة التركية ويرونها نموذجا للتجربة الاسلامية الناجحة والحقيقة انني ارى الصنفين على خطأ

ما وفقني فيه الله عز وجل خلال الشهور الماضية هو انتصار في معركة زرع رواية مخالفة لرواية العسكر عن اردوغان ومخالفة لرواية مناهضي العسكر عنه

هو تحدي لحالة الافتتان التي وصلت بالبعض الى درجة التقديس وقياس الحق عليه والتي وصلت بالبعض الى ان كفرني واخرجني من الاسلام لمجرد اني قلت رأيي.

وانني اذ اعد كل قرائي, من يوافقوني منهم ومن يختلفون معي في ان اكمل في طريقي الذي بدأته, وهو التمسك بشرعية الرئيس مرسي وموقفي الثابت من كل عملاء سايكس بيكو, فإنني اعدهم كذلك ان استمر في قول رأيي وما اراه حقاً مهما كلفني هذا.

وليعلم الجميع انه لا احد فوق النقد وفوق المحاسبة

وان ارواح الناس اهم من الف الف اردوغان

وان امة الاسلام التي شُتت وبعُثرت واحُرقت في سوريا اهم من الف الف اردوغان

وان كل يؤخذ منه ويرد عليه الا النبي صلى الله عليه وسلم

هي دعوة للجميع للتفكير ولاعادة النظر فيما يعتقدون انه مسلمات وثوابت لا تُمس

الشكر موصول لكل الاخوة القراء, من يختلفون مع ومن يتفقون

#آيات_عرابي